واشنطن - تظاهر آلاف الأميركيين السود القادمين من أنحاء البلاد، يوم السبت الماضي، فـي العاصمة الاميركية واشنطن مطالبين بالعدالة وتغيير ممارسات شرطة البلاد ضد مجتمعات السود، بمناسبة الذكرى العشرين لمسيرة «المليون رجل» التي أطلقها زعيم حركة أمة الإسلام لويس فرقان فـي العام ١٩٩٥.
![]() |
فرقان يلقي كلمته أمام حشود المتظاهرين. |
وانتشرت طوال السبت الماضي حشود من المتظاهرين بين نصب واشنطن، وحتى الكابيتول هيل، ملوحين بالأعلام ومنصتين إلى الموسيقى وخطابات القيادات السوداء عبر شاشات عملاقة توزعت فـي مناطق انتشار المتظاهرين تحت شعار «العدالة وإلا»، الذي اختاره المنظمون للدلالة عن نفاد صبر السود حيال التمييز العنصري.
وشدد فرقان زعيم حركة «أمة الإسلام» فـي كلمته، على أهمية أن يقوم المجتمع الأسود بتغيير نفسه والتصدي للظلم الاجتماعي داخل المجتمع أو الظلم الذي تمارسه الحكومة ضد السود.
وحث فرقان الناس على تجنب الفجور الجنسي والإجهاض والعنف، وانتقد «سيادة العرق الأبيض» وتنبأ بحدوث رد فعل عنيف ضد الولايات المتحدة.
وكان فرقان قد قاد فـي عام 1995 مسيرة المليون رجل فـي واشنطن وهي مسيرة اجتذبت نحو 800 ألف شخص، قال باحثون إنها عكست فترة مهمة للنشاط السياسي للأميركيين السود.
ووصف فرقان المتنافسين الجمهوريين الذين يتسابقون للظفر بترشيح حزبهم لمنصب الرئاسة الأميركية لعام 2016، بـ«المومسات»، قائلاً «إنهم مثل فتاة جميلة، تظهر مفاتنها إلى الآخرين ليشتروها».
وحذر زعيم «أمة الإسلام» -ومقرها شيكاغو- السلطات من أن «الأوضاع قد بلغت حد الانفجار»، معقباً «حتى الملونين (أصحاب البشرة غير البيضاء) فـي المناصب العليا أصبحوا غير قادرين على تحمل الوضع أكثر من هذا، لقد اصبح مثل بركان بدأ بالتفجر الآن».
ودعا فرقان (82 عاماً) الرئيس باراك أوباما إلى التعامل مع خروقات حقوق الإنسان ووحشية الشرطة ضد الأقليات فـي الولايات المتحدة، قبل أن يعرب عن قلقه من ملفات حقوق الانسان فـي الصين وكوبا.
هذا وشهدت التظاهرات استذكاراً لمقتل ترايفون مارتن وهو شاب أسود فـي السابعة عشر من عمره، قتل على أيدي الشرطة بولاية فلوريدا، ومايكل براون البالغ من العمر 18 عاماً وقتل على يد شرطي بمدينة فـيرغسون (ميسوري).
وأدت حوادث قتل السود على يد الشرطة الى تنظيم مظاهرات حاشدة، رافقتها أعمال شغب، فـي انحاء مختلفة من الولايات المتحدة، الأمر الذي دعا الرئيس أوباما، إلى التدخل وفتح تحقيق موسع فـي انتهاكات الشرطة بانحاء مختلفة من البلاد، إضافة إلى إجراءات أخرى منها الطلب بتثبيت كاميرات مراقبة على أجسام الشرطة.
وبدأت مسيرة «المليون رجل» بدعوة من زعيم حركة «أمة الإسلام» فـي 16 تشرين الأول (أكتوبر) عام 1995 بالتعاون مع منظمة «المؤتمر الوطني للقيادات الافريقية الأميركية» إضافة إلى منظمات أخرى، وذلك بالتجمع فـي العاصمة الأميركية والمطالبة بحقوق السود فـي البلاد.
يشار الى أن حركة «أمة الإسلام» تأسست فـي ديترويت عام ١٩٣٠.
Leave a Reply