بلال شرارة
اذا كانت المحاولة الغربية-الإسرائيلية مستمرة لتعميم «الإسلاموفوبيا» ولصق تهمة الارهاب بالفصائل الفلسطينية (الاسلاميين خاصة) فلماذا الانتقام الاسرائيلي من المسيحيين الفلسطينيين؟ وهل ان «داعش الاسرائيلي» هو اختراع رسمي؟
الجواب -من الآخر-: نعم داعش الاسرائيلي اليميني المتعصب اختراع رسمي وهو الذي أحرق مؤخراً الطفل الفلسطيني، وهو الذي يحاول تعميم الخوف على الفلسطينيين فـي مناطق السلطة، وهو الذي يضغط مؤخراً على المدارس المسيحية فـي ما يسمى المنطقة الخضراء لاغلاق المدارس، وآخر ما يجب تسجيله هو ما صدر عن افرايم عنبار، استاذ العلوم السياسية فـي جامعة «بار ايلان» الذي رأى أن تضخيم التهديد «الاسرائيلي» من قبل «داعش» – يقصد «داعش» الاسلامية- فـي غير محله، معتبراً أن هذا التنظيم لا يشكل خطراً على «الدولة العبرية»!!
باختصار، اسرائيل تقع أمام مشكلات سياسية متنوعة وتحاول جذب الانظار بعيداً عن المشكلات التالية:
١- تصويت الجمعية العمومية بالموافقة على رفع علم فلسطين فـي مقرات الامم المتحدة.
٢- القرار الأوروبي بتمييز المنتجات الاستيطانية عن الاسرائيلية، ومقاطعة الاولى.
٣- اعتراف الفاتيكان بدولة فلسطين.
هذا الامر الثالث ترد عليه اسرائيل بالتضييق على المسيحيين وعلى المدارس المسيحية التي تخوض اضراباً مفتوحاً منذ الاسبوع الاول من الشهر الحالي احتجاجاً على الاقتطاعات الحكومية فـي تمويلها.
الضغوط الاسرائيلية تتركز على المدارس المسيحية الموجودة فـي مدن مختلطة مثل حيفا شمالاً، والرملة فـي الوسط.
تجدر الاشارة الى أن 47 مدرسة مسيحية فـي الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 تنفذ اضراباً مفتوحاً منذ الثلاثاء 8 أيلول مما يؤدي الى توقف الدراسة لـ33 ألف طالب.
القرار الرسمي الاسرائيلي باختصار المساعدات المدرسية الى الثلث ترافق مع المخاوف التي يعيشها المسيحيون بعد هجمات شنها متطرفون يهود على كنائس مسيحية.
طبعاً تجدر الاشارة الى أمرين:
١- تنفـيذ قرابة نصف مليون طالب فـي الاراضي المحتلة عام 1948 يوم الجمعة 11 أيلول لاضراب شامل تضامناً مع المدارس المسيحية.
٢- مصدر الانباء وكالات دولية وليست مصادر فلسطينية أو «شرق أوسطية» يمكن اتهامها بمعاداة السامية.
تجدر الاشارة كذلك الى هجرة الملايين من المسيحيين الى خارج الوطن نتيجة المضايقات الاسرائيلية والتشدد الذي تبديه السلطات ضد حرية المعتقد وصولاً الى تدنيس أماكن العبادة المسيحية ومن بينها كنيسة القيامة.
الخطر الاكبر للهجرة الفلسطينية (المسيحية) يكمن فـي مدينة القدس حيث تتلاشى اعداد المسيحيين المقدسيين الذين ينتسبون الى 10 كنائس بسبب استمرار الاحتلال وحملات الاعتقال والضغوط على حرية المعتقد ومحاولات السلطات الاسرائيلية تهويد القدس فـي إطار مخططها (يهودية الدولة).
ما يجري يتناسب مع تساؤلات عن دور الدول والمؤسسات العربية فـي دعم المؤسسات التعليمية العربية من جهة، والحفاظ على القدس العربية وبشكل عام الحفاظ على الاماكن الدينية الاسلامية والمسيحية.
ان أحداً لم يستمع الى نداءات الفلسطينيين ولا الى مراجعهم ولا الى النداء الذي اصدره رجال دين مسيحيون من شتى الطوائف فـي أواخر عام 2009 عن الاوضاع المأساوية التي تعاني منها القدس (مثلاً) وسائر الاراضي الفلسطينية تحت الاحتلال.
ولم ينتبه أحدٌ الى المخطط الاسرائيلي المعلن فـي شباط 2010 لاخراج 1500 فلسطيني من القدس المحتلة.
من نافل القول ان سلطات الاحتلال تمارس ضد الفلسطينيين اضافة الى السياسات الاحتلالية سياسات تمييز عرقي وعنصري وديني وتتبع «شريعة قتل الاغيار»، وتضع الفلسطينيين أمام خيارات «أشعيا» الثلاثة:
الانتحار، الفرار أو الاستسلام.
ان الممارسات الاحتلالية ضد المؤسسات العربية فـي أراضي 48 والقدس بوجه خاص، والتضييق على حرية العبادة امام العرب والمسيحيين بصفة خاصة، بالاضافة الى نقص الحرية، وانعدام الاستقرار السياسي، والتدهور الاقتصادي، ومحاصرة المؤسسات التعليمية، ومنع لمّ شمل العائلات، وجدار الفصل العنصري، والحواجز العسكرية، والتطرف الديني، اضافة الى محاولة تغيير الواقع الديموغرافـي فـي القدس.
يستحق هذا الأمر الانتباه الدولي خصوصاً من العرب والعرب الاميركيين تحديداً ومختلف مؤسسات الرأي العام العربية والادارة الاميركية والاتحاد الاوروبي ودول أميركا اللاتينية والاتحاد الروسي والصين…
هل تعود فلسطين لتكون قضية مركزية للعرب؟
هل تعود حقوق الفلسطينيين؟ «حقهم فـي الحياة» أولاً، وحقهم فـي التعبير والانتماء وحقهم فـي تقرير المصير واقامة دولتهم؟
نعتقد أن الانجاز الدبلوماسي المتمثل بالاتفاق النووي الايراني ودور الادارة الاميركية فـي تحقيق ذلك يدفع للاعتقاد بأن نظرية الادارة الاميركية حول «حل الدولتين» ومشروع ميتشل أصبح أمراً ممكناً؟
Leave a Reply