واشنطن، ديترويت - بالتنسيق مع إدارة الرئيس باراك أوباما، أعلن رئيس بلدية ديترويت، الأسبوع الماضي، عن إنشاء قسم خاص للشؤون الدولية يتبع لرئاسة بلدية المدينة، ومن مهامه العمل على جذب الاستثمارات الأجنبية، وتعزيز الصادرات الخارجية للشركات التي تقع مقارها فـي ديترويت، إضافة الى تحضير المدينة لاستقبال اللاجئين السوريين وغيرهم من الجنسيات الأخرى.
وجاء إعلان مايك داغن عن تعيين العربية الأميركية، فـيروز سعد، على رأس القسم الجديد، مباشرة بعد عودته من زيارة رسمية الى واشنطن التقى خلالها بكبار المسؤولين فـي وزارتي الخارجية والخزانة الأميركيتين، حيث تم الاعلان عن إنشاء قسم الشؤون الدولية فـي مكتب رئيس البلدية فـي إطار برنامج فدرالي جديد أطلقته وزارة الخارجية مؤخراً بإسم «مدن فـي ولايات» (سيتيز آت ستايتس)، ويهدف الى تعزيز التعاون بين بلديات المدن الكبرى والوكالات الفدرالية من أجل خلق وترويج فرص الأعمال والاستثمارات، إضافة إلى التعاون فـي قضايا تتعلق بالهجرة وأمن الحدود والأمن القومي الأميركي، بحسب المسؤولين.
وقال داغن فـي بيان صحفـي إن إنشاء القسم الجديد دليل آخر على مواصلة الرئيس أوباما للعب دور «الشريك الكامل» فـي نهضة ديترويت، مشيراً الى أن «تطوير العلاقات الدولية عبر هذا الذراع الجديد لمكتب رئيس البلدية سوف يكون المفتاح فـي إنعاش مدينتنا وازدهارها المستقبلي» مؤكداً الدور الحيوي الذي يمكن أن يلعبه المهاجرون فـي إعادة إعمار المدينة المنكوبة.
وسارعت إدارة الرئيس أوباما الأسبوع الماضي الى إرسال المسؤولة فـي وزارة الخارجية الأميركي، جولي إيغان، الى ديترويت للمساعدة فـي إنشاء القسم البلدي الجديد، وانضمامها الى «فريق البيت الأبيض» المتواجد فـي المدينة منذ العام 2013، والذي يقوده حالياً المبعوث الرئاسي كليف كيلوغ.
ومن جانبه، عيّن داغن العربية الأميركية فـيروز سعد كمدير لشؤون الهجرة فـي المدينة الى جانب توليها قسم الشؤون الدولية للتنسيق مع الفريق الرئاسي فـي ديترويت، وقال داغن فـي هذا السياق «إن سعد سوف تعمل على مساعدة مجتمعات المهاجرين الجدد فـي التواصل مع المؤسسات الحكومية والمنظمات غير الربحية من أجل تمكينهم من إدارة أعمالهم الصغيرة وإعادة توطينهم فـي المدينة».
وأضاف «أن قسم الهجرة وقسم الشؤون الدولية سوف يعملان كبوابة للمجتمعات المهاجرة الى ديترويت، مع التركيز فـي الوقت نفسه على تعزيز التنمية الاقتصادية للمدينة».
وأشار داغن إلى أن «سعد سوف تعمل على مساعدة المهاجرين، سواء على مستوى الأوضاع الشخصية، أو على مستوى الأعمال، كما أنها سوف تساعد فـي اجتذاب المزيد من المهاجرين إلى مدينة ديترويت». وتابع داغن بالقول «إن ديترويت سوف تستفـيد فـي هذه المهمة من خبرات ودعم العديد من المنظمات مثل «صندوق مارشال الألماني فـي الولايات المتحدة» و«مؤسسة كريسغي» ومقرها فـي مدينة تروي (ميشيغن).
ويأتي تأسيس القسم الجديد ضمن خطة وزارة الخارجية الأميركية التي تستعد لإعادة توطين 10 آلاف لاجىء سوري، بحسب داغن الذي أبدى استعداد المدينة لاستقبال اللاجئين من بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ومن جانبه، صرح وزير الخارجية جون كيري بأن وزارته تفهم جيداً «الدور الهام جداً الذي يمكن أن تلعبه المدن الأميركية فـي معالجة التحديات المتنوعة، ولهذا نحن نعمل مع مدن مثل ديترويت، التي افتتحت بلديتها أول قسم من نوعه للتعاطي مع الشؤون الدولية»، وأضاف «لهذا أيضاً أطلقنا هذا الأسبوع مبادرة طويلة الأمد بإسم «مدن فـي ولايات» لتعزيز التنسيق مع المدن الأميركية فـي مجالات التقاء السياسة الخارجية مع التطوير المدُني فـي قضايا تتراوح بين الفرص الاقتصادية والأمن».
من ناحيتها، علقت فـيروز سعد على تعيينها فـي المنصب الجديد بالقول «لقد كنت أبحث عن سبب للعودة إلى ديترويت، ومنصبي الجديد هو بمثابة أحد أحلامي لعدة أسباب». كما أشادت عضو مجلس بلدية ديترويت، راكيل لوبيز كاستانيدا، بتعيين سعد كمديرة لشؤون الهجرة وما يتضمنه من «التزام من المدينة لأن تكون مكاناً مرحباً بالمهاجرين».
وكانت سعد قد شغلت منصب نائب الرئيس فـي مؤسسة «كامبردج الدولية للاستشارات» فـي واشنطن، حيث عملت مع مسؤولي الحكومة الفدرالية على قضايا تتعلق بالأمن الوطني وإصلاح الهجرة والتنمية الاقتصادية فـي العالم العربي، وقد قام البيت الأبيض بتعيينها ضمن «الفريق الرئاسي فـي وزارة الداخلية» لتنسيق العمل مع البيت الأبيض فـي مجال إدماج وإشراك الجاليات المهاجرة فـي المجتمع الأميركي.
كما عملت سعد مع «الشبكة الوطنية للمجتمعات العربية الأميركية» التي أطلقها مركز «أكسس»، ومقره ديربورن، من أجل تمكين مجتمعات الجالية العربية فـي أنحاء أميركا وحثهم على الانخراط فـي المجتمع الأميركي والمشاركة فـي الانتخابات.
Leave a Reply