سامر حجازي – «صدى الوطن»
أعلنت بلدية ديربورن، هذا الأسبوع، عن مبادرة تنظيف تجري حالياً على قدم وساق وتمتد على طول فصل الصيف، وذلك فـي محاولة منها لإزالة الأوساخ والمهملات المرمية فـي الشوارع، والتي يبدو انها أصبحت مشكلة كبيرة مستعصية على الحل.
وأعرب سكان المدينة خلال الفترة الأخيرة عن قلقهم من أن رمي الأوساخ والمهملات يحول أجزاء عديدة من ديربورن إلى بؤر تلوث بيئية. ولكن يبدو مؤخراً أن المسؤولين فـي البلدية أخذوا زمام المبادرة لمجابهة هذه المشكلة.
لذا، خلال فصل الصيف هذا، بادرت طواقم البلدية إلى إزالة أكثر من ٦٠٠ كيس من أكياس القمامة من جميع المناطق التجارية وسط شرق وغرب وسط المدينة «داون تاون»، وتركزت الجهود فـي الغالب على مواقف السيارات وواجهات المحلات على طول شارع «ميشيغن افنيو»، وسوف تستمر هذه الجهود خلال موسم الخريف المقبل.
وأشار مشرف الصرف الصحي فـي بلدية ديربورن، شون آدامز، إلى أن البلدية أجرت بحوثاً لتحديد الأجزاء والمناطق التي تكثر فـيها القمامة المرمية وأنها اعتمدت على تلك المعطيات لبدء تطبيق خطة العمل.
وبالاضافة الى تنظيف شارع «ميشيغن افنيو» والمناطق التجارية، تعتزم البلدية تنظيف المناطق الواقعة على شارعي «ديكس-فـيرنور» و«وورن افنيو» فـي مشروع قادم.
وقال براد آدامز: «قام فريقنا بجمع البيانات حول الأمكنة الأكثر احتياجاً والتي تتراكم فـيها الأوساخ»، وأضاف «الخطوة التالية هي التنسيق مع إدارة شرطة ديربورن لرصد المنطقة وإصدار تذاكر مخالفة بحق المخالفـين الذين لا يرمون النفايات فـي الأماكن المخصصة لها».
وسوف تطبق دائرة الشرطة أيضاً قوانين الولاية المتعلقة برمي النفايات، والتي تصل فـيها غرامة المخالفات إلى ٥٠٠ دولار. كما عقدت البلدية -فـي هذا السياق- شراكة مع «الهيئة العامة للتنمية فـي غرب ديربورن» و«هيئة تنمية شرق ديربورن» لتثبيت إشارات عامة تحذر من رمي القمامة، ووضع مستوعبات قمامة إضافـية فـي العديد من الأماكن العامة ومواقف السيارات، وتم تنصيب لافتات كتب عليها «ضع القمامة فـي مكانها» لتذكير السكان باستخدام الصناديق المخصصة للقمامة.
وتبذل البلدية أيضاً محاولة جادة لتذكير السكان ليتأكدوا من رمي القمامة فـي البراميل المحددة ضمن أكياس مربوطة، لأنه فـي كثير من الأحيان يمكن للرياح والطقس العاصف أن يفرغ البراميل والأكياس من الأوساخ والقاذورات فتتناثر كميات القمامة والحطام على الأرض، ثم تنتشر بفعل الحيوانات القارضة فـي جميع أنحاء الأحياء.
وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها المدينة لمعالجة مشكلة القمامة، يرى الكثيرون أن منع السكان من التخلي عن عاداتهم برمي المهملات فـي الأماكن المخصصة، قد يكون من الصعب تغييره.
وقال وليد ناصر، الذي يعمل فـي محطة للوقود «ماراثون» فـي ديربورن، أن الزبائن يرتادون المحطة ويذهبون طوال اليوم مخلفـين وراءهم مهملاتهم.
«إنهم يأتون إلى محطة البنزين وبدلاً من أن يترجلوا ويمشوا إلى برميل القمامة لرمي المهملات، يقومون بقذف أكياس الوجبات السريعة وغيرها من سياراتهم .. إنني أرى ذلك يحدث كل يوم وطيلة دوام العمل».
وفـي حين أن العديد من السكان يمارسون هذه الأنواع من العادات الممجوجة، يُترَك آخرون للتعامل مع تداعيات هذه المشكلة المزعجة، وفـي هذا الصدد أشار ناصر الى ان عمال الصندوق (كاشيير) فـي محطته غير قادرين على مواكبة تنظيف القمامة على مدار اليوم.
«لدينا زبائن يشكون كل الوقت، ومن الصعب ان نتمكن من القيام بعملية التنظيف المستمر»، أكد ناصر. وأردف «هناك الكثير من القمامة خارج المحطة بشكل يجعل من الصعب بالنسبة لنا تنظيف زبالة الزبائن ومخلفاتهم.. البلدية تقوم بعمل جيد عبر مجيئها الينا والطلب منا القيام بالتنظيف، ولكن المشكلة تكمن فـي أنه عليك تعيين شخص ليقوم بالتنظيف طوال اليوم ».
ونظم الناشط المحلي وليام علي حملات تنظيف فـي الماضي بهدف إشراك الشباب المحليين فـي هذه المهمة، ففـي الصيف المنصرم، قاد علي حملة من تلك الحملات فـي منتزه «لابير بارك» فـي الجزء الجنوبي من المدينة بمساعدة من المنظمات المحلية والمسؤولين فـي المدينة، وقامت مجموعات من الأطفال والبالغين بجولات فـي جميع أنحاء الحي كما قاموا بتنظيف الشوارع والمروج الخضر من النفايات والمهملات الأخرى.
وقال علي لـ«صدى الوطن» إن الحملة لقيت استقبالاً جيداً بحيث أن أحياء أخرى فـي المدينة أراد سكانها أن يحذوا حذوه وبدأوا القيام بمبادرات تنظيف خاصة بتلك الأحياء، وقد تواصل علي فـي وقت سابق مع المسؤولين فـي البلدية والمنظمات المحلية بغية تنظيم حملة تنظيف فـي الخريف القادم.
وأوضح «إننا عازمون على القيام بحملة تنظيف خريفـية وأريد الترويج لأهمية الحفاظ على مجتمع نظيف.. وستكون هذه الحملة خلال العام الدراسي، فتعزيز الفخر وإشاعة النظافة فـي المناطق التي يسكنها أبناء جاليتنا هو المبتغى. ونحن نسعى لجعل هذا التحرك أكبر من المرة السابقة».
وأشار علي إلى أن عادة رمي المهملات المنتشرة بين الشباب المحليين قد يكون نتيجة للتربية البيتية لذا من المهم تعليم رسالة النظافة وعدم إلقاء القاذورات فـي سن مبكرة حتى تؤدي إلى تغيرات سلوكية جذرية كلما تقدم الأولاد فـي السن.
فـي أعقاب حملة التنظيف الأولى، أشار إلى أن بعض الأطفال فـي الجالية حاليا ينشطون فـي مجال مكافحة رمي الأوساخ، وأضاف «من خلال العمل مع الأطفال، نحن نحاول أن نعطيهم قسطاً من المسؤولية والقيادة بأكبر قدر ممكن لأننا نريد لهم أن يتولوا زمام المبادرة فـي المستقبل».
وقد تقرر بشكل مبدئي تحديد يوم السبت ٢٤ تشرين الاول (أكتوبر) فـي تمام الساعة العاشرة صباحاً للقيام بحملة التنظيف الخريفـية فـي منتزه «لابير بارك» فـي منطقة الـ«ساوث إند».
Leave a Reply