بلال شرارة
بالتأكيد استفزتني وأثارت حميتي ودمعتي صورة الطفل السوري اليان كردي الذي لفظ أنفاسه غرقاً ثم لفظه البحر على الشاطىء ثم نقله شهيداً ليوارى الثرى فـي مدافن الشهداء فـي بلدة كوباني التي شهدت حروباً باسلة وتحررت من سيطرة وسطوة «داعش».
ولكن ما استفزني أكثر هو التوتر الاوروبي بل والاممي حول ترحيل اللاجئين السوريين واستنفار دول عربية لاستقبال لاجئين واعلان دول اخرى ايقاف المساعدات لهم.
الحل بسيط.. سوريا يتسع قلبها لاهلها وهي لا تريد شفقة على شعبها أو منة أو سخاء أحد.
ما تطلبه سوريا هو وقف نزيفها النابع من تمويل الدول اياها التي وصلت اليها استتباعات المسألة السوريا البشرية أو السياسية أو الامنية عبر:
-1- وقف تمويل عملية «انتحار سوريا».
-2- وقف مرور الاسلحة والمسلحين العابرين للقارات.
-3- دعم الحل السياسي السوري ونجاح منتدى «موسكو 3»
ألم تصل استتباعات المسألة السوريا الى لبنان وتعكس نفسها بشرياً (مليون ونصف مليون لاجىء) ؟ ألم تصل الى الاردن؟ ألم تحرق الاصابع التركية؟ ألم يصل الارهاب الذي حول جزءاً من سوريا والعراق (دولة داعش) الى قاعدة ارتكاز وبدأت خلاياه النائمة أو المتيقظة بأعمال التفجير فـي الكويت؟… والمملكة العربية السعودية؟ ألم… ألم؟
المطلوب اعادة ترتيب الاولوية العربية والاممية انطلاقاً من هدف وحيد هو هزيمة الارهاب.
الارهاب نفسه وصل الى اوروبا قتل فـي فرنسا وخطط لتفجيرات هنا وهناك وصولاً الى مترو لندن وهو -الارهاب- ضرب فـي اكثر من دولة اسيوية وينتشر على مساحة افريقيا فـي (مالي والجوار) فـي ليبيا والجوار الليبي داخل تونس وعلى حدودها وفـي الجزائر وهذه الدول مشاطئة لاوروبا كما ان مصر تخوض حرباً شرسة ضد الارهاب الذي كاد ان يجعل من سيناء قاعدة ارتكاز بعد ان كان قد جعلها خلال ما يزيد عن خمسين عاماً منذ هزيمة عام 1967 -جعلها- قاعدة لتهريب السلاح والمخدرات وكل الممنوعات.
آن الأوان لأن نعترف أن التهديد الاساس هو الارهاب وليس نظام الاسد فـي سوريا أو انصار الرئيس علي عبد الله صالح والحوثيين فـي اليمن ولا حزب الله فـي لبنان بل على العكس فإن اجراء تفاهمات مع الاسد فـي سوريا وصالح وانصار الله فـي اليمن وحزب الله يخدم دون شك المعركة الأممية ضد الارهاب لأن مجرد حرب جوية وعمليات استخبارية أو تحالف جوي – بري فـي اليمن عدا ذلك فإن نظام «اردوغان تركيا» سيحاول ايجاد مخارج سياسية فـي سوريا لأزمته وليس المشاركة فـي تصفـية الارهاب عبر خطوتين الى الامام فـي سوريا مقابل خطوة الى الوراء فـي تركيا.. واسرائيل ستستفـيد من ذلك عبر محاولة خلق حزام أمني فـي الجولان.
اذن بديل الحرب على الارهاب هو الاذعان له تحت عنوان التعاون معه لكبح تحالف صالح الحوثي فـي اليمن والتعاون الاسرائيلي مع القاعدة فـي جنوب سوريا وجعله (يهز الغربال) فـي السعودية والكويت وغيرهما واستمرار زعزعة استقرار النظام فـي العراق و«تخويف اوروبا» العجوز تارةً بالارهاب وطوراً بأزمة مهجرين من سوريا يعبرون البحار والحدود هرباً من حروب الارهاب الصغيرة والكبيرة على وطنهم.
سوريا هي الحل ولا بد من العودة الى سوريا.
المطلوب وقف الصراع المستمر على سوريا منذ العام 1918 والانتقال بدل ذلك الى الحفاظ على سوريا.
ان استمرار الحرب على سوريا سيؤدي الى ان تصيب اللعنة السوريا الجميع.
ان استقرار العالم ينبع من استقرار سوريا ومن الاقتناع بأن من دخل سوريا المستقرة كما كانت فهو آمن مع التأكيد على الاصلاحات التي اقرها مجلس الشعب السوري واختيار الشعب السوري فـي انتخابات مبكرة وحرة لممثليه فـي البرلمان.
Leave a Reply