ديربورن - تمت، يوم الثلاثاء الماضي، إزالة تمثال رئيس بلدية ديربورن الأسبق أورفـيل هابرد الذي ترأس بلدية المدينة لمدة 36 عاما بين العامين 1942 و1978، والذي عرف على المستوى الوطني- بسياساته العنصرية المناوئة للأفارقة الأميركيين والمعترضة على إقامتهم وسكنهم بين الأميركيين البيض من سكان المدينة.
ونُقل التمثال البرونزي الذي يبلغ ارتفاعه 10 أقدام من أمام مبنى البلدية السابق فـي وسط المدينة إلى أحد مستودعات «متحف ديربورن التاريخي» ريثما يتخذ مسؤولو المدينة قرارا نهائيا بشأنه. وقد اعتبر التمثال، الذي نُصب فـي العام 1989 بعد سبع سنوات من رحيل هابرد بتمويل من الموالين والمؤيدين لسياساته، من العلامات غير المريحة التي تذكّر بماضي مدينة ديربورن العنصري.
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد وصفت فـي العام 1969 مدينة ديربورن تحت إدارة هابرد بالمدينة التي تتجذر فـيها العنصرية فـي الشمال الأميركي.
حاول هابرد حينها التنصل من تهمة تبنيه وتطبيقه للسياسات العنصرية بكونها تأتي فـي سياق الاستجابة لرغبات سكان المدينة من البيض، وقال: أنا لا أكره الزنوج.. يا للمسيح.. ولكن إذا كان البيض لا يريدون أن يعيشوا الى جانبهم.. فليكن لهم ذلك.. اللعنة.. إنه بلد حر.. هذه هي أميركا».
وأضاف «أنا أفضل الفصل بين الزنوج والبيض.. لأننا إن لم نفعل ذلك فسوف يذهب الأطفال السود والبيض معا إلى المدارس.. وبعدها سيتصادقون.. وبعدها سيتزوجون وسوف يكون لدينا أطفال مهجنون، وهذا ينذر بحسب معرفتي التاريخية- بنهاية الحضارة».
وكان رئيس البلدية الحالي جون أورايلي قد أشار الصيف الماضي الى إمكانية إزالة التمثال عقب بيع مبنى البلدية القديم، عند تقاطع شايفر وميشيغن أفنيو، الى شركة «آرت سبايس» التي تقوم بتحويل المبنى التاريخي الى مركز فني وشقق سكنية للفنانين.
كما أن رئيس البلدية الحالي جون أورايلي قد أشار لـ«صدى الوطن»: إننا نفهم أن التمثال المنتصب فـي موقعه الحالي لا يلائم صورة مجتمع المدينة كما هو عليه الآن. إنه بكل تأكيد لا يمثلنا، فنحن نفضل أن نكرس جهودنا فـي الحوار الذي سيضفـي على المدينة مزيدا من التقدم الذي أحرزناه، كمدينة وكبلد».
ووافق أورايلي على أن التمثال يشكل دلالة غير مريحة على العلاقات العرقية التي كانت سائدة فـي الماضي.
بدورها، أشادت اللجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز (أي دي سي) بإزالة التمثال الذي يشهد على التاريخ العنصري لمدينة ديربورن، فـي حين يثني الكثيرون من سكان المدينة على سياسات هابرد التي جعلت ديربورن مدينة عصرية نظيفة وآمنة.
Leave a Reply