لانسنغ - تعتبر ميشيغن واحدة من أكثر الولايات الأميركية احتضاناً للمهاجرين السوريين حالياً، غير أن أعدادهم فـي الولاية، بحسب الخبراء، تتجه الى الازدياد السريع خلال الأعوام المقبلة، مع قرار الحكومة الأميركية باستقبال عشرة آلاف لاجىء سوري خلال السنة المالية المقبلة، التي تبدأ فـي الأول من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، وسط دعوات من المشرعين والحقوقيين لاستقبال المزيد منهم فـي ظل استمرار الحرب السورية.
ويرجح أن تكون ميشيغن وجهة أساسية لهؤلاء، خاصة وأنها تعتبر من أكثر الولايات ترحيباً باللاجئين، ولاسيما العرب منهم، حيث استضافت فـي العام الماضي وحده أربعة آلاف لاجىء، كان أكثر من نصفهم عراقيون، وفقاً للبيانات الصادرة عن «المكتب الأميركي لإعادة توطين اللاجئين» التابع لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية.
وقال دايف موراي، المتحدث باسم حاكم الولاية ريك سنايدر، ان الحاكم «يعتقد أنه على ميشيغن أن تكون ولاية مرحبة»، وأضاف «نحن منفتحون للعمل مع الحكومة الفدرالية لمعرفة ما إذا كان هناك دور يمكن أن تقوم به الولاية فـي هذه القضية».
ومن غير الواضح كم عدد اللاجئين السوريين الذين يمكن أن ينتهي بهم المطاف فـي ميشيغن. إذ تتأثر إعادة التوطين داخل الولايات المتحدة بعدة عوامل، منها وجود أقارب للاجئين فـي الولايات المتحدة، وقدرة مكاتب إعادة التوطين المحلية على التعامل مع الحالات الخاصة واللغات.
وتعتبر منطقة ديترويت-ديربورن-وورن موطناً لرابع أكبر تجمع للمهاجرين السوريين فـي الولايات المتحدة (يقدر عددهم بأكثر من ٣٠٠٠) خلف مناطق لوس انجلوس ونيويورك وشيكاغو، وفقاً للبيانات الفدرالية.
ويضغط قياديو ونشطاء الجالية العربية فـي مترو ديترويت على المشرعين والحكومة الفدرالية لتقديم المزيد من المساعدات للاجئين من منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
كما يطالب سنايدر بجعل ميشيغن مركزاً لاستقطاب المهاجرين ضمن رؤيته للنهوض باقتصاد الولاية وإعادة إعمار مدينة ديترويت.
وتقول هيفاء فاخوري رئيسة المجلس العربي الأميركي والكلداني (أي سي سي) «لقد شاهدنا المهاجرين يأتون إلى هنا من الشرق الأوسط على مدى السنوات الـ٣٦ الماضية»، وأضافت «لكن الوضع السوري اليوم يتصدر كل الاهتمامات. انها حالة محزنة جداً والوضع سيء جداً».
وكانت فاخوري قد بعثت برسالة إلى الرئيس باراك أوباما، تدعوه فـيها إلى إضافة بند الى الموازنة الفدرالية يراعي مسألة إعادة توطين اللاجئين.
وذكرت فـي رسالتها «نحن بلد عظيم ونحن دائما نساعد كثيراً من الناس فـي كثير من الدول فـي جميع أنحاء العالم. لدينا تمثال الحرية وهو دليل على ذلك. وأعتقد أننا يجب ان نسمح للمزيد من اللاجئين ليأتوا إلى هذا البلد».
وقبلت الحكومة الأميركية منذ اندلاع الحرب فـي سوريا عام ٢٠١١، طلبات لجوء لـ١٨٠٠ سوري فقط، وذلك قبل قرار أوباما الأخير باستيعاب عشرة آلاف منهم فـي غضون العام القادم. وينتظر حالياً أكثر من ١٥ ألف لاجىء سوري دورهم لكي يتم السماح لهم بدخول الولايات المتحدة، وفقاً لوزارة الخارجية.
ورغم المناخ السياسي المرحب بقدوم اللاجئين السوريين الى ميشيغن، حذر بعض المشرعين من تسريع عملية إعادة التوطين. ومن بينهم النائبة الاميركية كانديس ميلر، (جمهورية)، التي أعربت عن قلقها الاسبوع الماضي من «افتقار حكومة الولايات المتحدة لمعلومات استخباراتية موثوق بها حول كثير من الأفراد الذين يقدمون أنفسهم كلاجئين».
كذلك تريد النائبة بريندا لورنس، (ديمقراطية)، ضمان أن الولايات المتحدة لا تزال تقوم بعملية فرز صارمة لللاجئين، من أجل حماية الأمن الأميركي.
وأبدى مشرعون أميركيون عن ميشيغن، فـي مقدمتهم السناتوران ديبي ستابينو وغاري بيترز والنائبة ديبي دينغل، ترحيبهم باستقبال المزيد من اللاجئين السوريين.
وكان السناتور بيترز، قد زار الشهر الماضي مخيم الزعتري للاجئين السوريين فـي الأردن كجزء من جولة شرق أوسطية. وقال ان الولايات المتحدة تحتاج الى «الاستمرار فـي المساهمة فـي حل قضية اللاجئين».
كما قال السناتور الديمقراطي ان المخيم يحتضن ٨٥ ألف لاجىء، مؤكداً انه يعمل على اقتراح لزيادة دعم اللاجئين السوريين.
Leave a Reply