ديربورن – خاص “صدى الوطن”
تقدمت المحامية الأميركية المعروفة بعدائها للعرب والمسلمين في الولايات المتحدة دوبي شلاسل بدعوى قانونية ضد مدارس ديربورن العامة والمدير السابق لثانوية “فوردسون” العربي الأميركي عماد فضل الله، نيابة عن مدرسين سابقين في الثانوية بزعم التمييز الديني ضدهما من قبل فضل الله.
وتزعم الدعوى “أن فضل الله قد تسبب بالأذى النفسي والجسدي لكل من المدرس برايان بورسيل والمدرسة جيورجين ستراغالاس بوسائل عديدة لإرغامهما على الاستقالة بسبب كونهما مسيحيين وغير عربيين”. وتضيف الدعوى الزعم “بأن الضغط النفسي الذي عانيا منه في التعامل مع فضل الله أرغمهما على أخذ إجازة طبية العام الماضي”.
وتقدمت شلاسل “المتفرغة” للعمل الدعائي والإعلامي عبر إذاعة وموقع إلكتروني تديرهما ضد كل ما يمت بصلة الى العرب والمسلمين في الولايات المتحدة بشكل عام وميشيغن بشكل خاص، بالدعوى أمام محكمة فدرالية. وتصف شلاسل نفسها بـ”المدافعة عن القيم الغربية وحرية التعبير والعبادة للمسيحيين واليهود”.
وعلّق مدير مدارس ديربورن العامة براين وستون على الدعوى المرفوعة بالقول “إنها لا تستند الى أية صدقية أو أي دليل”. أضاف وستون “كل شيء وارد في الدعوى جرى التحقيق الداخلي فيه، ولم يتم اثبات أي من المزاعم التي تسوقها الدعوى، والمدير (السابق) لثانوية فوردسون عماد فضل الله كان يحاول إحداث تغييرات في طريقة ادارة الثانوية ومن شأن ذلك أن يخلق بطبيعة الحال، توترات بين بعض أعضاء الهيئة التدريسية والإداريين”.
وتابع وستون “رغم أن مخاوف متكررة أثيرت في تلك المرحلة حول إدارة فضل الله، فإن القطاع المدرسي لم تكن لديه أية أسباب لاتخاذ إجراء بحقه”.
وأضاف وستون “ثمة مزاعم وشكاوى كثيرة للإثارة غير أننا لم نعثر أبدا على أدلة لحصولها”.
وكان فضل الله قد تقاعد من وظيفته في مدارس ديربورن العامة الصيف الماضي مستفيدا من حوافز تقاعدية لموظفي المدارس العامة. وتولى فضل الله ادارة الثانوية في العام 2005 بعد أشهر قليلة من تكليفه إدارتها بصورة مؤقتة بسبب شغور المنصب آنذاك.
وزعمت الدعوى المرفوعة ضد المدير السابق ومدارس ديربورن العامة أن فضل الله “قام منذ توليه مهام إدارة ثانوية “فوردسون” بـ”تنظيف” المدرسة من المدرسين والمدربين والموظفين المسيحيين وقام بإنهاء عمل بعضهم وتخفيض رتب وإعادة تكليف البعض الآخر بمهام وظيفية أخرى بسبب معتقداتهم المسيحية وآرائهم وانتماءاتهم”.
وتمضي الدعوى الى الزعم “أن فضل الله أقدم على فرض وترويج العقيدة الشيعية على الأنشطة المدرسية”. وتضيف الدعوى أن فضل الله كلف المدرسة سترغالاس بتدريس صفين في مكانين مختلفين في الوقت ذاته (!) وبإرهاقها بعدد فائض من الطلبة، ومن ثم الاقدام على الغاء صفوفها بهدف إفقادها وظيفتها، والشروع بحملة ضدها والكشف عن تفاصيل في ملفها الطبي.
وتزعم الدعوى “أن فضل الله أعاد تنظيم جدول مناوبة المدرس بورسيل بحيث لم يكن قادرا على تناول طعامه والدواء الذي يتناوله للسيطرة على مرض السكري وأرغم تكرارا على تقديم أعذار طبية من طبيبه تصف وضعه الصحي”.
وتضيف الدعوى أن “فضل الله وعناصر من أمن الثانوية قاموا بمرافقة بورسيل إلى خارج الحرم المدرسي، وجرى إبلاغه لاحقا بأن الإدارة كانت قلقة على وضعه الصحي عندما أرغمته على المغادرة”.
وتذهب الدعوى الى الزعم في إحدى فقراتها أن المدرس بورسيل “أرغم على التوقيع على حضور طلاب لم يكونوا حاضرين، وقام إداريون بمراقبة الصف الذي كان يدرسه لأجل فبركة مشاكل له وإضافتها الى ملفه الشخصي”.
وكان المدرسان بورسيل وستراغالاس قد تقدما بشكويين الى “لجنة تكافؤ فرص العمل” في الأول من حزيران (يونيو) الماضي وحصلا على “رسائل حق المقاضاة” وفق زعم الدعوى.
وحاولت المحامية المتعصبة شلاسل الإيحاء على موقعها الإلكتروني المتخصص في الهجوم على العرب والمسلمين أن تلك الرسائل قصدت بأن مزاعم التمييز قائمة على أسس. غير أن مدير مدارس ديربورن العامة فند هذه الادعاءات بالقول إنه لو كان لدى “لجنة تكافؤ فرص العمل” أي دليل مادي على دعم المزاعم المرفوعة لديها، لكانت اتصلت بالقطاع المدرسي أو قامت باتخاذ إجراء ضمن صلاحياتها الخاصة.
وقد ورد إسم مدارس ديربورن العامة في متن الدعوى القانونية المرفوعة “لأن فضل الله عمل لدى القطاع ولأن القطاع المدرسي يسمح بمنح المديرين “صلاحيات كثيرة” في عملية صنع القرارات الإدارية مما يؤدي الى تسهيل قيام نظام تحكمي وانتهاكي” على حد زعم الدعوى.
وتطلب الدعوى من المحكمة “منع القطاع المدرسي وفضل الله من القيام بأية ممارسات تمييزية إضافية”. ويسعى المدعيان الى الحصول على تعويضات مالية وعلى رسوم المحاماة، وعلى إزالة كل الملاحظات السلبية من ملفيهما وبتعويضهما عن كل الإجازات المرضية وأيام العطل التي أرغما على استعمالها.
وتحمل الدعوى المرفوعة الكثير من أوجه الشبه مع الدعوى التي رفعها العام الماضي مدرب المصارعة المطرود من الثانوية جيرالد مارزالك الذي ادعى أنه أرغم على ترك منصبه التدريبي الذي تولاه لـ 35 سنة “بسبب الآراء الدينية المتشددة لفضل الله”. وكان فضل الله قد أمر مارزالك بمنع مدرب متطوع من الاقتراب من فريق اللاعبين بسبب أنشطته التبشيرية في صفوفهم، مما يخالف السياسات التعليمية بفصل الدين عن التعليم.
وكانت دعوى مارزالك، شأنها شأن الدعوى الحالية، قد رفعت من قبل مجموعة قانونية تنشط في مجال الدفاع عن حقوق المسيحيين. وقال مدير مدارس ديربورن برايان وستون إن هذه الدعوى جرت تسويتها خارج المحكمة بمنح صاحبها 25 الف دولار “لأنها كانت ستكلفنا وتكلفهم أكثر من ذلك بكثير”.
وكان فضل الله قد اتهم في العام 2008 بضرب أحد الطلاب، وبعد تحقيق قام به القطاع المدرسي في الحادثة تراجع الطالب عن إفادته.
وتزعم الدعوى الحالية “أن الطالب كان قد أثار الحادثة أمام المدرسة ستراغالاس التي شجعته على الإبلاغ عنها لدى السلطات. مما أدى بها الى التعرض لمزيد من المضايقة من قبل فضل الله ومساعديه”.
وحاولت “صدى الوطن” الاتصال بفضل الله الموجود حاليا في لبنان للحصول على تعليقه على الدعوى إلا أنها لم تتمكن من التحدث اليه.
Leave a Reply