علي حرب – «صدى الوطن»
صادق مجلس بلدية ديربورن، الشهر الماضي، على تشكيل هيئتين للإشراف على تطوير منطقتين تجاريتين فـي المدينة، هما شارع وورن فـي شرق ديربورن ومنطقة ديكس فـي أقصى جنوب المدينة (ساوث أند). يهدف إلى تحسين المنطقتين تجارياً وجذب المزيد من الاستثمارات والزبائن إليهما، خاصة وأن المنطقتين معروفتان بازدحامهما المروري واكتظاظهما بالأعمال والمحال التجارية المتعددة كالمطاعم والمقاهي ومحلات البقالة ومكاتب الأعمال المتنوعة.
وفـي هذا الخصوص، قال رئيس البلدية جاك أورايلي «إن البلدية تسعى من خلال المشروع تشكيل هوية خاصة للمنطقتين تساعد على جذب المزيد من الزبائن والمستثمرين فـي آن».
وقد تم تشكيل لجنتين للإشراف على المشروعين، تضم فـي عضويتهما بعضا من أصحاب الأعمال التجارية فـي كلتا المنطقتين، وستقوم اللجنتان «بمساعدة البلدية على معرفة نوعية التطويرات التي تحتاجها المنطقتان»، بحسب أورايلي الذي وصف هذه الخطوة «بالمفتاح». وأضاف بالقول: إن اللجان ستتمتع بصلاحية اتخاذ القرارات وكيفـية استخدام أموال الضرائب لتعزيز القدرات والمواصفات التجارية للمنطقتين والتي بدورها ستنعكس إيجابياً على الأحياء السكنية المجاورة.
وأكد أورايلي فـي حديثه لـ«صدى الوطن» «إن ما نريد القيام به هو جعل المنطقتين أكثر جاذبية وأكثر نظافة، خاصة لناحية نظافة الأرصفة وجرف الثلوج، مما يجعلها أكثر قدرة على جذب الزبائن والمتسوقين، وربما نقوم بإنشاء مركز للزوار على شارع وورن أفـينيو». وبما أن الشارعين (وورن أفـينيو وديكس) يتصلان بمدينة ديترويت، أشار أورايلي إلى أن بلديته تتعاون مع بلدية ديترويت لتعزيز الأعمال والخدمات فـي كلتا المدينتين. وأضاف -فـي هذا السياق- إلى وجود مبادرة لتطوير شارع ميشيغن أفـينيو فـي المنطقة الممتدة من وسط مدينة ديترويت (دوانتاون) مرورا بمدينة ديربورن ووصولا إلى مدينة آناربر.
من ناحيته، أشار حيدر كوسان العضو فـي الهيئة المشرفة على تطوير شارع وورن، وهو شريك فـي ملكية سلسة متاجر «المصطفى» (غرينلاند)، الى أن أبرز المشاكل التي تعاني منها المنطقة، هي الفوضى والحوداث المرورية وعدم وجود مواقف كافـية للسيارات، وقال إن هذه المشاكل تثير القلق لدى أصحاب الأعمال على امتداد شارع وورن.
وأشار كوسان إلى أن المنطقة شهدت فـي السنوات الأخيرة المزيد من الانتعاش والاكتظاظ بعد أن كانت شبه مهجورة فـي ثمانينات القرن الماضي، واقترح أن تقوم البلدية بتمويل إنشاء مواقف للسيارات بشكل يتلاءم مع النمو السكاني والتجاري فـي المنطقة، تماما كما فعلت البلدية فـي غرب المدينة.
وشدد كوسان بالقول: «إن توفـير مواقف السيارات فـي هذه المنطقة هو حاجة ضرورية وملحة، فإذا كان لديك ما يكفـي من المواقف فهذا سيجلب المزيد من الأعمال والزبائن للمنطقة، وبناء عليه فإن توفـير مواقف ركن السيارات هو المهمة رقم واحد التي يجب أن نتصدى لها».
وقال: «فـي أيام الخدمة العامة، حين يكون ركن السيارات على جانبي الشارع ممنوعا، يلجأ الكثير من سكان المنطقة إلى ركن سياراتهم فـي مواقف المحلات التجارية وهذا من شأنه أن يؤثر سلباً على تلك الأعمال».
وأشار كوسان إلى أن أعضاء اللجنة المشرفة قد اجتمعوا ثلاث مرات خلال الفترة الماضية للتشاور حول الأفكار التي من شأنها تطوير المنطقة، كما أن المجموعة قامت بالتواصل مع مسؤولي مقاطعة وين من أجل تغيير النظام المعتمد فـي الإشارة الضوئية الواقعة على تقاطع شارعي وورن وتشايس والتي تسببت ببعض الحوادث والإشكالات المرورية خلال العامين الماضيين.
وطالب سكان المدينة بالتفاعل الإيجابي مع بلدية المدينة التي تتحسن خدماتها وقال «إن مجتمع جاليتنا غير متفاعل بما فـيه الكفاية مع البلدية.. فمن غير المتوقع أن يحيط مسؤولو المدينة علما بكل شيء، ولذلك يجب التواصل معهم وإخبارهم عن المشاكل فـي حال وجودها، والبلدية لن تتأخر عن الرد والقيام بمسؤولياتها».
ومن هيئة تطوير منطقة ديكس، قال مهدي علي، عضو «الجمعية الإسلامية الأميركية» (أول مسجد بني فـي ديربورن): «إن منطقة تقاطع ديكس-فـيرنور تتمتع بكل فرص النجاح التجاري والاستثماري». وأضاف مهدي، إن هذه المنطقة قادرة على جذب المزيد من المستثمرين والأعمال إليها، مشيراً إلى أن المشاكل الأساسية التي تعاني منها منطقة «ساوث أند» هي التلوث إضافة إلى الازدحام التي تسببه الشاحنات الكبيرة، وذلك بسبب قرب المنطقة من جسر «أمباسادور» الذي تعبره يومياً مئات الشاحنات من وإلى كندا.
وأشار إلى أن الهيئة تبحث فـي إمكانية إيجاد طريق بديل لتلك الشاحنات الكبيرة بحيث يخف الضغط المروري فـي منطقة «ساوث أند»، وقال «إذا نجحنا فـي إيجاد البديل فإن المنطقة ستصبح أكثر أمانا وأقل تلوثا وبالتالي فستصبح أكثر جذبا للمستثمرين والزبائن والمتسوقين».
وأشاد علي بتنوع المنطقة العرقي وقال «إن المزيد من اللاتينيين يقصدون المنطقة من أجل التسوق والمشاركة فـي النشاطات الاجتماعية فـي مدينة ديربورن، وإننا بهذا الصدد نناقش إمكانيات أن يصبح شارع ديكس أكثر حيوية».
وتجدر الإشارة الى أن منطقة ديكس، ذات الأغلبية العربية اليمنية تقع الى جوار الحي المكسيكي (مكسيكان تاون) فـي جنوب غرب ديترويت.
Leave a Reply