مريم شهاب
من محاسن العمل الذي أقوم به، التواجد فـي العديد من المهرجانات الصيفـية التي تقام فـي معظم مدن ميشيغن. والأسبوع الماضي، شعرت بالمتعة والغصة فـي آن معاً، عندما تواجدت فـي مهرجان الـ «Home Coming» فـي ديربورن ومهرجان آخر فـي متحف هنري فورد وقرية غرين فـيلد
Henry Ford Museum and Greenfield Village. المتعة، حين تجد أنه لا يزال على هذه الأرض ما يبعث على الفرح والمرح. حين ترى ناس ميشيغن، كبارهم وصغارهم، الأهل والآباء والأحفاد، وحتى أصحاب الحاجات الخاصة، ينطلقون بكل بهجة وسرور لحضور المهرجانات والكرنفالات حتى ولو كانت فـي مدينة بعيدة عن أماكن سكنهم. مئات من البشر، يمشون بخفة وحبور لحضور نشاطات تكسر ملل الأيام فـي تسليات بريئة وألعاب وبهلوانات يتسلى فـيها الكبار قبل الصغار، الأثرياء والفقراء. يمشون فـي فرح وأمل لا يخشون سيارة مفخخة أو طريقاً مسدوداً ولا حواجز تسألهم من أين أنتم آتون وإلى أين أنتم ذاهبون.
تأملت تلك الجموع، نهاية الاسبوع الماضي، فـي مهرجان العودة إلى البيت هنا فـي ديربورن وقلت فـي نفسي، لماذا بلداننا وأولادنا محرومون فـي بلاد الشرق من ساعات الفرح والمرح؟ أين أطفال سوريا والعراق واليمن وفلسطين و«قطعة السما لبنان». لماذا مصير أولئك الأطفال التشرد و معاناة الحرب والجوع و سكن المخيمات؟ لماذا بعض رجالنا ونسائنا بعد بلوغهم «حينٌ من الدهر» يستنكفون عن حضور هكذا مناسبات بحجة العيب والحرام. هل الفرح والمرح حرام؟؟
فـي حدائق قرية «غرينفـيلد» تحدثت إلى العديد من القادمين من ولايات عدّة؛ نيويورك، كاليفورنيا، فلوريدا، أوهايو وغيرها من الأماكن البعيدة، حتى أنه كان هناك من جاء من الصين والهند واليابان، يتكلمون الإنجليزية بصعوبة، لكن حب السفر والمتعة برؤية أماكن جديدة يدفعهم إلى ركوب الصعب والمجيء إلى أماكن سياحية، الكثير من سكان ديربورن لا يعلموها.
العديد من أهلنا فـي ديربورن تأسرهم الأخبار السيئة والأحداث المفجعة التي تتعرض لها بلاد الشرق. والكثير منهم يشكو الإكتئاب والإحباط والإجهاد من كثرة الجلوس أمام التلفزيون أو على بلكونات البيوت. تفوتهم متعة الخروج ورؤية الناس يمرحون ويبتهجون.
الذي يأسرك فـي تلك الأماكن، الأزهار المشرقة والإخضرار المنعش، والنظافة والنظام من قبل أشخاص عديدين متطوعين لخدمة الآخرين ومساعدتهم لتمضية وقت مسلّ ومرح بأقل مفاجآت غير سارة. حتى أن حدائق فورد أمّنت لكبار السن ولذوي الإحتياجات الخاصة العديد من الـ«سكوترز»، كراسي بعجلات تتحرك ببطارية تمنحهم حرية التنقل بسهولة.
صحيح هناك رسوم لهذه الخدمات، لكن تبقى اللباقة واللطافة والسرعة فـي تقديمها، هذا إلى جانب التنظيم والترتيب، تجعل الرحلة إليها متعة لا تنسى.
اللافت فـي مهرجان العودة، هو وجود العديد من السيدات المنقبات فـي السواد حتى الكفوف. برأيي هؤلاء السيدات، أليس الأفضل لهن «أن يقرن فـي بيوتهن»، مهرجان المرح والفرح لا ينسجم مع النقاب والسواد، ومن الأفضل إجتنابه!!
Leave a Reply