طارق عبدالواحد – «صدى الوطن»
أسفرت الانتخابات البلدية فـي مدينة هامترامك، الثلاثاء الماضي، عن فوز ساحق للمرشحين المسلمين الذين فازوا بالمقاعد الثلاثة الشاغرة فـي المجلس البلدي متفوقين بمئات الأصوات على باقي المرشحين بينهم العضو الحالي روبرت زولاك.
المسمري يتوسط حشداً من المتطوعين والداعمين لحملته بعد الإعلان عن فوزه الثلاثاء الماضي. |
وأسفرت النتائج عن إعادة انتخاب العضوين الحاليين أبو موسى وأنام ميا، فـيما حقق المرشح اليمني سعد المسمري المفاجأة الكبرى بحصوله على ١١٧٦ صوتاً متقدماً بـ٣٥ صوتاً على أبو موسى و١٧٤ صوتاً على ميا، محققا بذلك فوزا كاسحا أهّله للحلول فـي المركز الأول ومطيحا بـزولاك الذي قام -قبل يوم واحد من الاقتراع- بالفرار من موقع حادث سير كان طرفا فـيه.
وقد حصل زولاك على ٦٣٦ صوتاً وسوزان دان على ٦٩٦ صوتاً فـيما حلت كاثي غوردون أخيرة بـ٦٢٢ صوتاً، وجميعهم من الأميركيين البيض.
وكانت انتخابات هامترامك قد ترافقت مع حملة عنصرية طالبت بدعم المرشحين البيض والتصويت لهم «لاستعادة المدينة من المسلمين» بحسب المناشير التي وزعها مجهولون، رغم أن الأرقام والوقائع تشير إلى أن مجلس بلدية هامترامك الحالي لا يعكس التمثيل المتكافىء لمكونات المدينة التي يشكل فـيها المسلمون أكثر من 53 بالمئة من إجمالي السكان، إضافة إلى خلوه من أي تمثيل يمني، مع أن الجالية اليمنية تشكل حوالي ربع سكان المدينة.
وفـي هذا السياق، أشار المسمري -الذي كان المرشح اليمني الوحيد فـي السباق الانتخابي- إلى أن «اليمنيين كانوا خلال السنوات العشر الأخيرة غير منخرطين فـي انتخابات المدينة كما يجب». وأكد أنه «سيعمل على حل هذه المشكلة بشكل يعيد الأمل بمشاركة اليمنيين وانخراطهم فـي العملية الانتخابية بما يعزز دورهم ويحمي مصالحهم التجارية والاجتماعية فـي المدينة المعروفة تاريخيا بتنوعها العرقي والثقافـي».
كما أكد أنه سيعمل من خلال منصبه الجديد على تعزيز التنوع داخل مبنى البلدية وجهازها الإداري بشكل يضمن التمثيل الصحيح لجميع المجتمعات الإثنية والعرقية، مع الإشارة إلى أن البلدية تخلو حاليا من أي موظف حكومي من الجالية اليمنية.
وأضاف بالقول «إن قائمة أولوياته تتضمن الوفاء بوعوده الانتخابية لناحية دعم الأعمال التجارية وجذب الاستثمارات إلى وسط المدينة، إضافة إلى الاهتمام بالمدارس العامة وإصلاح الطرقات ومختلف المرافق الحيوية فـي المدينة».
وعقب الإعلان عن نتائج الانتخابات، قال المسمري فـي حفل ضم داعمين ونشطاء يمنيين «إن أصوات الناخبين التي أهلته للفوز، هي أمانة فـي عنقه» قاطعاً وعوده بأنه «لن يخون الأمانة»، وأنه سوف يعمل من أجل مصلحة المدينة بأكملها، وليس لمصلحة فريق على حساب فريق آخر.
وشدد على أن هامترامك تحوز مؤهلات تشجع على الاستثمار وإطلاق الأعمال التجارية، وقال «لا يجب أن يكون هناك متجر مغلق على شارع جوزيف كامبو الذي يمثل العصب التجاري فـي المدينة».
والجدير بالذكر أن اليمني الأميركي الراحل، الدكتور عبدالكريم الغزالي كان العضو العربي الوحيد فـي مجلس بلدية المدينة، وقد توفـي مطلع العام الجاري بعد معاناته من مرض عضال.
من ناحيتها، أعربت منظمات مدنية ومجتمعية عن تفاؤلها بفوز المسمري الذي يؤكد عدم انجرار سكان المدينة وراء خطابات العنصرية والكراهية التي تسعى إلى تقسيم المدينة، ووصفت منظمة «هامترامك واحدة» نتائج الانتخابات بـ «التاريخية» رداً على الحملة العنصرية التي رافقتها.
وقال المدير التنفـيذي للمنظمة بيل ماير «إن مسلمي المدينة، من يمنيين وبنغاليين وبوسنيين وألبان، ساهموا على الدوام فـي استقرار المدينة واعتدالها وتعزيز الأمان فـيها».
وأضاف بالقول «إنه وعلى الرغم من الوجود الكثيف للعرب الأميركيين فـي هامترامك فإن الدوائر الحكومية والبلدية تخلو من وجود موظفـين عربا فـي البلدية وفـي قسمي الشرطة والإطفاء، كما أن أعداد الموظفـين من الأقليات الأخرى ضيئلة جداً». وأعرب عن أمله بأن تشكل نتائج الانتخابات الحالية مفتاحاً لإزاحة التمييز وعدم المساواة فـي المدينة».
بدورها، أعربت «المنظمة الخيرية اليمنية الأميركية» (يابا) عن سعادتها بفوز المسمري، حيث قال مديرها التنفـيذي علي بلعيد «نتمنى حظا طيبا للمسمري فـي موقعه الجديد آملين أن يقوم بخدمة كامل المدينة».
Leave a Reply