آناربر – توصلت دراسة أجراها باحثون في «جامعة ميشيغن» إلى أن تدخين السجائر الإلكترونية، أو ما يعرف بتبخير النيكوتين vaping، أصبح أكثر أنواع الممنوعات شيوعاً بين طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية في المدارس الأميركية.
وقال ريتشارد ميتش، الباحث الرئيسي في «دراسة مراقبة المستقبل»، التي ترصد معدلات تعاطي المخدرات والمواد المحظورة بين اليافعين، إن تبخير النيكوتين تجاوز معدلات تعاطي الكحول والماريوانا بين طلاب الصفين الثامن والعاشر، وذلك لأول مرة منذ بدء الدراسة عام 1975.
وفي عام 2022، بلغت نسبة طلاب الصف الثامن الذين استهلكوا بخار النيكوتين مرة واحدة على الأقل في آخر 30 يوماً، 7 بالمئة، مقارنةً بنسبة 6 بالمئة للكحول و5 بالمئة للماريوانا، وذلك رغم تراجع وطني طفيف في نسبة مدخني السجائر الإلكترونية التي تباع بنكهات جذابة للشباب، مثل الفواكه والعلكة والنعناع والشوكولاتة.
وأشار ميتش، البروفسور في معهد «جامعة ميشيغن» للأبحاث الاجتماعية، إلى أن تبخير النيكوتين بين طلاب الصف العاشر، تفوق –لأول مرة أيضاً– على تعاطي الكحوليات محققاً نسبة 14 بالمئة من الطلاب مقارنة بـ13.6 بالمئة للكحول و12 بالمئة للماريوانا.
وأوضح ميتش: «إنها المرة الأولى التي نرى فيها كلاً من الصفين الثامن والعاشر أكثر استهلاكاً للنيكوتين من جميع أنواع المخدرات الأخرى»، لافتاً إلى أن تعاطي الكحول لايزال الأكثر شيوعاً بين طلاب الصف الثاني عشر، رغم أن نسبة مدخني السجائر الإلكترونية تقارب 20 بالمئة.
وكانت الدراسة طويلة الأمد، الممولة من قبل المعهد الوطني لتعاطي المخدرات، قد بدأت بتتبع تبخير النيكوتين في عام 2017، لترصد في غضون السنتين التاليتين أكبر زيادة في استخدام أي من المواد المخدرة على مدار تاريخ الدراسة الممتد لحوالي نصف قرن.
وقال ميتش: «كانت هذه أكبر زيادات شهدناها على الإطلاق منذ 48 عاماً بالنسبة لأي مادة تتبعناها على الإطلاق»، وذلك قبل استقرار نسبة مدخني السجائر الإلكترونية عام 2020، ثم تراجعها بشكل طفيف في عامي 2021 و2022.
وأشار ميتش إلى أن التراجع حدث خلال جائحة «كوفيد–19» في ظل إغلاق المدارس والانتقال إلى التعليم عن بعد، موضحاً أن «المدرسة هي عامل خطر كبير جداً لتعاطي المخدرات».
وأردف: «هذا هو المكان الذي يتواجد فيه الطلاب الأكبر سناً الذين يتعاطون المواد المحظورة ويشجعون الصغار على استخدامها»، مضيفاً أنه يمكن للطلاب الحصول على السجائر الإلكترونية بسهولة عبر زملائهم في المدرسة.
في ديربورن
وفي سياق انتشار آفة تدخين السجائر الإلكترونية بين طلاب المدارس في ديربورن، بادر قائد شرطة المدينة، عيسى شاهين، في الخريف الماضي، إلى الإعلان عن خطة شاملة لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة على صحة الأطفال.
وأكد شاهين أنه مع تزايد شكاوى الأهالي وحالات ضبط الطلاب وهم يدخنون التبغ أو السجائر الإلكترونية في مدارس ديربورن، قررت شرطة المدينة تبنّي سياسة «صفر تسامح» مع الأعمال التجارية التي تسمح بوصول المنتجات المحظورة إلى أيدي القاصرين مثل المقاهي ومتاجر الشيشة والتبغ ومحطات الوقود، فضلاً عن إخضاع المراهقين المنخرطين في هذا السلوك إلى برنامج تثقيفي وإلزامهم بتأدية ساعات محددة من الخدمة المجتمعية.
وأضاف شاهين: «ستراقب شرطة ديربورن جميع الشركات التي تبيع هذه المنتجات»، مؤكداً أن «أي بائع تجزئة يُقبض عليه وهو يبيع أو يعطي قاصراً منتجات التدخين أو التبخير (ڤايبپنغ) سيتم تغريمه واتهامه بارتكاب جنحة».
ودعا شاهين، الآباء إلى التحدث مع أطفالهم عن مخاطر التدخين والتبخير الإلكتروني وأن يحرصوا على فهمهم لتلك المخاطر.
وتوجه قائد شرطة ديربورن إلى المراهقين بالقول: «لا تدخن ولا تبخّر.. بهذا تحافظ على صحتك وتتفادى جمع القمامة على جانب الطريق»، في إشارة إلى الخدمة المجتمعية الإلزامية التي سيتم فرضها على المخالفين.
Leave a Reply