علي حرب – «صدى الوطن»
توقفت شركة «وولمارت» العملاقة عن بيع زي تنكري بمناسبة عيد الهالوين عبر موقعها الإلكتروني، وذلك بعد موجة احتجاجات عربية وفلسطينية غاضبة على اللباس الذي هو عبارة عن بزة عسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي مخصصة للأطفال.
الزي، الذي تصدر عناوين الصحف العالمية، يشمل قبعة حمراء (بيريه)، وبندقية من البلاستيك ولباستً عسكرياً أخضر داكناً يحمل حروفاً عبرية تختصر عبارة «جيش الدفاع الإسرائيلي».
ويبدو أن «وولمارت» تمكنت من اثارة غضب العرب الاميركيين مرَّتين حتى الآن حيث انها سابقاً وقبل هذا الزِّي العسكري الاسرائيلي المسيء لمشاعر الفلسطينيين والعرب عموماً، عرضت منتجاً آخر مثيراً للجدل ومجرداً من الحساسية، عبارة عن قطعة من البلاستيك على شكل الأنف أطلق عليها اسم «أنف الشيخ فاغن». وأدان نشطاء الجالية شركة «وولمارت»، ودعت منظمات حقوقية أنصارها للاتصال بمقر الشركة للشكوى من عرض هذا المنتج.
وتزامن بيع الزي العسكري الاسرائيلي مع إنتفاضة شعبية مستمرة فـي الأراضي المحتلة.
ورداً على بيع المنتج الاستفزازي، ألغى «المركز الإسلامي فـي ديترويت» خططه لشراء 50 «بطاقة هدية» (غيف كارد) من «وولمارت» قيمة الواحدة منها ٥٠٠ دولار لمساعدة اللاجئين السوريين، واستعاض المركز عن ذلك بشراء البطاقات من شركة أخرى.
«من المفارقات أن نفس الأفراد الذين اختارت شركة «وولمارت» الاساءة لهم هم أنفسهم يشكلون قاعدة أكثر الزبائن تأثيراً فـي ديربورن»، كما قال مكتب ميشيغن فـي اللجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز (أي دي سي). وأرسلت اللجنة تنبيهاً على المستوى الوطني مع رسالة بريد إلكتروني لـ«وولمارت»، مطالبة سلسلة المتاجر بإزالة الزِّي المنفر ومعالجة قلق الزبائن المتضررين من هذا العمل. كما حذرت رسالة اللجنة «وولمارت» من «أن إدامة العنصرية يمكن أن يؤدي إلى التمييز وجرائم الكراهية».
من جانبه، قال جورج خوري، وهو عضو «شبكة الجالية الفلسطينية فـي الولايات المتحدة»، إنه غضب غضباً شديداً من الزي الإسرائيلي، ومضى إلى القول «هذا (الزِّي) رمز للنزعة العسكرية والاضطهاد والفصل العنصري، هذا من يقمعنا عند كل نقطة تفتيش، وفـي كل مرة يهاجمنا فـيه المستوطنون، يقف الجنود الذين يرتدون هذا الزِّي لحمايتهم».
وأردف خوري «هالوين ينبغي أن يكون احتفالاً للأطفال لا للظلم» وأضاف أن «الطريقة التي نظرت فـيها الى الموضوع: انهم يلحقوننا الى هنا».
خوري، وهو ناشط فلسطيني أميركي ولد فـي القدس، أكد من جانب آخر أنه إذا طرق أطفال يرتدون الزي العسكري الإسرائيلي باب بيته، فإنه لن يمنع عنهم الحلوى.
من ناحيته، أشار الفنان العربي الأميركي من ديربورن، سامي سلامة، أنه عادةً لا يتسوق إطلاقاً من متاجر «وولمارت»، بسبب سوء معاملة التأمين من قبل الادارة، وان صورة زي جندي إسرائيلي عززت قراره معرباً عن صدمته لرؤية الزي. وقال «إنه الجهل بعينه وعمل مثير للاشمئزاز، وغير مسؤول بدرجة كبيرة».
كذلك اعتقدت الناشطة الفلسطينية الدكتورة دعد قطاطو أن «الزِّي يغذي الكراهية ويعزز قلة الإحساس تجاه المعاناة الفلسطينية». وتابعت «إنه عار على «وولمارت»، وهي شركة مشهورة ومحترمة على الصعيد الوطني، ان تعرض مثل هذا الزِّي فهذا يعني انعدام الإحساس تجاه محنة الفلسطينيين وما هو محير أكثر هو أن هذا الزي مخصص للأطفال».
وقال كين حرب، رئيس «اتحاد رام الله فـي أميركا»، إن الزي هو «تعبير مريض عن قيم اسرائيل ومؤيديها».
كذلك طافت مواقع التواصل الإجتماعي يوم الثلاثاء الماضي بمواقف تندد بالخطوة المسيئة التي اتخذتها «وولمارت».
«الزي المثالي بالنسبة للطفل الذي يريد أن يقتل ويسرق من أطفال آخرين فـي عيد الهالوين ثم يفلت من العقاب»، غرد سايان كارل فـي حسابه الشخصي على «تويتر». أما الصحافـي ماكس بلومنثال فتضمنت تغريدته صورة لطفل فلسطيني مصاب بجروح والى جانبها لقطة من الزي الاسرائيلي مصدره موقع «وولمارت» وكتب معلقاً «هكذا تقوم «وولمارت»بتعزيز الإحتلال وقتل الأطفال الأبرياء فـي عيد الهالوين الحالي».
ولم ترد «وولمارت» على طلب «صدى الوطن» بالتعليق.
ولكن بحلول مساء الثلاثاء الماضي، لم يعد الزِّي المستفِز متوفراً على شبكة الإنترنت واستعيض عنه بعبارة «نفذ زي هالوين للجندي الإسرائيلي» وذلك بحدود الساعة الخامسة مساء بالتوقيت الشرقي.
وإذا قام مستخدم الآن بالبحث عنه فـي صفحة الازياء التابعة للشركة يجد الجملة المقتضبة التالية «لم نجد المنتج الذي تبحث عنه، ولكن بدلاً عنه لدينا منتجات مماثلة متاحة لك لكي تستعرضها». يشار الى أن «وولمارت» تأسست فـي العام 1962، وتعتبر اليوم واحدة من أكبر الشركات الأميركية ولديها أكثر من 11 ألف متجراً حول العام، ومقرها مدينة رودجرز بولاية أركنسو.
Leave a Reply