سامر حجازي – «صدى الوطن»
عاد عنصر البحرية الأميركية (مارينز) السابق، اللبناني الأميركي سام فران، يوم الثلاثاء الماضي، إلى عائلته فـي مدينة ديربورن هايتس بعد احتجازه لمدة ستة أشهر من قبل الحوثيين فـي اليمن.
سام فران مع زوجته وابنته لدى وصوله إلى مطار ديترويت الدولي. |
ووفقا لمسؤولين أميركين فإن فران (٥٤ عاماً) كان أحد ثلاثة رهائن أميركيين تم اعتقالهم فـي اليمن فـي شهر آذار (مارس) الماضي، منهم سكوت داردين (٤٥ عاماً)، وهو موظف فـي شركة «التنمية عبر المحيطات» ومقرها نيو أورليانز، وقد تم الإفراج عنه مع فران، فـي حين يبقى أميركي ثالث، مجهول الهوية، قيد الأسر لدى الحوثيين.
وكان فران متواجداً على الأراضي اليمنية فـي وقت سابق من هذا العام، عندما بدأت الأزمة اليمنية بالتصاعد بين تحرك الجيش اليمني واللجان الشعبية ضد حكم الرئيس عبدربه منصور هادي، وحسب المعلومات التي تم الكشف عنها، كان فران يزور اليمن للقاء معارفه والتقدم للعمل كمستشار أمني هناك عندما استحوذ الحوثيون بمساندة الجيش اليمني على السلطة فـي صنعاء، مما اضطر الرئيس عبد ربه منصور هادي للهرب الى السعودية التي شنت عدواناً على اليمن لا يزال مستمراً منذ ستة أشهر.
ومع اندلاع العدوان، حاول فران الفرار من البلاد. وتواصل مع داردين، الذي كانت له علاقات مع البعض تساعدهما على مغادرة البلاد. ولكن خلال أيام كانا كلاهما فـي قبضة مسلحي «أنصار الله».
وتم ابلاغ عائلة فران، التي تضم زوجة وأربعة أطفال، من قبل الأصدقاء فـي اليمن إنه تم القبض عليهما. ولم يؤكد البيت الأبيض اختطافهما إلا بعد بضعة أشهر ذاع خلالها الخبر.
وفـي شهر أيار (مايو)، أعلن مسؤولون أميركيون أن ما لا يقل عن أربعة أميركيين واقعين تحت أسر الحوثيين. وفـي حزيران (يونيو)، أطلق الحوثيون سراح الصحفـية الأميركية كيسي كومبس بعد وساطة برعاية سلطنة عمان. وقد سهل المسؤولون فـي مسقط عملية التفاوض للإفراج عن فران وداردين، اللذين نقلا جواً على الفور الى سلطنة عمان يوم الأحد الماضي فور الإفراج عنهما حيث كان فـي استقبالهما السفـير الأميركي فـي عُمان.
وقد اتاحت العلاقات العمانية المحايدة مع الولايات المتحدة والحوثيين وإيران، الى تحقيق انفراج فـي ملف الرهائن.
الابنة الصغرى لفران، أميرة، أخبرت «صدى الوطن» أن الأسرة فُجِعَتْ فـي الربيع الماضي عند سماع نبأ اختطاف والدها. وبانعدام أي شكل من أشكال الاتصال معه اعتمدت العائلة على وكالة الأمن القومي للحصول على المستجدات فـي قضيته والاطلاع على حالته الصحية.
ومساء الثلاثاء الماضي، وصل فران الى مطار ديترويت، حيث استقبلته العائلة والاصدقاء بسعادة غامرة.
ووصف فران للصحفـيين بإيجاز، تجربته المؤلمة كرهينة. وقال انه وضع داخل زنزانة عرضها خمسة اقدام وطولها ١١ قدماً حيث أمضى فـيها أشهراً من دون أن يرى ضوء النهار.
وأضاف «بالنسبة للأشهر الستة الماضية، كل ما كنت افعله هو التجول بالزنزانة ذهاباً وإياباً، وانا أحلم فـي هذه اللحظة.. كنت اخلد الى النوم أربع ساعات فقط. لم يكن هناك شيء آخر أقوم به. لم يدعونا نخرج أو القيام بأي شيء. ولم نر الشمس لفترة طويلة جداً».
وقالت أميرة فران ان والدها يتمتع بروح عالية ويشعر بسعادة غامرة لعودته إلى المنزل. وأضافت أنه بصحة جيدة، على الرغم من خسارته حوالي ٢٥ باوند من وزنه. وأردفت «خلال الأشهر الستة الماضية، كنت مكتئبة للغاية، وعصبية وعلى حافة الهاوية. نحن ممتنون وسعداء أنه آمن. أفكارنا وصلواتنا مع العائلات التي لم يتم انقاذ ذويها بعد».
ولد فران فـي لبنان، وهاجر إلى الولايات المتحدة مع عائلته عندما كان مراهقاً. أمضى معظم وقته فـي كل من ديربورن وديربورن هايتس. فـي عام ١٩٧٩، انضم الى مشاة البحرية الاميركية وخدم فـي وقت لاحق فـي حرب الخليج. وقد تقاعد قبل خمس سنوات فقط.
وتم تسليط الضوء على خدماته من قبل المتحف الوطني العربي الأميركي فـي ديربورن، حيث اعتبره من المميزين فـي معرض خاص عن الأميركيين العرب فـي الجيش.
واقتفى نجل فران، آل فران، أيضاً خطى والده وانضم إلى الجيش الاميركي. وهو حالياً رقيب فـي سلاح الجو فـي قاعدة هيل لسلاح الجو فـي ولاية يوتاه.
Leave a Reply