ناتاشا دادو – «صدى الوطن»
92 مدرسة فـي مقاطعة وين تقع فـي مناطق تعاني من مستويات خطيرة من تلوث الهواء، بحسب تقرير لمؤسسة «سيينا كلوب» البيئية حصلت «صدى الوطن» على نسخة منه. وقد كشف تقرير المؤسسة الوطنية التي لها فرع فـي ديترويت أن طلاب المدارس الـ92 التي تقع يقع معظمها فـي مدن جنوبي النهر (داون ريفر) يتعرضون لمستويات مرتفعة من مادة ثاني أوكسيد الكبريت التي تتسبب بمضار صحية بالغة للأطفال، تفوق المعدلات المسموح بها على المستوى الفدرالي بمراحل.
بين المدارس الواردة فـي لائحة «سيينا»، مدرستان فـي ديربورن وهما «سالاينا الابتدائية» و«سالاينا الإعدادية» الواقعتان فـي منطقة «الساوث أند» بمنطقة ديكس جنوب شرقي المدينة، وتعتبر هذه المنطقة من أكثر المناطق تلوثا فـي ولاية ميشيغن، حيث يتخطى مستوى التلوث الناجم عن ثاني أوكسيد الكبريت المنبعث من مداخن المصانع المنتشرة فـي محيط المنطقة، حدود الانبعاثات الغازية المسموح بها من قبل الحكومة الفدرالية ضمن قائمة مواصفات محددة. وتتضمن قائمة «المدارس الملوثة» ٢٠ مدرسة فـي مدينة ديترويت، إضافة إلى عشرات المدارس الأخرى المنتشرة فـي مدن منطقة «داون ريفر» تتوزع على: ريفر روج وايكورس وساوثغيت وغروس أيل ولينكولن بارك وملفـينديل وبراونستاون وروكوود وترينتون ووايندوت.
وتشكل صحة الأطفال الذين يرتادون هذه المدارس مصدر قلق كبير لنشطاء البيئة وأولياء الأمور، فثاني أوكسيد الكبريت هو غاز سام يشكل خطرا على صحة الإنسان، والتعرض لاستنشاقه على المدى القصير يسبب تضييقاً فـي الشعب الهوائية وصعوبة فـي التنفس وزيادة فـي أعراض الربو، مما يستدعي تزايد عدد الحالات الإسعافـية التي تتطلب بدورها زيارات متكررة للمستشفـيات وغرف الطوارئ.
وفـي شهر كانون الثاني (يناير) الماضي، عقد مؤتمر فـي «جامعة ميشيغن» ناقش فـيه الخبراء والسكان المحليون مخاطر تواجد مدارس تضم فـي صفوفها طلاباً من مرحلة الحضانة الى الثانوية، بين مصانع تشكل مصدراً رئيسياً لمشكلة التلوث البيئي. وكان الهدف من المؤتمر وضع سياسات وحلول للأزمة الصحية العامة التي تعصف بالمنطقة التي تضم مجمعات صناعية ثقيلة.
وقد أظهرت دراسة سابقة أجراها باحثون من «جامعة ميشيغن» فـي العام 2011 بتمويل من مؤسسة «كريسغي»، عن وجود علاقة مباشرة بين تلوث الهواء من جهة وصحة الطلاب الجسدية وأدائهم الأكاديمي الجسدية من جهة أخرى فـي المناطق الملوثة.
ووجد الباحثون أن المدارس الواقعة فـي المناطق ذات معدلات التلوث الصناعي الأعلى تعاني من تدني معدلات حضور الطلاب لصفوفهم لدواع صحية مما اعتبر مؤشرا على سوء صحة الطلاب وبالتالي ارتفاع نسبة الطلاب الذين يفشلون فـي تلبية معايير الولاية التعليمية.
وينشط فرع ديترويت التابع لـ«نادي سييرا» فـي مجال رفع مستوى الوعي حول مخاطر انبعاثات ثاني أوكسيد الكبريت فـي مقاطعة وين ويحاول دفع الشركات الصناعية فـيها إلى الامتثال للقوانين الفدرالية وقوانين الولاية البيئية.
ويسعى النادي حالياً فـي الضغط على مصنعي «دي تي إي» لتوليد الكهرباء بواسطة الفحم، الواقعين على نهر الروج وقناة ترنتون، إضافة الى مصانع تابعة لشركة «يو أس ستيل»، لحضها على تخفـيض انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكبريت بما يؤهلها لنيل «رخصة جودة البيئة فـي ميشيغن».
وقالت مديرة حملة «نادي سييرا» ضد مصانع الفحم، ريجينا سترونغ، «إننا نحاول الحصول على المعلومات الضرورية واطلاع المواطنين عليها كما أننا نعمل بالتعاون مع إدارات المناطق التعليمية لتلافـي الأخطار الواقعة على المدارس ضمن المناطق الملوثة بهذه المصانع».
وتأتي جهود سييرا بالتزامن مع حملة يشنها الرئيس الأميركي باراك أوباما لمكافحة التغيير المناخي عبر تضييق الخناق على صناعات الفحم والاعتماد على الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح.
سالاينا وريفر روج الأسوأ
وأشارت سترونغ إلى أن بعض المدارس، مثل «ثانوية ريفر روج»، تواجه مخاطر حقيقية لأنها تقع بالقرب من مصادر تلوث رئيسية، إذ أنها تجاور محطة
«دي تي إي» لتوليد الطاقة فـي المدينة، وكذلك هو الحال نفسه بالنسبة لمدرستي «سالاينا» الابتدائية والإعدادية الواقعتين قريبا من مصنع شركة «أي كي ستيل» (مصنع سيفرستال سابقاً) فـي منطقة ديكس ذات الكثافة العربية. وبالرغم من تصنيف «سيفرستال» سابقاً بأنه واحد من
أكثر المصانع المطلقة لثاني أوكسيد الكبريت، غير أنه
فـي شباط (فبراير) الماضي علمت «صدى الوطن» من دائرة البيئة فـي الولاية أن المسؤول عن فحص تلوث الهواء فـي مدرسة «سالاينا»، لا يقوم بقياس مستويات انبعاث هذا الغاز الضار.
يشار الى أن دراسة أجراها العام الماضي باحثون من جامعة «وين ستايت»، العام الماضي خلصت الى أن الصحة التنفسية عند العرب الأميركيين «تتأثر سلبياً من جراء العوامل البيئية»، وتسود درجة عالية من القلق بين أبناء الجالية العربية حول الآثار الصحية الناجمة عن التلوث البيئي الذي يهدد صحة سكان المنطقة.
Leave a Reply