انطلق يوم الثامن من أيلول (سبتمبر) العام الدراسي ٢٠١٥-٢٠١٦، في معظم المناطق التعليمية في مترو ديترويت، بما فيها منطقتي ديربورن و«كريستوود» في ديربورن هايتس، اللتين شهدتا تغييرات واسعة خلال الصيف استعداداً لبداية الموسم. في ديربورن، يرجح أن يتخطى عدد الطلاب المسجلين في المدارس العامة بالمدينة حاجز ٢٠ ألف طالب لأول مرة، وأغلبيتهم من العرب والمسلمين، وهو ما يبرر الاعتماد المتزايد لهذه المنطقة التعليمية على توفير الوجبات الحلال لطلابها. وكذلك الأمر في منطقة كريستوود التعليمية (وسط ديربورن هايتس) حيث الكثافة العربية أيضاً، فقد قامت الإدارة خلال الصيف بحركة تصحيحية تربوية استجابة لتسوية فدرالية ولمواكبة متطلبات الجالية العربية التي أصبح أبناؤها يشكلون أغلبية طلاب المنطقة.
مدارس ديربورن العامة نموذج وطني في توفير وجبات «الحلال»
ميريندا فالي – «صدى الوطن»
فـي هذا العام الدراسي، من المتوقع أن يبلغ عدد الطلاب المسجلين فـي مدارس ديربورن ٢٠ ألف طالب، وذلك لأول مرة فـي تاريخ المدينة، بالتزامن مع نمو عدد سكانها الذين تخطوا وفق التقديرات حاجز الـ ١٠٠ ألف نسمة، فـي ظل ارتفاع نسبة العرب والمسلمين الذين يتمتعون بمعدل ولادة مرتفع نسبياً، وهو ما قد يبرر الكثير من التحولات الكبيرة التي شهدتها هذه المنطقة التعليمية منذ بداية الألفـية الثالثة، ومنها الوجبات «الحلال» للطلاب.
ففـي عام ٢٠٠١، شهدت ديربورن تقديم أول وجبة طعام «حلال» فـي مدارسها. لكن المدينة تحولت اليوم الى نموذج على المستوى الوطني، حيث توفر ٢٢ مدرسة تابعة لها من أصل ٣٢، وجبات اللحوم المعدة وفق الطريقة الإسلامية، كـ«خيار» على قائمة الطعام يفضّله أغلبية طلاب المنطقة التعليمية، وهو ما يدفع المختصين الى التفكير جدياً بزيادة الاعتماد على المأكولات الحلال كخيار أساسي، لما فـي ذلك من مصلحة مشتركة للطلاب والمدارس.
يقول جيف مورفـي، منسق الخدمات الغذائية لمدارس ديربورن، لـ«صدى الوطن» إن توفـير الوجبات الحلال توسع كثيراً فـي السنوات الخمس الماضية، وذلك نزولاً عند طلب إدارات المدارس وهيئات المعلمين وأولياء الأمور، وقد انعكس ذلك ارتفاعاً ملحوظاً فـي معدل إقبال الطلاب على تناول وجباتهم من المأكولات التي تقدمها المدرسة.
ورغم أن اللحوم الحلال أغلى ثمناً من غيرها، إلا أن توفـيرها للطلاب يدر مداخيل إضافـية للمدرسة، التي تنال مخصصات مالية لقاء كل وجبة طعام يتناولها الطالب.
ويقول مورفـي «إن المنتجات الحلال، عادة تكون أعلى كلفة بنسبة ١٥ أو ٢٠ بالمئة، وهو ما يزيد من النفقات بين ٤ و٦ بالمئة، وهذا مبلغ كبير فـي منطقة تعليمية بحجم منطقتنا».
لكن الفرق فـي إقبال الطلاب على تناول الوجبات المدرسية، يبدو جلياً مقارنة بالعام ٢٠٠١، حيث كانت مدارس ديربورن العامة توفر ٧٥٠٠ وجبة يومياً، أما فـي العام الماضي فقد وصل عدد الوجبات الى ١١ ألف وجبة يومياً، وسط توقعات بتخطي هذا الرقم فـي العام الدراسي الحالي الذي بدأ فـي الثامن من أيلول (سبتمبر)، حيث علمت «صدى الوطن» أن المسؤولين فـي مدارس ديربورن العامة يتوقعون أن يفوق عدد الطلاب المسجلين فـي مدارسها من مرحلة الحضانة ولغاية الصف ١٢ ثانوي، ٢٠ ألف طالب هذا العام.
فـي مدرسة «لاوري» لوحدها، زاد استهلاك وجبات الطعام بعد إدخال خيار اللحوم الحلال من ٥٧٨ وجبة يومياً فـي العام ٢٠٠١، الى ٨٩٨ وجبة خلال العام الدراسي الماضي.
وتحصل المدارس على مبلغ مالي لكل وجبة طعام تقدمها للطلاب، تكون متوافقة مع المعايير الحكومية الفدرالية.
وبسبب الإقبال المتزايد على الوجبات المدرسية، أصبح قسم خدمات الطعام فـي منطقة ديربورن التعليمية، يتمتع بالاكتفاء الذاتي لتمويل عملياته، من خلال مبيعات وجبات الغداء التي تقوم بتغطية نفقات القسم ورواتب العاملين به.
وقالت ستيفاني ويلينغهام، المديرة الاستشارية لدى وزارة التعليم فـي ولاية ميشيغن، وحدة برامج التغذية المدرسية: إن توفـير الأطعمة الحلال لا يؤثر على قدرة المدارس فـي الامتثال لمعايير التغذية بالولاية أو الحكومة الفدرالية، بل على العكس، فإن توفـير ما يطلبه المجتمع والأهالي هو «أفضل ممارسة» يمكن فعلها عند التفكير فـي تقديم الأطعمة للطلاب.
ولأن مدارس ديربورن كانت السباقة فـي هذا المجال ونجحت فـيه نجاحاً باهراً شرعت المزيد من المدارس فـي مختلف أنحاء البلاد بطلب خيارات اللحوم الحلال متطلعة إلى ديربورن كنموذج ومثال.
وأوضح مورفـي أن مدير خدمات الطعام فـي مدارس نيويورك العامة، سأله عن وجهة نظره حيال تقديم منتجات الأطعمة الحلال فـي الكافـيتيريات المدرسية. كما أن مدارس سان دييغو الموحدة استضافت مورفـي فـي مؤتمر عبر الهاتف مع أولياء الأمور قبل بدء تقديم برنامج خيارات الأكل الحلال.
وشدد مورفـي على أن المزيد من المناطق التعليمية فـي الولايات المتحدة تعمل على الاحتذاء بنموذج ديربورن الذي يقدم المأكولات الحلال كخيار على قائمة الطعام اليومية للطلاب فـي المدارس.
وأردف مورفـي، الذي يخدم سنته الخامسة عشر فـي هذا الموقع، «مهمتي هي إطعام أكبر عدد ممكن من الاطفال حسب ما أستطيع، وهذا ما أقوم به»، مشيراً الى أن هناك بعض العوائق التي تعترض طريق دائرته فـي توفـير الوجبات الحلال بسبب حدود الإنفاق المسموح بها وفق المعايير الفدرالية، فشركات اللحوم الكبرى، مثل «تايسون»، تقدم عروضاً مغرية وحسومات كبيرة على منتجات الدجاج، «لكن لا يمكننا الاستفادة منها لأنها ليست حلال»، فـي حين أن مدارس أخرى تحصل على الدجاج والهمبرغر بأسعار متدنية.
ورغم ذلك، فإن قائمة المأكولات الحلال فـي مدارس ديربورن آخذة فـي التوسع، حيث لم تعد الخيارات تقتصر على «الهوت دوغ» وقطع الدجاج (الناغيت) وبرغر الدجاج، بل أصبحت تشمل أيضاً لحوم الأبقار والحبش التي تتوفر بأسعار مقبولة، حسب مورفـي الذي أشار أيضاً الى أن منطقة ديربورن التعليمية لم تعد تقدم قطع «الناغتس» غير الحلال، وذلك تماشياً مع الطلب ولعدم وقوع التباس، لافتاً الى أن جودة الدجاج الحلال تفوق أنواع الدجاج الأخرى.
شركة «وورلد بيور فودز»، ومقرها ديربورن، هي واحدة من أبرز مصادر المأكولات الحلال لمدارس ديربورن العامة. ويقول رون بطشون، نائب الرئيس الأول للشركة التي أسسها والده عام ١٩٧٦ تحت اسم «مأكولات القدس» (جيروزاليم فوود)، الطلب على الأطعمة «الحلال» يتزايد باضطراد، لكنه استبعد أن تنافس مأكولات «الكوشر» المعدة وفق الشريعة اليهودية، التي لها نصيب أساسي من سوق اللحوم الأميركية. وأضاف بطشون إن سوق الحلال يختلف كثيراً اليوم عما كان عليه أيام والده، ووفقاً لتقرير من غرفة التجارة فـي دبي، فإن سوق الحلال العالمي ينمو بسرعة ويتوقع أن تبلغ قيمته ١.٦ تريليون دولار بحلول عام ٢٠١٨، مقارنة بـ١.١ تريليون دولار عام ٢٠١٣.
إنفاق 18 مليون دولار خلال العطلة الصيفية
لتجديد وتأهيل المباني المدرسية في ديربورن
خليل رمال – «صدى الوطن»
أنجزت منطقة ديربورن التعليمية خلال العطلة الصيفـية سلسلة أعمال بناء وترميم طالت عدداً كبيراً المدارس العامة فـي المدينة استعداداً لانطلاق العام الدراسي الجديد فـي الثامن من أيلول (سبتمبر). وقد أنفقت المنطقة التعليمية حوالي 18 مليون دولار من أصل 70 مليوناً متوفرة عبر السندات الذكية (سمارت بوند) التي أقرها ناخبو ديربورن بموافقتهم على رفع الضريبة العقارية قبل حوالي عامين.
وبحسب المسؤولين فـي مجلس ديربورن التربوي، فإن جميع مباني المدارس العامة فـي المدينة شهدت ورش تأهيل وتوسعة، باستثناء المبنى الإداري، فـيما لا يزال لدى المجلس مبلغ ٢.٦٧ مليون دولار متبقٍ فـي صندوق الطوارىء، الذي هو عبارة عن ميزانية وقائية لتغطية التكاليف أو النفقات غير المتوقعة.
وقد أُنجزت هذا الصيف إضافات على أبنية مدارس «هنري فورد» و«وليام فورد» و«غير بارك» و«سنو» الإبتدائية، بحسب جيف بوريك، مدير العمليات.
وفـي متوسطة «ودورث»، تم الانتهاء من بناء مواقف جديدة للسيارات والحافلات المدرسية. أما متوسطة «براينت» فقد تم تدعيم سقفها، وكذلك الأمر بالنسبة لابتدائية «ريفر أوكس» التي شهدت ورشة ترميم وبناء.
يشار الى أن العديد من المشاريع الأخرى قد أنجزت، من بينها تحديث النظام الأمني فـي جميع المدارس وشراء أثاث جديد وتركيب لافتات رقمية فـي العديد منها.
وشملت المشاريع تسوية الأرضيات فـي مدارس «هايغ» و«ميلر» و«نولين» و«سنو» و«ستاوت» و«فوردسون». كما تم العمل على ترميم سقوف مدارس «بيكر» و«مايبلز» و«ميلر» و«أوكمان» و«نولين» و«لاوري» و«سالاينا» وثانويتي «ادسل فورد» و«فوردسون».
كما تم تجديد الحمامات فـي مدارس: «دوفال» و«لونغ» و«ماكدونالد» و«ميلر»، الى جانب تحديث المكاتب الإدارية فـي مدارس «دوفال» و«ويتمور بولز»، وترميم قاعات المسارح فـي مدارس «سميث» و«ستاوت» و«ثانوية ديربورن» التي جُدّدت فـيها أيضاً غرف خزائن الطلاب (لوكر روم).
أما ثانوية «فوردسون»، فقد شهدت ورشة تحديث ملعب كرة السلة، وبهو الثانوية وغرفة الموسيقى وأرضية صالة الألعاب الرياضية.
أول اجتماع
يعقد مجلس ديربورن التربوي مساء ١١ أيلول (سبتمبر) المقبل، أول اجتماع له خلال العام الدراسي الجديد، وسط دعوات من المسؤولين الى دراسة إمكانية تحديث المبنى الإداري ونقل المكاتب المركزية مؤقتاً منه، غير أن القلق الأبرز يبقى يتأتى من الصعوبة والتكلفة العالية لإعادة ربط كافة أجهزة الاتصالات والتخزين التكنولوجية مثل شبكات الكمبيوتر واتصالات البث التلفزيوني. كما من المتوقع أن يناقش أعضاء المجلس مصير مدرسة «هاوي» السابقة على شارع أوكوود بوليفارد فـي الاجتماع الذي يعقد فـي كلية «هنري فورد» التابعة لمنطقة ديربورن التعليمية.
مدارس «كريستوود» في ديربورن هايتس
تـتجاوب مع متطلبات الجالية العربية .. والتسوية الفدرالية
ناتاشا دادو – «صدى الوطن»
فـي العام 2012 لم يكن فـي منطقة «كريستوود» التعليمية فـي ديربورن هايتس، سوى معلمة واحدة مرخصة لتعليم اللغة الإنكليزية كلغة ثانية، مع العلم أن عدد الطلاب الأجانب فـي مدارسها كان يفوق 350 طالب معظمهم من العرب الأميركيين الذين تشهد أعدادهم تزايداً مضطرداً فـي أحياء المدينة الواقعة الى الغرب من ديربورن.
اليوم وبعد حوالي عامين، من التوصل الى تسوية فدرالية بإشراف وزارة العدل وضغط من منظمات عربية محلية، أصبحت مدارس «كريستودد» تضم 11 معلماً مرخصاً لتعليم الإنكليزية للأجانب إضافة الى ثمانية معلمين مساعدين، متجاوزةً بذلك توقعات وزارة العدل نفسها.
وتنص التسوية الفدرالية على أن تقوم مدارس «كريستوود» بتحسين الخدمات التعليمية للطلاب الأجانب بما يتناسب مع المعايير الرسمية، الى جانب إنشاء آليات توظيف جديدة أكثر شفافـية للتعاقد مع الموظفـين والمعلمين، وضمان حقوق الأفراد الذين يشتكون من التمييز بأنْ لا يواجهوا انتقاماً غير قانوني.
جانب من اجتماع اللجنة الاستشارية المشتركة. |
وجاءت التسوية بعد صدور نتائج تحقيق أجرته «لجنة تكافؤ فرص العمل» الفدرالية قبل عامين، أثبت وقوع ممارسات تمييزية ضد توظيف وتعيين العرب الأميركيين فـي مدارس «كريستوود» الى جانب تجاهل المعايير المطلوبة لتعليم الأجانب، وقد قامت منظمات أهلية وحقوقية عربية بمقاضاة المنطقة التعليمية الى أن تم التوصل الى الاتفاق التسوية.
غير أن اللافت فـي التغييرات التي أجرتها «كريستوود» فاقت الشروط المطلوبة، حيث لم يُطلب منها تعيين مدرسين مساعدين، لكنها قامت بتعيين ثمانية منهم من أجل التأكد من توفـير الخدمات التعليمية الضرورية للطلاب الذين لا يجيدون الإنكليزية.
فـي 25 آب (أغسطس) الماضي، شرحت الدكتورة لورين فان فالكنبرغ، المشرفة العامة على مدارس «كريستوود»، التغييرات التي حدثت فـي المنطقة نتيجة لإتفاق التسوية وذلك فـي اجتماع رسمي حضره ممثلون مع الجالية العربية عقد فـي ديربورن هايتس، عقب أسبوعين على طلب «صدى الوطن» من فان فالكنبرغ الإعلان عن مدى تجاوب المنطقة التعليمية مع شروط التسوية الفدرالية.
وقالت المشرفة العامة على مدارس «كريستوود»، فـي الإجتماع العام، إن أكثر ما ينقص المنطقة التعليمية «هو الترويج لنفسها أكثر» مشيرة الى الإنجازات والتطورات التي تتحقق عاماً بعد آخر. وقالت «نحن نفعل الكثير من الأشياء فـي مدارس «كريستوود» وإنجازاتنا آخذة فـي التصاعد.. نصبح أفضل كل سنة.. لدينا أفضل الموظفـين.. نحن ننمو ونعمل بجهد مستفـيض كي نصبح أفضل».
ولا يزال يجري الإشراف على تنفـيذ بنود اتفاق التسوية حيث تعمل وزارة العدل الأميركية مع «كريستوود» لمدة أربع سنوات للتأكد من إجراء التغييرات المطلوبة.
ويشار الى أن الاجتماع الرسمي الذي تحدثت خلاله فان فالكنبرغ، هو نفسه جزء من اتفاق التسوية الذي نص على إنشاء لجنة استشارية تجمع الأهالي والمسؤولين حمل اسم «كات» (فريق كريستوود الاستشاري) والتي من المزمع أن تجتمع بشكل دوري بغرض تعزيز وتسهيل التواصل بين إدارة المنطقة التعليمية وأولياء أمور الطلبة والمجتمع المحلي.
ومن المقرر أن يجتمع الفريق الاستشاري أربع مرات سنوياً، وذلك فـي جلسات عامة مفتوحة للراغبين بالحضور، فـي حين سيعقد الاجتماع القادم فـي الخريف، يوم الثلاثاء ٢٤ تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وتضم اللجنة ١٢ عضواً وتتشكل من أولياء الأمور، وممثلين عن منظمات المجتمع المحلي، إضافة الى معلمي اللغة الإنكليزية، وموظفـين من مدارس «كريستوود».
ممثلو الأهالي الحاليين فـي اللجنة هم: نا لي، وعايدة عبد الحق، وباسم رمَّاحة.
أما المنظمات المحلية فـيمثلها المحامي نبيه عياد، رئيس «الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية»، والزميل أسامة السبلاني، ناشر «صدى الوطن»، الذي يمثل «كونغرس المنظمات العربية الأميركية فـي ميشيغن»، الى جانب مسعود العواملة ممثلاً عن مركز «أكسس».
فـي حين يمثل الجانب الرسمي كل من: فان فالكنبرغ، ومعلمة اللغة الإنكليزية كريستينا بنورة من مدرسة «هايفـيو» الابتدائية، والمرشدة التربوية يسرى حمادة من ثانوية «كريستوود» العامة، الى جانب رون ميسياك، مدير الخدمات الخاصة، وسو زاهل مديرة مدرسة «كينلوك» الابتدائية.
وقد قامت المنطقة التعليمية بتوفـير صفوف تدريبية لمعلمي الإنكليزية، وقالت فان فالكنبرغ «كثيرٌ من المعلمين حضروا ساعات تدريب أكثر من المطلوب منهم»، مشيرة الى أن معلمي المرحلة الثانوية قادرون فـي الحصول على ٢٧ ساعة تدريب، ومعلمي المدارس المتوسطة ٣١ ساعة ومعلمي المرحلة الابتدائية ٢٦ ساعة. وتابعت «حددت التسوية مع دائرة العدل أننا بحاجة إلى تأمين ٢٤ ساعة من التدريب الخاص قبل حلول الأول من تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٦ المقبل. الا اننا سوف نتجاوز هذه التوقعات قبل سنة من الموعد النهائي».
وستفحص اللجنة التي تقوم بدور استشاري سبل توفـير الخدمات الفعالة لمتعلمي اللغة الإنكليزية وتحسين الحوار بين إدارة «كريستوود» وأولياء الأمور والمجتمع المحلي عموماً.
وتضم منطقة «كريستوود» التعليمية حوالي 3500 طالب من مرحلة الحضانة الى الثانوية، يتوزعون على مدارس «كريستوود» و«ريفرسايد» و«هايفـيو» و«كينلوك» و«هيلكرست».
وفـي عام ٢٠١٣، سمّت مجلة «يو أس نيوز اند وورلد ريبورت» ثانوية كريستوود واحدة من أفضل ٥٠ ثانوية على صعيد ولاية ميشيغن.
قصة نجاح
خلال اجتماع لجنة «كات» الاستشارية فـي «كريستوود»، استعرضت المدرّسة هبة الحاج، وهي معلمة للغة الإنكليزية، معلومات حول التقدم المحرز فـي برنامج تعليم الأجانب، موردة قصص نجاح لافتة فـي هذا المجال.
وقد سردت الحاج قصة التلميذ العراقي مصطفى سعدون الذي فرّ من جحيم الحرب فـي بلاده متوجهاً إلى الأردن حيث عاش ثلاث سنوات، قبل هجرته مع عائلته الى الولايات المتحدة.
وفور وصوله الى ميشيغن، التحق السعدون بمدرسة «كريستوود» فـي ديربورن هايتس كطالب فـي الصف التاسع حيث قامت الحاج باختبار مستواه التعليمي لأنه «لم يكن بحوزته أي نوع من العلامات المدرسية». وأضافت «فـي ذلك الوقت لم يكن يستطيع التحدث بالإنكليزية لكنه تمكن فـيما من الحصول على منحة دراسية كاملة خولته الانتساب الى «معهد لورانس التكنولوجي» والانضمام الى «جمعية الشرف الوطنية».
يسرا حمادة .. مستشارة «لجوجة»
يدين لها خريجو ثانوية «كريستوود» بالكثير
ناتاشا دادو – «صدى الوطن»
حوالي عشرة ملايين دولار قيمة المنح الجامعية التي حصل عليها خريجو ثانوية «كريستوود»-صفّ 2015، والفضل فـي ذلك يعود -بالدرجة الأولى- الى المستشارة التربوية فـي الثانوية، يسرا حمادة، وذلك باعتراف العديد من الطلاب أنفسهم.
يسرا حمادة تتوسط طلاب من ثانوية «كريستوود» خلال حفل تخرجهم في العام ٢٠١٥. |
حمادة تواظب منذ سنوات على حث التلاميذ فـي صفوف المرحلة النهائية «سينيور»، على مواصلة تحصيلهم العلمي بعد التخرج من المدرسة كما تقوم بمساعدتهم على الفوز بمنح دراسية ما كانوا يعلمون بوجودها، مما يفتح لهم آفاقاً جديدة لم تخطر على بالهم.
«من المهم أن يستفـيد طلابنا من كل الفرص المتاحة»، تقول حمادة التي يعرفها الطلاب جيداً بمدى إصرارها وعنادها عندما يتعلق الأمر بمحاولات إقناعهم لمواصلة الدراسة الجامعية، حيث قامت حمادة فـي العام الماضي بالتأكد -شخصياً- من أن جميع الخريجين قاموا فعلياً بالتسجيل فـي إحدى الجامعات أو الكليات.
ويقول مدير الثانوية جون تافـيلسكي، إن حمادة «إذا عرفَت أن أحدهم لم يتقدم بطلب دخول الجامعة أو الكلية، فإنها قد تفعل المستحيل للتواصل معه والتأكد من أنه قام بالتسجيل فعلاً». حتى أنها أحياناً قد تتحول الى مصدر «إزعاج»، يقول أحد الطلاب المتخرجين ممازحاً فـي رسالة بالبريد الالكتروني وجهها إلى حمادة تقول: «السيدة حمادة، لقد تسجلت فـي الكلية فتوقفـي عن ازعاجي.. وأوقفـي رسائل البريد الإلكتروني.. وتوقفـي عن الاتصال المستمر بي..».
حمادة التي تحب عملها وتعتبره تجسيداً لطموحاتها بإحداث تغيير إيجابي فـي حياة الآخرين، تجد نفسها -أحياناً- مضطرة الى الإلحاح الشديد على الطلاب لمتابعة تحصيل علمهم، وأكثر ما يشعرها بالرضا عندما ينجح طالب فـي الحصول على منح دراسية لم يكن يحسب لها حساباً، خاصة عندما تكون المنح كاملة.
وتصر حمادة على الطلاب الذين ينوون التسجيل فـي الكلية، على أن يلتحقوا عوضاً عن ذلك بالجامعة (أربع سنوات)، حيث تساعدهم للحصول على المنح الكافـية. فهي دائماً تسعى الى حث الطلاب على فعل المزيد خاصة فـي هذه المرحلة من حياتهم والتي قد ترسم مستقبلهم برمته.
وتشير حمادة الى أن هناك اعتقاداً سائداً بين الطلاب بأن المنح الجامعية تقتصر على أصحاب المعدلات الدراسية الممتازة، وهذا أمر خاطىء تعمل على توضيحه خلال ساعات الإرشاد الجامعي، حيث تشرح للطلاب مصادر المنح المتنوعة وكيفـية التقدم للحصول عليها.
وأوضح وتافـيلسكي ان الموظفـين يحاولون رفع مستوى الوعي حول فرص المنح الدراسية المتوفرة للطلاب، فعلى مر السنين زاد حجم المنح المقدمة لطلاب «كريستوود» من حوالي خمسة ملايين دولار سنوياً الى حوالي عشرة ملايين حالياً. و«عندما ننظر إلى هذا العدد من المنح والجوائز نجد أن هذه الأرقام مثيرة للإعجاب»، على حد تعبير تافـيلسكي الذي أشار الى أن حوالي ٧٠ بالمئة من خريجي المدرسة يتمون دراساتهم فـي الكليات أو الجامعات.
تشير حمادة الى وجود العديد من الفرص المتوفرة ليس فقط للطلاب المتفوقين، بل هناك منحاً مخصصة للطلاب ذوي الدخل المنخفض، وأخرى للذين يظهرون مهارات قيادية أو الذين تعرضوا للشدائد وتغلبوا على الصعوبات.. ألخ.
أيضاً تقوم حمادة بلقاء الأهالي المترددين بشأن إرسال أولادهم الى الجامعات البعيدة، وتقوم بتثقيفهم فـي هذا المجال.
وكانت إحدى الطالبات قد استحصلت على منحة دراسية كاملة فـي كلية إدارة الأعمال المرموقة فـي جامعة نيويورك، ولكن والديها كانا مترددين بشأن السماح لها بالانتقال للعيش وحدها هناك. غير أن حمادة تحدثت إلى والد الفتاة ونجحت فـي تشجيعه للسماح لها بملاحقة هذه الفرصة الرائعة.
وكذلك فإن حمادة قامت بإقناع عدد من الاهالي الذين سمحوا لأولادهم بالذهاب الى خارج الولاية، لكي يتحدثوا عن تجربتهم للأهالي المترددين بهذا الشأن.
يشار الى أنه فـي شهر تشرين الأول (أكتوبر) المقبل تنظم ثانوية «كريستوود» تجمعاً يضم أكثر من ٢٢ كلية وجامعة للقاء الطلاب وتقديم النصح والمشورة لهم.
وتختم حمادة بالقول إنها عندما كانت على مقاعد الدراسة فـي الثانوية كانت تعرف بأنها ستحضر شهادتها فـي جامعة ميشيغن، لأنها الجامعة التي ارتادها معظم أفراد أسرتها.
ولكنها تقول «لو كان بإمكاني العودة الى الوراء مرة واحدة أود أن افعل أشياء مختلفة تماماً، ولذلك أريد لطلابي أن يعرفوا تماماً ما يجري معهم. ولا أتمنى لهم أن يقولوا يوماً ما ليتنا كنَّا نعرف».
Leave a Reply