محمد الرموني – «صدى الوطن»
حاكم ولاية ماريلاند السابق، الديمقراطي مارتن أومالي كان المرشح الوحيد فـي سباق الرئاسة الأميركية الذي حضر فعاليات المؤتمر الانتخابي الذي عقده «المعهد العربي الأميركي»، على مدى ثلاثة أيام فـي ديربورن. وكان أومالي نجم فعاليات المؤتمر الذي حضره قرابة مئتي شخص بين 23 و25 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
مارتن أومالي متحدثاً إلى لاجئين في ندوة بجامعة ميشيغن – ديربورن. |
والتقى أومالي على هامش فعاليات المؤتمر حوالي مئة عربي أميركي فـي ندوة خاصة عقدت بـ«جامعة ميشيغن-ديربورن» حول أزمة اللاجئين السوريين، أكد فـيها على الدور القيادي الذي يمكن أن تلعبه الولايات المتحدة على المستوى الإنساني.
وحيا مرشح الرئاسة، ذو الحظوظ شبه المعدومة الحضور بعبارات الترحيب العربية «السلام عليكم ومرحبا.. كيف حالكم؟»، قبل أن يلقي «خطاباً وردياً» أدان فـيها كراهية الأجانب والإسلامفوبيا، وقال إن هذه المفاهيم آخذة فـي التسرب الى الأروقة السياسية.
وقال أومالي، المعروف بتأييده للهجرة، إنه يرغب بأن تقوم الحكومة الأميركية بتسريع عملية الفرز لطالبي اللجوء، كما عرض أومالي سجله المهني الحافل بالعلاقات الممتازة مع الأقليات ولاسيما المسلمين إبان توليه حاكمية ماريلاند، وأكد أنه كان حريصاً دوماً على تعيين موظفـين من إثنيات وأعراق متنوعة، كما قام بإنشاء لجنة استشارية للشؤون الشرق أوسطية، ودأب على إستضافة مأدبات الإفطار الرمضانية سنوياً.
وأضاف أومالي بأن ديربورن مثل غيرها من المدن الأميركية تمثل ما ينبغي لأميركا أن تكون عليه، وقال «الناس الذين يعملون بجد ويفتخرون بتنوعنا هم أعظم قوة لدينا» ودعا أومالي العرب الأميركيين الى مزيد من الإنخراط فـي النشاطات المدنية قائلا «نحن بحاجة لمشاركة سياسية أكبر وليس أقل» بمعنى «الإقبال أكثر على التصويت فـي كل الإنتخابات والتبرع بالوقت لمساعدة مرشحيكم بالفوز.. كي تصبحون جزءا من العملية السياسية».
وأكد أومالي بأن الخدمة العامة ليست حصرا على الساسة بل هي ضرورة ينبغي على الجميع المشاركة بها «بالنسبة للعرب والمسلمين الأميركيين أنا أدرك مدى الإحباط عندهم حين يستمعون للخطاب الصادر من المناقشات والمنابر» فـي إشارة الى مواقف المرشحين الجمهوريين العدائية للمسلمين والأجانب، مؤكدا أنه من غير المقبول التظاهر أمام المساجد من أناس يحملون السلاح، كما استنكر رفض إعطاء تراخيص بلدية لإقامة دور للعبادة.
وأضاف المرشح الديمقراطي بأن أميركا عليها قبول 65 ألف لاجىء سوري وفق توصية لجنة الإنقاذ الدولية التابعة للأمم المتحدة، منوهاً الى أنه المرشح الرئاسي الوحيد الذي طالب بزيادة أعداد اللاجئين السوريين المسموح لهم بدخول البلاد، وكان أومالي قال فـي لقائه مع اللاجئين «أميركا يمكن لها قيادة العالم فـي مجال التعاطف الإنساني وليس فقط فـي المجال العسكري».
قضية اللاجئين
نور الدباغ، مصطفى أسعد، ورضية فخرالدين، كانوا من بين اللاجئين العرب الجدد الذين استوطنوا ميشيغن السنة الماضية، بحثاً عن حياة جديدة والتكيف مع وطن جديد، وقد وجدوا هنا «الأمن وفرص العمل والتعليم» لأبنائهم، بحسب ما أفادوا بمداخلاتهم أثناء الندوة مع أومالي.
وقال مصطفى إنه لم يكن أمامه خيار إلا مغادرة سوريا لأنه لا حياة وسط القصف والقنابل، وقد عاش وزوجته وبناته فـي تركيا منذ العام 2012 وهم يقيمون منذ أربعة شهور فـي ميشيغن، وقال «أعتقد أن الأمور هنا ستكون على ما يرام فكل ما نحتاجه هو مدارس لبناتنا ليبنوا مستقبلهم ويكونوا آمنين».
وقد تبادل اللاجئون قصصهم فـي ندوة نظمها «المعهد العربي الأميركي»، ومقره واشنطن، حضرها حوالي 200 مشارك من 17 ولاية وعقدت فـي «جامعة ميشيغن -ديربورن» وأماكن أخرى فـي المدينة، حيث قام المعهد أيضاً بتجميع إرشادات للناخبين ومعلومات تتعلق بمواقف المرشحين من الموضوعات المختلفة. وقد تحدث بعد ظهر يوم الجمعة أعضاء لجنة من النشطاء فـي ميشيغن حول القضايا المتعلقة بالهجرة واللاجئين فـي الولاية حيث قال بينغ غوئي وهو مدير مكتب ميشيغن للأميركيين الجدد إن حاكم الولاية وحكومتها حريصان على جلب مزيد من اللاجئين لميشيغن، مشيراً الى أن ميشيغن هي ثالث ولاية فـي إستقبال اللاجئين بعد كاليفورنيا وتكساس، وأن 25 بالمئة من هؤلاء يعيشون فـي منطقة غراند رابيدز، غرب الولاية.
لماذا ديربورن؟
من جانبها، أكدت المديرة التنفـيذية للمعهد مايا بري بأن إستضافة المؤتمر فـي ديربورن أمر منطقي، كون ميشيغن تحتضن أكبر تجمع للعرب الأميركيين. وقال مسؤولون فـي «المعهد» إن ميشيغن التي يشكل العرب فـيها 5 بالمئة من الناخبين ستكون ولاية حاسمة فـي إنتخابات 2016.
وقال إستطلاع للرأي أجراه المعهد ومركز «زغبي» للبحوث بأن العرب الأميركيين لديهم أعلى معدلات المشاركة فـي التصويت مقارنة بباقي الأقليات وأن نسبة المسجلين 88 بالمئة وسيشارك 90 بالمئة فـي الإنتخابات المقبلة.
وقالت بري «ميشيغن جزء من قوة قاعدتنا السياسية» وهذه المؤتمرات تركز على إنخراط الناخبين العرب الأميركيين فـي العملية الإنتخابية وتحديدا فـي موسم الإنتخابات الرئاسية، لكي نطرح همومنا ومخاوفنا فـي كل المجالات.
Leave a Reply