ديربورن، ديربورن هايتس
في الخامس من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، يتوجه الناخبون في منطقتي مدارس «ديربورن» و«كريستوود» العامة إلى صناديق الاقتراع لملء عدد من المقاعد التربوية في مجلسي المنطقتين التعليميتين اللتين تضمان نحو 25 ألف طالب معظمهم من أصول عربية.
وتشمل الانتخابات مقعدين شاغرين في مجلس ديربورن التربوي لولاية كاملة مدتها ست سنوات، أما في مدارس «كريستوود» التي تخدم أحياء وسط وشمال ديربورن هايتس، فسيتم انتخاب خمسة أعضاء لفترات متفاوتة، تتراوح بين ست سنوات (ثلاثة مقاعد) وأربع سنوات (مقعد واحد) وسنتين (مقعد واحد) بالإضافة إلى التصويت على مقترح انتخابي بإصدار سندات دين بقيمة 121 مليون دولار لتطوير البيئة التعليمية وتجديد المرافق والمباني المدرسية في منطقة «كريستوود».
مدارس ديربورن العامة
سيصوّت الناخبون في منطقة ديربورن التعليمية لاختيار عضوين جديدين من بين عشرة مرشحين لملء مقعدي العضوين الحاليين روكسان مكدونالد وجيم ثورب الذي يسعى للاحتفاظ بمنصبه.
ويتكون مجلس ديربورن التربوي الذي يشرف على جميع المدارس العامة في المدينة ويخدم أكثر من عشرين ألف طالب، بالإضافة إلى كلية «هنري فورد»، من سبعة أعضاء، هم في الوقت الحالي: حسين بري وعادل معزب وباتريك دامبروزيو وماري بتليشكوف وإيرين واتس، إلى جانب ثورب ومكدونالد اللذين تنتهي ولايتهما في نهاية العام الجاري.
ويخوض السباق لعضوية المجلس، لولاية كاملة تمتد من كانون الثاني (يناير) 2024 ولغاية كانون الأول (ديسمبر) 2030، تسعة مرشحين من خارج المجلس، بينهم أربعة مرشحين عرب أميركيين، هم: جمال الجهمي وعامر زهر ومحمد مبارك ونصري صبح، إلى جانب المرشحين سيلفيو دافيس وستيف دورانت وروبن مقلد ومارك ترزياك وجاكسون فاغنر، بالإضافة إلى ثورب الذي يشغل عضوية المجلس منذ العام ٢٠١٧.
الناشط جمال الجمهي، الحائز على تأييد «صدى الوطن» و«اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي» (أيباك)، عزا ترشحه إلى رغبته في معالجة التحديات المستدامة في مدارس ديربورن العامة، والمتمثلة في «سدّ فجوات التحصيل الدراسي»، و«دعم المعلمين»، بغية خلق بيئة تعليمية «تحفز الطلبة على التفوق الأكاديمي والاجتماعي»، حسبما أفاد لـ«صدى الوطن».
الجهمي الذي يتحدر من أصول يمنية، أكد بأنه يمتلك «شغفاً كبيراً بتطوير النشء والشباب»، تمثل من خلال مداومته لأكثر من ثلاثة عقود على تطوير المهارات الرياضية لعشاق كرة السلة في المجتمع المحلي، وقال إن التزامه بتمكين الأجيال الجديدة «ليس مجرد وعد انتخابي، بقدر ما هو مسؤولية شخصية» بتطوير مدينة ديربورن، لكي تبقى «مجتمعاً مرحِّباً وشاملاً لجميع السكان».
وأوضح الجهمي في حديث مع «صدى الوطن» بأن رؤيته لتطوير عمل المجلس وتحسين العملية التربوية تقوم على تعميق التعاون بين الكوادر التربوية وأولياء أمور الطلبة وباقي أفراد ومؤسسات المجتمع المحلي، وذلك من أجل «إنشاء عملية اتخاد قرارات تعاونية وشاملة»، مؤكداً في الوقت نفسه، تمسكه بالدفاع عن تمويل عادل لجميع المدارس، وتعزيز الخدمات الطلابية، وإعطاء الأولوية لتوظيف المعلمين والاحتفاظ بهم.
ولفت الجهمي إلى أن حملته الانتخابية تتوخى ضمان حصول جميع الطلبة على أفضل تعليم ممكن، مع توزيع الموارد بشكل عادل ووضع سياسات تدعم نجاح الطلاب على المدى الطويل.
وعلى غرار الجهمي، أكد الناشط والأستاذ في كلية القانون بـ«جامعة وين ستايت» بديترويت، عامر زهر، بأنه يخوض انتخابات مدارس ديربورن العامة لاستكمال جهوده في «حماية الحقوق المدنية والحريات السياسية»، بالإضافة إلى اتباع خطى والده الذي ترشح لعضوية أحد المجالس التربوية قبل عدة عقود.
الكوميديان الفلسطيني الأصل، الذي نال أيضاً دعم «صدى الوطن» و«أيباك»، أوضح بأنه يتطلع من خلال أنشطته المجتمعية والسياسية إلى جعل ديربورن «مكاناً أفضل»، لافتاً في حديث مع الصحيفة إلى أن حملته تقوم بشكل أساسي على «توفير أفضل تعليم ممكن لطلابنا ودعم معلمينا بشكل كامل»، على حد تعبيره.
ولفت زهر إلى ضرورة «تمثيل التنوع» في مجلس ديربورن التربوي، وقال: «التنوع هو قوتنا، وفيما يشكل الطلبة العرب الأميركيون أكثر من 75 بالمئة من إجمالي طلاب مدارس ديربورن، فإن المجلس التربوي يضم في الوقت الحالي عضوين عربيين فقط من أصل سبعة»، مضيفاً بأن «الهيئات الحكومية يجب أن تعكس المجتمعات التي تخدمها».
مدارس كريستوود العامة
في منطقة كريستوود التعليمية بمدينة ديربورن هايتس تشهد انتخابات 5 نوفمبر المقبل ثلاثة سباقات على خمسة مقاعد شاغرة في المجلس المكون من سبعة مقاعد، فضلاً عن مقترح انتخابي لإصدار سندات دين بـ121 مليون دولار يتم سدادها على مدى 30 عاماً، لتطوير البيئة التعليمية وتجديد المرافق والمباني المدرسية، بحسب مسؤولي المنطقة التي تخدم زهاء 3,700 طالب معظمهم من أصول عربية.
وتنقسم انتخابات مدارس كريستوود العامة على بطاقة الاقتراع إلى ثلاثة سباقات: الأول يتضمن منافسة على ثلاثة مقاعد مفتوحة لولاية كاملة مدتها ست سنوات، ويخوض هذا السباق بدون منافسة ثلاثة أعضاء حاليين هم دانييل الزيّات وسلوى فواز وديفيد ويليامسون.
أما السباق الثاني على مقعد لولاية جزئية من أربع سنوات فتخوضه العضو الحالية نجاح جنّون الشامي بمواجهة المرشح من خارج المجلس حسن علي عيسى، فيما يشتمل السباق الثالث على مقعد واحد لولاية جزئية مدتها سنتان، مرشحاً واحداً هو العضو الحالي بيللي أمين.
وبالإضافة إلى الزيات وفواز وويليامسون وأمين وجنّون الشامي، يضم مجلس «كريستوود» حالياً العضوين مو صبّاغ وحسن بيضون.
جنّون، التي نالت تأييد «صدى الوطن» و«أيباك»، أكدت للصحيفة بأن التعليم لا يقتصر على العمليات الأكاديمية داخل الفصول الدراسية، رغم أهمية المناهج التعليمية، وإنما يطال الاهتمام بالطلبة بعد الدوام المدرسي.
وأوضحت جنّون التي تعيش في مدينة ديربورن هايتس منذ ثلاثة عقود ونصف، بأنها تولي أهمية قصوى للأنشطة التكنولوجية والفنية والرياضية، «التي يمكن أن تحدث –بالتكامل مع المناهج الدراسية– فرقاً ملموساً في حياة الطلاب وتحصيلهم الأكاديمي».
كما أعربت عضوة المجلس الحالية عن فخرها بالعمل مع أعضاء المجتمع لضمان «إسماع صوت الناس»، مؤكدة بأنها كانت «جزءاً من التغيير في مجلس كريستوود التربوي». وقالت: «آمل بأن أواصل العمل نحو مستقبل أكثر إشراقاً لمنطقتنا، فالتعليم يعني المشاركة والانخراط قبل كل شيء، ونحن بأمس الحاجة إلى أن نكون منخرطين وفاعلين بأقصى ما نستطيع في عملية التعليم».
ونوهت جنّون بأن سعيها نحو تحقيق النجاح و«إحداث الفرق»، ينبع من رغبتها في ترك إرث يفتخر به أبناؤها الأربعة الذين درس جميعهم في مدارس كريستوود العامة، وقالت إن انخراطها بمنطقة كريستوود لا يقتصر على فترة خدمتها في المجلس منذ عام 2020، وإنما يعود لأكثر من عشرين عاماً، حيث واظبت على حضور جميع اجتماعات المجلس، وكانت صوتاً مدافعاً عن الطلبة والعائلات والموظفين، ما أهّلها في مرحلة من المراحل لترؤس «جمعية الآباء والمعلمين» بمنطقة كريستوود.
سندات دين
بالتوازي مع سباقات المجلس التربوي، طرحت منطقة كريستوود استفتاءً انتخابياً بإصدار سندات دين بـ121 مليون دولار لتحسين وتطوير مدارس المنطقة التي تضم ثلاث مدارس ابتدائية، ومدرسة إعدادية، ومدرسة ثانوية، إضافة إلى برنامج المرحلة التمهيدية (بريسكول)، علماً بأن المنطقة هي واحدة من أربع مناطق تعليمية تخدم سكان ديربورن هايتس.
وأوضح المشرف العام على مدارس كريستوود العامة الدكتور يوسف مسلم بأن مقترح سندات الدين سيتم تقسيطه على مدى 30 عاماً، من خلال فرض ضريبة ملكية عقارية بواقع 5.32 مِل سنوياً كحد أقصى.
وقال إن الأموال ستستخدم في إنجاز الترقيات «المطلوبة بشدة» للبنى التحتية في عموم المرافق والأبنية المدرسية، لضمان «سلامة وصحة طلابنا»، والتي ستتضمن إصلاح وتجديد أنظمة التدفئة والتهوية «التي عفا عليها الزمن»، بالإضافة إلى تحديث الشبكات المائية والكهربائية في عموم مدارس المنطقة، وبناء ردهات أمنية، وتجديد مواقف السيارات.
ولفت مسلم في حديث مع «صدى الوطن» إلى أن جزءاً من الأموال سيرصد من أجل توسعة الفصول الدراسية وتعزيز أنظمة الأمان وإصلاح مواقف السيارات وإنشاء مطابخ جديدة في جميع المدارس الابتدائية، لكي تتمكن «كل مدرسة ابتدائية من إعداد وتقديم وجبات الإفطار والغداء الطازجة والساخنة».
وقال مسلم: «مع توسعة مدارسنا الابتدائية، سيبقى جميع طلاب الصف الخامس في مدرستهم الابتدائية الأصلية ولن يتم نقلهم بالحافلات إلى مدرسة ريفرسايد المتوسطة لتلقي الدروس، مما سيسمح لهؤلاء الطلبة بمزيد من الوقت في بيئة ابتدائية للنمو والنضج مع الحفاظ على تعليم صارم للصف الخامس».
وسوف تخصص مدرسة «ريفرسايد» المتوسطة فقط للصفوف من 6 إلى 8 مع توسيع التعليم المهني والتقني، بحسب مسلم الذي أضاف بأنه سيتم إرساء ضوابط إضافية في مواقف السيارات في هذه المدرسة، فضلاً عن أنظمة الأمان التي ستتضمن إنشاء «ردهة جديدة» لتعزيز أمن المدرسة.
وأوضح مسلم بأنه ستتم إضافة عشرة فصول إلى «ثانوية كريستوود» للحد من الاكتظاظ الطلابي، وكذلك صالة ألعاب رياضية متعددة الأغراض جديدة ومرافق مصارعة وغرف تبديل ملابس جديدة وملعب بيسبول، إلى جانب ترقية أنظمة الأمان.
ويحظى مقترح سندات الدين في منطقة كريستوود بتأييد «صدى الوطن» و«أيباك» لأهميته في تعزيز وتطوير البيئة التعليمية في المجتمعات العربية الأميركية التي تولي اهتماماً كبيراً للتحصيل الأكاديمي.
Leave a Reply