سامر حجازي – «صدى الوطن»
يبدو ان التمييز العنصري لن يكف عن ملاحقة العرب الاميركيين ولو وصلوا الى أرفع المراتب داخل القوات المسلحة الاميركية. هذا ما يمكن استخلاصه من الدعوى القضائية التي رفعها أعلى ضابط أميركي عراقي المولد، ضد قوات الحرس الوطني فـي ميشيغن على خلفـية التمييز العنصري ضده.
اللفتنانت كولونيل جايسون العوضي إلى جانب المحامي نبيه عياد خلال الإعلان عن الدعوى القضائية. |
يوم الخميس ٢٢ تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، عقدت «الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية»، مؤتمراً صحفـياً للإعلان عن أن اللفتنانت كولونيل، جايسون العوضي، قد رفع شكوى إلى «لجنة تكافؤ فرص العمل» الفدرالية، على خلفـية الممارسات العنصرية التي تمنع ترقية ضباط الأقليات فـي قوات الحرس الوطني بميشيغن، تحت إمرة اللواء غريغوري فادنايس.
وكان حاكم ولاية ميشيغن ريك سنايدر قد عين فادنايس فـي هذا المنصب عام ٢٠١١، ويدعي العوضي أنه بعد تعيين الجنرال مايجور فادنايس فـي موقعه، تم تخفـيض رتبة ضباط عديدين من الأقليات فـي الحرس الوطني فـي ميشيغن أو دُفعوا الى التقاعد.
وأضاف العوضي ان فادنايس منع ترقيته الى رتبة ضابط الإتصال فـي «شعبة جي٦» بشكل غير عادل رغم موافقة جميع أعضاء مجلس الإدارة. وكان من المقرر أن يتولى العوضي منصبه الجديد ابتداءاً من الشهر الماضي الى أن دعاه فادنايس إلى اجتماع ليقول له «بعض الأشخاص الآخرين هم أكثر استحقاقاً (منك) لهذا المنصب».
وبدلاً من ترقيته، أُعطي المنصب لضابط أبيض يعتقد العوضي انه كان أقل كفاءة وربما كان أيضاً صديقاً حميماً للجنرال فادنايس.
وكان العوضي قد خدم مرتين فـي العراق وفـي صفوف قوات الحرس الوطني فـي ميشيغن التي انتسب اليها منذ عام 1995. وأصبح ضابطاً بدوام كامل منذ العام 2002. وقد تدرب كضابط اتصال فـي قاعدة «فورت غوردون»، بولاية جورجيا، وتقلب فـي عدة مراكز عسكرية كما شارك فـي العديد من المهام القتالية.
وأكد العوضي أن شكواه تُعد الثانية عشرة من قبل ضباط ينتمون الى الأقليات ضد فادنايس، مطالباً سنايدر بتعيين محقق مستقل للنظر فـي هذه المزاعم.
«فادنايس لم يفعل شيئاً لتعزيز بيئة متنوعة وعادلة»، أوضح العوضي، وأردف «لا نريد أن نرى أفراداً من الأقليات يواجهون هذه مثل المواقف. انه يرسي إرثاً من المحسوبية ومحاباة الأقارب وتوزيع الجوائز على الأصدقاء لا مكافأة اشخاص من الأقليات عملوا بجد وإخلاص».
ويمتلك العوضي فـي حوزته الدلائل التي تدعم مزاعمه، منها انه من بين ٩٠ منصباً قيادياً فـي الحرس الوطني التابع لميشيغن، هناك ٧٩ من البيض. كما ان من بين ١٧ آمر كتيبة، هناك ضابط واحد فقط ينتمي الى الأقليات.
ومن بين ٩٩٣ جندياً يخدمون فـي قاعدة الحرس الوطني فـي ميشيغن، اشار العوضي الى ان ٨٩ بالمئة منهم هم من البيض. واعرب عن اعتقاده «ان هناك تفاوتاً كبيراً بين عدد العناصر من أبناء الأقليات فـي الحرس الوطني لولاية ميشيغن، مقارنة بتنوع السكان».
واستطرد العوضي «هذه هي البيئة التي خلفها الجنرال فادنايس منذ تعيينه فـي عام 2011. لقد أزال وهمّش بصورة منتظمة كل افراد الأقليات العاملين بدوام كامل. فاذا كنت تنتمي إلى الأقليات، ولا سيما الى الأميركيين الأفارقة أو غير البيض، فانك ستخضع حتماً للتهميش وصولاً الى إعفائك من منصبك».
وادعى العوضي أنه فـي السنوات الثماني قبل تعيين الجنرال فادنايس، «كان الحرس الوطني يتحرك فـي اتجاه إيجابي ويشجع ويروج من اجل التنوع». ومضى يقول «فـي ذلك الوقت، كان هناك ثلاثة مدراء على الأقل من الأقليات يخدمون فـي الحرس الوطني قبل تسلم فادنايس منصبه. اما الآن فكل الضباط الكبار الذين يتبوّأون أعلى الرتب والذين يضعون السياسات العامة ويتخذون القرارات الرئيسية هم من الذكور البيض».
ولا يزال العوضي يعمل حاليا فـي الجيش، من خلال الكلية الحربية، وهي أعلى مستوى من التعليم يمكن ان يصله الضباط. وأفاد العوضي انه يدرك ان هذه الدعوى ربما تضر بحياته العسكرية المهنية، لكنه على استعداد لمواجهة رد الفعل لأنه يريد أن يقف فـي صفّ العدالة.
وأشار إلى أن ادعاءاته لا تعكس بأي حال من الأحوال ما يحدث داخل الجيش الأميركي، ولكنها موجهة تحديداً نحو جيش الحرس الوطني التابع لميشيغن ولقائده.
من جهته صرَّح المدير التنفـيذي للرابطة الحقوقية، المحامي نبيه عياد، انه لا يزال لا يصدق «سوء المعاملة الذي تعرض له العوضي، خصوصاً بعد خدمة الوطن لفترة طويلة». وأضاف «يمكنك أن تتخيل، كم هذا أمرٌ مؤذٍ جداً وعاطفـي بالنسبة له ويمكن للمرء أن يتصور -مجرد تصور فقط- عمق التضحية التي قدمها لحماية هذه الأمة، خصوصا كونه عربياً أميركياً فـي بلده الأم يقاتل الى جانب الجيش الأميركي، وعندما يعود الى موطنه يٌعامَل بهذه الطريقة؟ انه ظلم، ومنافٍ للعدل وغير مبدئي وبصراحة أكثر، غير قانوني بموجب دستورنا».
Leave a Reply