علي حرب وطارق عبدالواحد – «صدى الوطن»
لم تكن الجالية العربية فـي مدينة ديربورن بعيدة عن التأثيرات المباشرة لتفجيرات الضاحية الجنوبية فـي بيروت التي أودت بحياة العشرات من الأبرياء كان بينهم ثلاثة أشخاص على صلة بمدينة ديربورن، وفـي الوقت نفسه، لم تكن الجاليات العربية فـي المهاجر الغربية بعيدة عن التأثيرات غير المباشرة للهجمات الإرهابية المتزامنة التي ضربت العاصمة الفرنسية باريس وأججت الكثير من مشاعر العداء للعرب والمسلمين فـي أنحاء العالم.
وعلى مدار الأسبوع الماضي، امتزجت مشاعر الحزن والأسى على سقوط ضحايا فـي بيروت مع مشاعر التعاطف مع أهالي ضحايا باريس، إضافة إلى مشاعر الغضب والاستياء التي عمت أجواء الجالية العربية فـي ديربورن جراء الهجمات والتفجيرات الإرهابية التي تتلطى وراء الإسلام وتقتل الأبرياء باسمه.
وفـي هذا السياق، أقامت مراكز دينية ومنظمات مجتمعية فـي مدينة ديربورن احتفالات تأبين لأرواح الضحايا الذين قضوا فـي اعتداءات الجماعات التكفـيرية، ففـي مساء الجمعة الماضي، دعا كل من «النادي اللبناني الأميركي» و«تحالف أميركا مع بيروت» إلى إضاءة الشموع أمام «مكتبة هنرى فورد المئوية»، كما أصدرا بياناً مشتركاً جاء فـيه «فـي مواجهة هذه الكارثة، فإن اللبنانيين سيظلون جاهزين لمحاربة الإرهاب التي يستهدف حياة الأبرياء فـي كل مكان».
وقال رئيس لجنة الشباب فـي «النادي اللبناني الأميركي»، حسين هاشم، «إن شغف اللبنانيين بالحياة سوف يهزم الإرهاب». ويأتي تعليق هاشم هذا منسجما مع الحيوية والنشاط الأهلي الذي لايزال فـي قمته فـي المنطقة التي استهدفها التفجير المزدوج فـي منطقة برج البراجنة، حيث قال أحد سكان تلك المنطقة فـي مقابلة مع قناة تلفزيونية لبنانية «حتى ولو هاجمنا 500 إنتحاري فسوف نبقى هنا نمارس حياتنا اليومية.. وسوف تبقى الأركيلة شغالة».
وفـي نفس الإطار، قالت رولا خنافر، وهي واحدة ممن انضموا إلى مسيرة الشموع «إن هؤلاء الإرهابيين يهاجمون الإنسانية ولكنهم لن يستطيعوا أن يوقفوا حياتنا مهما فعلوا».
وتعليقا على الاحتقانات الطائفـية التي تزداد وتيرتها فـي أعقاب العمليات الإرهابية، شددت خنافر بالقول «علينا أن نتمسك بالعيش المشترك فهذه هي الطريقة الوحيدة لهزيمة الإرهاب».
محمود طالب، وهو لبناني من مدينة صيدا، شارك فـي مسيرة «إضاءة الشموع» التي أقامتها منظمات طلابية فـي «جامعة ميشيغن-ديربورن»، يوم الاثنين الماضي. مؤكداً أن «العيش المشترك» هو أحد مزايا لبنان منذ نشأته، وأن اللبنانيين عاشوا جنبا إلى جنبا خلال العقود الماضية برغم اختلاف انتماءاتهم الدينية والإيديولوجية.
بدورها، أقامت ممثلية «حركة أمل» فـي أميركا الشمالية الأحد الماضي حفل تأبين فـي «المجمع الإسلامي الثقافـي» لذكرى الضحايا الذين سقطوا فـي تفجيرات برج البراجنة، حضره حشد من أبناء الجالية العربية إضافة إلى نشطاء محليين ورجال دين عديدين. كما أقام «نادي بنت جبيل» حفلاً مماثلاً يوم الأربعاء الماضي، فيما دعا «المركز الإسلامي فـي أميركا» الجالية إلى المشاركة فـي حفل تأبيني يقام بعد ظهر الأحد المقبل.
وعبر العديد من المسؤولين والرسميين العرب فـي ديربورن عن مشاعر الحزن والتعاطف مع أهالي الضحايا من خلال منشورات وتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد عبرت رئيسة المجلس البلدي سوزان دباجة عن حزنها العميق جراء الحادثة الإرهابية فـي الضاحية الجنوبية، وكتبت على صفحتها على موقع «فـيسبوك» «أشعر بالحزن العميق.. ما الذي يحدث فـي عالمنا هذا اليوم؟ عائلات الضحايا وهؤلاء الناس الأبرياء يستحقون ما هو أفضل.. أولادنا يستحقون الأفضل».
وأدان عضو المجلس مايك سرعيني الإرهاب عبر تغريدة على موقع «تويتر» وقال «نقف متحدين مع اللبنانيين والفرنسيين فـي هذه الكارثة».
بدوره، أدان عضو مجلس نواب ميشيغن عن ديربورن، الديمقراطي جورج ديراني، الاعتداءات الإرهابية فـي لبنان وفرنسا، وقال فـي بيان «أقدم تعازيّ الحارة لضحايا الهجمات الإرهابية فـي بيروت وباريس». وحذا حذوه النائب الديمقراطي عن ديربورن هايتس، ديفيد كنيزيك، الذي استنكر الإرهاب ودعا إلى التضامن مع العرب والمسلمين الأميركيين.
تضامن رسمي
وفـي واشنطن، وقف أعضاء مجلس النواب الأميركي دقيقة صمت حداداً على ضحايا تفجيري برج البراجنة فـي الضاحية الجنوبية لبيروت. كما قدمت النائبة الديمقراطية عن ديربورن، ديبي دينغل، بالاشتراك مع النائب الجمهوري عن كاليفورنيا داريل عيسى ، وهو من أصل لبناني، مشروع قانون يطالب بإدانة التفجيرين اللذين تبناهما تنظيم «داعش» وأوديا بحياة ٤٣ شخصاً بينهم ثلاثة لبنانيين من سكان ديربورن.
وفـي ديترويت، وقف أعضاء هيئة مفوضي المقاطعة دقيقة صمت على أرواح الضحايا الذين سقطوا فـي تفجيري برج البراجنة فـي الضاحية الجنوبية لبيروت، وذلك بطلب من رئيس الهيئة، المفوض عن ديربورن، غاري وورنتشاك.
Leave a Reply