تحت عنوان «النضال من أجل العدالة»، أحيت «الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية» ACRL في ١١ تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، حفلها السنوي السابع في «مركز فورد للفنون» بمدينة ديربورن، وسط حضور حاشد ومتنوع من نشطاء المجتمع المحلي والمنظمات الحقوقية والمدنية والمسؤولين الحكوميين والرسميين، وعلى رأسهم محافظ مقاطعة وين وورن أفينز الذي كرمته الرابطة بـ«جائزة الشجاعة في الخدمة العامة».
الاحتفال الذي استلهم شعار الداعية الحقوقي الإفريقي الأميركي د. مارتن لوثر كينغ –«غياب العدالة في أي مكان، يعني غياب العدالة في كل مكان»– تطرق لمجمل المواضيع الحقوقية والاجتماعية التي تهم العرب الأميركييين، من حرية التعبير، والحق في مقاطعة إسرائيل، وصولاً إلى مكافحة التمييز والفساد الحكومي.
أما المتحدثة الرئيسية في الحفل فكانت الناشطة الفلسطينية الشابة عهد التميمي التي أعربت –في شريط فيديو مسجل– عن شكرها للرابطة والمجتمع العربي الأميركي على دعمهم لها، وعلى تضامنهم مع كفاح الشعب الفلسطيني، وقالت: «نحن دائماً نقول إننا لا نريد دعمكم فقط، بل نريدكم أن تكونوا معنا في نضالنا من أجل الحرية».
وكانت الشابة الفلسطينية (17 عاماً) قد نالت شهرة عالمية واسعة، بعد انتشار لقطات مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي تظهرها وهي تصفع جندياً إسرائيلياً. وقد أثارت الحادثة اهتماماً دولياً وشعبياً بعد إقدام الدولة العبرية على اعتقالها ومحاكمتها وسجنها لمدة 8 أشهر، قبل إطلاق سراحها في تموز (يوليو) الماضي.
وأوضحت التميمي أن كفاح الشعب الفلسطيني يتمحور حول «النضال ضد الصهيونية وليس ضدّ اليهودية»، داعية إلى مقاطعة دولة الاحتلال وعزلها، ومُهيبة بالجامعات الأميركية إلى التعريف بالنضال الفلسطيني والتثقيف حوله. وقالت: «كجيل فلسطيني جديد، سنواصل الدفاع عن أرضنا ولن نثق مجدداً بالمنظمات الدولية أو محادثات السلام القائمة على مبدأ «حل الدولتين»، التي أطاحت به إسرائيل من خلال أفعالها وجرائمها المستمرة».
من جانبه، أكد الناشط والكوميديان الفلسطيني عامر زهر على أن «المقاطعة هي جزء من ثقافة المجتمع الأميركي» لافتاً إلى أن «ما تعلمناه من حركة الحقوق المدنية للسود، هي أن المقاطعة وسيلة فعالة لإيصال الرسائل»، بحسب تعبيره.
وأضاف الأستاذ الجامعي مؤكداً «أن نضال الشعب الفلسطيني هو كفاح من أجل الحقوق المدنية».
رئيس هيئة أمناء الرابطة، ناصر بيضون، شدد في كلمته على التزام المنظمة الحقوقية بمواصلة الدفاع عن الحقوق المدنية مع استلهام تراث مارتن لوثر كينغ.
واستعرض بيضون عدداً من إنجازات الرابطة خلال السنوات الماضية، والتي كانت بينها دعوى قضائية في محكمة ديترويت الفدرالية ضد الأمر التنفيذي للرئيس دونالد ترامب بحظر السفر المؤقت، والذي أدى إلى منع بعض أبناء الجالية الحائزين على بطاقة الإقامة الدائمة من الدخول إلى الولايات المتحدة، مضيفاً أن الرابطة الحقوقية نجحت في الدفاع عن بعض العرب الأميركيين الذين أُغلقت حساباتهم المصرفية بدون أية مبررات، إلى جانب محاربة التمييز على خطوط الطيران، إضافة إلى الدفاع عن بعض المدرجين خطأً على قوائم مراقبة الإرهاب.
وفي إشارة إلى سياسات إدارة الرئيس ترامب، قال بيضون: «منذ انتخابات 2016، ونحن نشهد دعوات للتمييز والعنصرية والتعصب»، مضيفاً: «هنالك شلل سياسي وافتقار للكياسة (في البلاد) يهددان القواعد الأساسية لأمتنا».
كما أعرب عن تضامنه مع حريات التعبير والصحافة، مندداً بإخفاء الناشط السياسي والصحافي السعودي جمال خاشقجي. وقال: «على المستويين الداخلي والخارجي، نرى أن حقوق الإنسان والحقوق المدنية وحرية الصحافة.. تتعرض للهجوم»، مؤكداً «هؤلاء الذين يرغبون في إخراس الصحافة.. يعرفون أن الديمقراطية تموت في الظلام».
ووصف بيضون قوانين مكافحة «حركة مقاطعة إسرائيل» (بي دي اس) التي أقرت مؤخراً على المستويين المحلي والوطني بأنها «قوانين بغيضة، ومخالفة للدستور الأميركي». وقال: «لا شيء يجرحنا ويمسنا بالأذى.. مثل تلك القوانين التي تحظر حركة «بي دي أس» الداعمة للتطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني».
وأشار إلى أن الرابطة تصدت كذلك إلى مقترح تشريعي فدرالي ينص على تجريم الأفراد الذين يدعمون حملات المقاطعة الدولية للشركات التي تدر أرباحاً على دولة الاحتلال الإسرائيلي.
كما لفت بيضون إلى أن ACRL قامت بإبراق رسالة احتجاج إلى رئيس «جامعة ميشيغن» انتقدت فيها قرار الجامعة العريقة بمعاقبة أحد أساتذتها لرفضة كتابة رسالة توصية لأحد طلابه الراغبين بإكمال دراسته الأكاديمية في الدولة العبرية.
وقال بيضون إن «أي سياسي يدعم الحملة المضادة لـ«حركة مقاطعة إسرائيل» يجب اعتباره شخصاً غير مرغوب به في مجتمعنا خاصة هنا في ميشيغن، حيث لدينا الأصوات الناخبة، التي يمكن أن تساعد أو تؤذي أي مرشح، كما أثبتنا في الانتخابات الأخيرة».
وشجع بيضون الحاضرين على استخدام أصواتهم كـ«سلاح» لتخليص الحكومة من السياسيين الفاسدين، وقال: «لا يمكن أن نجلس جانباً ونقول كل شيء على ما يرام، ما لم يقاوم الناس الطيبون اللصوص السياسيين، فإن ديمقراطيتنا وأمتنا ستضيعان».
وفي كلمة مثيرة للحماسة والإلهام، قدم رئيس «الرابطة الوطنية لتقدم الملونين» NAACP في ديترويت القس ويندل أنتوني، محافظ مقاطعة وين وورن أفينز، الذي كرمته الرابطة بـ«جائزة الشجاعة في الخدمة العامة»، «امتناناً وتقديراً لقيادته الأخلاقية والتمثيل المتنوع في حكومته».
ويخوض أفينز في ٦ تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، سباقاً انتخابياً بمواجهة المرشح الجمهوري دنيس كوران، للاحتفاظ بمنصبه لأربع سنوات إضافية.
Leave a Reply