خليل إسماعيل رمَّال
شعب المقاومة العظيم فـي قلعة الصمود والتضحية والبسالة، برج البراجنة، أفشل المخطط الصهيو-داعشي الوهَّابي، بدماء شهدائه الزكية النقية التي أُريقْتْ على أرض الطهارة فعرجت أرواحهم للسماء لأنهم كانوا يصلُّون عشية يوم الجمعة، وبصبره الأسطوري على العطاء والفداء وتفويت الفرصة على الأعداء. إنَّ قَدَرالمقاومة وأبناءَها أنْ يدفعوا الجزية عن بلد ناكر للجميل بينما المجرمون الجبناء لا يستقوون إلا على الأبرياء العزَّل فـي برج البراجنة وفـي الطائرة الروسية، لكنهم لا يتجرأون على لقاء رجال الله فـي القُصير والقلمون والزبداني والقنيطرة وحلب وغيرها من الاراضي السورية!
إنَّ حذاء طفل استشهد فـي برج البراجنة من بين ٤٣ شهيداً وفـي مناطق المقاومة هو أشرف من كل التيجان الظلامية الإرهابية. وعلى المقاومة الأبية، لا الدولة المحتضرة، إنزال القصاص العادل بالإرهابيين فـي سجن رومية ولدى المحكمة العسكرية وبالأسير وجماعته كما عليها الاستمرار فـي محاربة الخوارج فـي سوريا والعراق واليمن وليبيا وتونس والجزيرة العربية، بل فـي كل مكان من دون إذن أحد وأنْ تُخْرٍس لسان من ينطق بكلمة ضدها بعد اليوم بسبب تدخُلها فـي سوريا، الذي لولاه لسالت الدماء أنهاراً ووصل الداعشيون الى بيوتنا. ذلك انه برغم المجزرة تبقى حقيقة واضحة وهي ان الوضع الأمني النسبي الذي أنجز حتى اليوم يحسدنا عليه الكثيرون ولو لم تقاتل المقاومة فـي سوريا لكانت المجازر يومية فـي مناطقنا.
المجزرة الرهيبة فـي البرج هي عملٌ اسرائيلي بامتياز نفَّذَتْه أدوات داعشية وهابية، نتيجة الوقائع الآتية:
١- قبل أسبوع تم اكتشاف خلية موسادية يرأسها الموظف فـي اليونيفـيل هاني مطر، ماطلت قوات الطواريء بتسليمه إلى القضاء بعد سحبه من التحقيق متذرعة بالحصانة الممنوحة لموظفـيها وتبين أنَّ العميل الإسرائيلي لديه بنك أهداف معد للاغتيالات الوطنية والإسلامية يشبه بنك أهداف «داعش» خصوصاً بعد أنْ أحبطَتْ قوات الأمن عملية تفجير إنتحاري فـي طرابلس جاء عن طريق تركيا وتبيَّن أنَّ له صلة بمجزرة البرج.
٣- الهدف من وراء المجزرة الإسرائيلية هو الإيقاع بين أهل الضاحية والشعب الفلسطيني عبر شن حرب مخيمات جديدة بدليل اعلان «داعش» المتصهينة عن أسماء الإنتحاريين الثلاثة وبينهما فلسطينيان وهذه أول مرة يتم الكشف فـيها عن جنسية المجرمين الانتحاريين وكان المقصود ان تقع ردة فعل ضد مخيم برج البراجنة القريب تؤدي إلى فتنة جديدة تريح العدو الإسرائيلي وتنهي انتفاضة السكاكين الفلسطينية، خصوصاً بعد زيارة نتنياهو إلى واشنطن.
٤- انتهت مهلة الغرب لآل سعود بإحراز تقدم عسكري فـي عدوانهم على اليمن من دون نتيجة، وبدلاً من ذلك تتالت انتصارات الجيش والشعب اليمني من خلال كسب مواقع يمنية وسعودية أيضاً، كما أنَّ الانتصار الاستراتيجي للجيش العربي السوري فـي فك الحصار عن مطار كويرس المحاصَر منذ ٢٠١٢ واندفاعته السريعة بالتزامن مع معركة الأكراد ضد «داعش» فـي سنجار وضعت آل سعود والدواعش فـي موقف سيء ومُحبِط جداً. وقد فوَّت شعبنا الفرصة على وقوع فتنة سنية شيعية متجددة فـي بلد محموم طائفـياً خصوصاً بعد تناقل وسائل التواصل الإجتماعي خبراً عن ابتهاج أبناء الطريق الجديدة بالمجزرة سرعان ما نفاه الإعلامي سالم زهران بعد اتصال تبيَّن من خلاله أنَّ عرساً أُقيم لعائلة سيف الدين القريبة منه، تزامن مع التفجير وتخلله إطلاق مفرقعات نارية. ولا يمكن تجاهل حقيقة أن بعض وسائل الإعلام الخليجية، كانت قد حذرت قبل أسبوع بالتمام من المجزرة، أن ٣٥ انتحارياً داعشياً قد تسللوا إلى الضاحية الجنوبية، وإلى جوارها من تجمعات غير لبنانية، تمهيداً لتنفـيذ عمليات انتحارية. وهو ما يثير أكثر من علامة استفهام جنائية وأمنية وسياسية.
ومع الأسى والحزن وطلب الرحمة للشهداء الابرار والشفاء للجرحى، تحية خاصة إلى روح الشهيد عادل ترمس البطل الذي فدى نفسه وطفله عندما منع الإنتحاري الثالث من دخول حسينية البرج لقتل المصلين، أما أنتم أحبائي الشهداء ضحايا الإجرام التكفـيري الوهَّابي فـي برج البراجنة فناموا قريري العين وفـي جنة الخلد ولن تذهب دماؤكم المنيرة هدراً كما وعد رجال الله شعبهم فـي رسالة من الجبهة السورية، أليس الصبح بقريب؟!
Leave a Reply