علي حرب – «صدى الوطن»
بينما كان اللبناني الأميركي سام جواد يحتفل بعيد ميلاده الـ 31 كانت صورة الطفل السوري إيلان كردي تعبر العالم مثيرة موجات هائلة من مشاعر الأسى والتعاطف مع الغريق الذي لفطته أمواج البحر المتوسط إلى شاطئ مدينة بوضروم التركية. الصورة التي «أفسدت» حفلة عيد الميلاد، شكلت منعطفا فـي حياة جواد الذي اعتاد مثله، مثل الآخرين، على إبداء التعاطف مع قضايا الشعوب العربية المنكوبة.. بالكلام، واختار هذه المرة القيام بمبادرة عملية للمساهمة ولو بأقل قدر- فـي تغيير الواقع المزري الذي يضاعف مأساة المهاجرين السوريين فـي مخيمات اللجوء.
وبالفعل أطلق جواد من مدينة ديترويت فـي ولاية ميشيغن حملة الكترونية، على الموقع المتخصص بجمع التبرعات «غو فاند مي»، لجمع عشرة آلاف دولار كمرحلة أولى، واستطاع خلال ثلاثة أيام جمع ما يزيد عن ثمانية آلاف دولار، وسوف تبقى الحملة مستمرة حتى منتصف شهر تشرين أول (أكتوبر) القادم لجمع أكبر قدر ممكن من المال الذي سيتم تقديمه لمنظمات موثوقة «تعمل على الأرض» فـي مجال إغاثة اللاجئين السوريين.
وحث جواد الذي بدأ بنفسه متبرعا بـ500 دولار- أصدقاءه ومعارفه على التبرع، وكتب على موقع «غوفاندمي»: إن أي مبلغ تتبرعون به مهما كان صغيرا سيسهم فـي مساعدة ملايين الأطفال السوريين من أمثال إيلان كردي ممن هم فـي أمس الحاجة إلى مساعدتنا. ويترواح حجم التبرعات بين 20 دولاراً و1000 دولار.
وعلق المتبرعان دينيس ورينيه بمقطع شعري من قصيدة للشاعر الأميركي رالف والدو أمرسون: «إذا عرفت أن حياة شخص واحد أصبحت أكثر سهولة بسببك، فأنت أديت رسالتك فـي الحياة».
وحول الأسباب التي دفعته إلى إطلاق حملة جمع التبرعات، قال جواد فـي لقاء مع «صدى الوطن»: «لقد كنت دوما متضامنا مع السوريين والعراقيين المنكوبين.. بالكلام، لكن صورة الطفل السوري وضعتني فـي موقف عاطفـي مؤثر للغاية، وفكرت أنه يجب علي أن أفعل شيئا ما، لأن الكلام لا يضيف شيئا ولا يغير شيئا»، وأضاف بالقول إنه سيبذل أقصى جهوده لضمان وصول التبرعات لأصحاب الحاجة الحقيقيين، وخاصة الأطفال.
ووصف معاناة السوريين بـ«المأساة الإنسانية»، إذ هي «على حد تعبيره- ليست مأساة تخص السوريين وحدهم أو العرب أو المسلمين أو السود أو البيض، وإنما هي مأساة عالمية، وقال «يجب على الولايات المتحدة وأوروبا أن تقوما بواجبهما الأخلاقي لإيجاد حل عملي يساهم فـي تحسين ظروف الفارين من نار الحرب فـي سوريا».
كما انتقد سلوك المتعصبين والمناهضين لهجرة السوريين وغيرهم من ضحايا الحروب، وقال: «لقد نسي الكثير من الأميركيين أن مؤسس شركة «آبل» العملاقة ستيف جوبز هو ابن مهاجر سوري.
ويخطط جواد الذي يملك شركة لجمع القمامة فـي مدينة ديترويت لزيارة مخيمات اللاجئين السوريين فـي لبنان خلال شهر أكتوبر القادم.
للراغبين بالتبرع، يمكن زيارة الموقع على العنوان
http://www.gofundme.com/vy3f66fc
Leave a Reply