محمد الرموني – «صدى الوطن»
إن أي تقييم واقعي للتقدم فـي المدينة لا بد أن يأخذ فـي الإعتبار عناصر مهمة من جملتها النواحي المالية، ومع إقتراب الذكرى السنوية لخروج ديترويت من حالة الطواريء المالية والإفلاس، يسلط هذا التقرير الضوء على التحسن فـي الخدمات البلدية المتوفرة لسكان «مدينة السيارات».
تحديث شبكة الإنارة
أنشأت بلدية ديترويت سلطة خاصة للإشراف على إنارة شوارع المدينة بكلفة ١٨٥ مليون دولار، تم تمويلها بسندات الدين. وقد تم إستكمال تركيب 80 بالمئة من مصابيح الإنارة الجديدة فـي الشوارع، حيث بلغ عدد المصابيح الجديدة المركبة 56 ألفاً فـيما العدد المستهدف تركيبه 65 ألف لمبة. ويبدي سكان المدينة سعادتهم بإنارة أحيائهم التي لفها الظلام لسنوات طويلة، فـي حين اشتكى البعض من أن المصابيح الجديدة، وهي من طراز LED لا يغطي نورها مساحات واسعة مثل شبكة الإنارة بالنحاس، ما يترك الأرصفة فـي ظلام. وقد إستجابت البلدية لهذه الشكوى من خلال تعزيز الإنارة فـي بعض الأحياء ومحيط المدارس، وهذه الشبكة حلت محل شبكة الإضاءة المتهالكة والتي كانت تضم ٨٨ ألف لمبة أكثر من نصفها كان معطلا عند إشهار الإفلاس.
إزالة آلاف المنازل المهجورة
منذ أيار (مايو) 2014 تمت إزالة أكثر من 7000 عقار مهجور بواقع 100 إلى 150 منزلاً أسبوعياً، بإشراف سلطة بنك الأراضي التابعة لبلدية ديترويت. ويتواكب تسارع عملية الهدم مع انتقادات بشأن ارتفاع كلفة إزالة المنزل الواحد الى 16400 دولار فـي عهد مايك داغن مقارنة بـ8500 إلى 10500 دولار فـي عهد سلفه دايف بينغ. ورد مسؤولون بالقول بأن سبب هذه الزيادة هو التزام المقاولين بمعايير بيئية فـي عملية إزالة المنازل مثل تبليل المبنى قبل هدمه والتخلص من الردم فـي أماكن بعيدة إضافة الى ملء حفر الأقبية (بيسمنت) بأتربة نظيفة.
الحافلات العامة
لأول مرة منذ عشرين عاماً أضافت دائرة المواصلات فـي ديترويت 80 حافلة جديدة ممولة من الحكومة الفدرالية، وبذلك أصبح لدى المدينة أسطولا من الحافلات يغطي 80 بالمئة
من إحتياجاتها لتلبية الخدمات وفق الجداول المعلنة. وقبل ذلك بعام كانت النسبة 56 بالمئة، كما تم توظيف عشرات السائقين الجدد.
وبذلك أصبحت الحافلات أكثر موثوقية ولكن بقي على البلدية إستعادة الخطوط الموقوفة وتسيير رحلات فـي ساعات الصباح الأولى وساعات الليل المتأخرة لتلبية إحتياجات العمال.
خصخصة جمع القمامة
فـي العام 2014، وبتوجيهات من مدير الطوارىء المالية كفـين أور، تمت خصخصة خدمة جمع النفايات فـي ديترويت، لتتولى بذلك شركتان خاصتان، المهمة، وهما شركة «ريزو للخدمات البيئية» و«أدفانسد ديسبوزال».
ونتيجة لذلك تتمتع المدينة حالياً بخدمة دورية منتظمة لجمع القمامة من المنازل والمحال التجارية، إضافة الى خدمة جمع النفايات الموضوعة الى جانب الطريق مرة واحدة كل أسبوعين، وجمع النفايات المخصصة لإعادة التدوير والنفايات الموسمية. كما تم تخصيص 40 من موظفـي البلدية لمراقبة آفة التخلص غير القانوني من النفايات فـي المكبات غير الشرعية. والتي يصل معدلها أسبوعيا الى 650 طناً.
التكنولوجيا
أطلقت البلدية أربعة تطبيقات جديدة على الهاتف النقال منذ 2014 لمساعدة الناس فـي الإبلاغ عن الشكاوى للبلدية، والتواصل مع دائرة الشرطة، ومتابعة الحافلات العامة، إضافة الى تطبيق مخصص لدفع رسوم وقوف السيارات فـي الشوارع المجهزة بالعدادات. كما استبدلت البلدية حوالي ألفـي جهاز حاسوب لموظفـي المدينة، وتم توحيد البرمجيات وتطويرها، إضافة الى تحديث موقع البلدية الألكتروني، بحيث يسهل على الزائرين الوصول بسرعة للمعلومات والإحصاءات.
صيانة المنتزهات والحدائق العامة
أوجدت البلدية خلال العام الماضي برنامجا لتمكين المتطوعين من الكنائس والمنظمات المدنية لتنظيف المنتزهات والحدائق العامة مرة كل 10 الى 14 يوماً، وضاعفت عدد العاملين الموسميين لصيانة المنتزهات.
ويقوم موظفو البلدية حالياً بصيانة 200 منتزه وحديقة عامة متوزعة فـي أنحاء المدينة، إضافة الى قيام المتطوعين بصيانة 50 منتزهاً آخراً، مع العلم أن البلدية كانت تقوم بالإشراف على 25 منتزهاً فقط عام 2013.
جباية الضرائب
منذ العام 2014 بدأت الضرائب العقارية بالإرتفاع وذلك نتيجة تحسن أسعار العقارات فـي ديترويت.
ويأتي التحسن فـي عائدات الضرائب بعد موجة الإنخفاض الحاد التي شهدتها المدينة إبان الكساد الإقتصادي على المستوى الوطني وما واكبه من مصادرة المنازل والأبنية التجارية، ومع ذلك لا زال تحصيل الضرائب العقارية أقل من التوقعات.
ورغم أن البلدية تلبي وتتجاوز الأهداف المالية من خلال الضرائب التي تقوم بتحصيلها حالياً، لكن المخاطر المالية تبقى ماثلة. فالبلدية بحاجة لتحسين جباية ضريبة الدخل من السكان والعاملين فـي المدينة، وهي بحاجة لمساعدة الولاية لإرغام أرباب العمل فـي الضواحي فـي الحفاظ على ضرائب الدخل للعاملين من ديترويت وتحويلها للبلدية.
الأمن والسلامة العامة
طرأت تحسينات إيجابية ملحوظة على أداء الشرطة والإطفاء والطوارىء الطبية فـي ديترويت خلال العام الماضي.
ويبلغ الآن معدل زمن إستجابة الشرطة لنداءات الاستغاثة 16 دقيقة و41 ثانية، مقارنة بـ 20 دقيقة و21 ثانية) فـي العام 2014. (تحسن 3 دقائق و40 ثانية).
وأرجع قائد الشرطة جيمس كريغ الفضل الى عناصر الشرطة العاملين فـي الإتصالات والذين قرروا تقليص مدة الإستجابة لنداءات 911 وإعطاء الأولوية للجرائم المتعلقة بالقتل والسطو والإغتصاب والإعتداء وإطلاق النار.
أما بالنسبة لدائرة الإطفاء، فقد انخفض معدل الإستجابة لنداءات الاستغاثة بواقع ست ثواني فقط، ليصل الى 6 دقائق و56 ثانية، مقارنة بـ7 دقائق وثانيتين فـي 2014.
وبحسب قائد الإطفائية الجديد أريك جونز، يرجع التحسن الى تعيين عناصر إضافـيين وتخصيص جزء إضافـي من المال لشراء معدات جديدة.
وبخصوص معدل زمن الإستجابة لنداءات الاستغاثة الطبية، فقد بلغ فـي 2015، 10 دقائق و35 ثانية، مقارنة بـ13 دقيقة و30 ثانية، فـي 2014.
وقال قائد دائرة الإطفاء التي تشرف على توفـير خدمات الطوارىء الطبية، إن تزويد سيارات الإسعاف بنظم «جي بي إس» ساهمت فـي خفض زمن الاستجابة. وقال المتحدث بإسم مكتب داغن «ثماني دقائق لإستجابة طواقم الإسعاف هي معيار وطني وضعه رئيس البلدية ضمن أولوياته منذ توليه المنصب»، بحسب صحيفة «ديترويت فري برس».
Leave a Reply