حسن عباس – «صدى الوطن»
بعد مُضي أسبوع على مقتل الشابة العراقية الأميركية سجى الجنابي، أعلنت دائرة شرطة ديربورن –الخميس الماضي– عن إلقائها القبض على ثلاثة مراهقين من ديترويت يشتبه بارتكابهم ثلاث جرائم سطو مسلح، أسفرت إحداها عن مقتل الجنابي أمام منزل ذويها بالقرب من تقاطع شارعي ستيدمان وموروس، في شرق ديربورن مساء الجمعة الماضي.
وكانت صحيفة «صدى الوطن»، أول من أعلن عن نجاح الشرطة في القبض على أحد الضالعين بالجريمة التي هزت أوساط الجالية في منطقة ديترويت.
وكشفت الصحيفة عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي اعتقال مراهق إفريقي أميركي يبلغ من العمر 14 عاماً، وله سجل إجرامي.
وتبين أن المشتبه به كان يرتدي جهاز تتبع إلكتروني عبر نظام الملاحة «جي بي أس»، بموجب أمر قضائي من محكمة مقاطعة وين، وهو ما مكّن المحققين من تعقب موقعه إلى مكان إطلاق النار وحادثتي السطو المسلح الأخريين، اللتين وقعتا في الليلة نفسها التي قتلت فيها الجنابي.
وفي مؤتمر صحفي عقدته شرطة ديربورن، الخميس الماضي، تأكدت صحة الأنباء التي نشرتها «صدى الوطن»، إذ أفاد قائد الدائرة، رونالد حداد، بأن الشرطة نجحت في القبض على ثلاثة مشتبه بهم (17 و١٤ و١٣ عاماً)، وذلك بالتعاون مع دائرة شرطة ديترويت والسلطات الفدرالية.
وبحسب حداد، فقد استجابت شرطة ديربورن لنداء استغاثة حول إطلاق نار على شارع بينغهام، بالتزامن مع استجابتها لنداء آخر حول سطو مسلح على شارع ستيدمان (الكتلة 7000)، على بعد حوالي 13 بلوك من مكان وقوع جريمة القتل.
وضحية السطو المسلح على شارع ستيدمان، لم تصب بأذى، وقد أخبرت العناصر أنها تعرضت للسرقة تحت تهديد السلاح من قبل شخصين فرّا من مكان الحادث جرياً على الأقدام. أما الجنابي (29 عاماً)، فقد أصيبت برصاصة قاتلة في الرأس، بعيد وصولها إلى منزل عائلتها الواقع على شارع بينغهام، وقد قام الجناة بسرقة حقيبتها قبل فرارهم من مكان الحادث.
وخلال تواجد عناصر الشرطة في مسرح الجريمة، أخبر أحد الشهود المحققين بأنه شاهد شخصين وهما يهربان من المنطقة، لافتاً إلى أنهما أطلقا باتجاهه رصاصةً واحدة على الأقل، لكنه لم يصب بها.
وكانت شرطة ديربورن قد نشرت صورة لسيارة مشبوهة، تم التقاطها عبر كاميرات منزلية في محيط مكان الجريمة، وقد تمكنت الشرطة –السبت الماضي– من تحديد مكانها واعتقال مراهقين كانا بداخلها، وقد تبين أن أحدهما متورط في جريمة قتل الجنابي.
وأشار حداد، إلى أن المشتبه به الأكبر سناً (17 عاماً)، سيتم التعامل معه كبالغ، بموجب قوانين ميشيغن، فيما سيتم التعامل مع الآخرين كقاصرين.
وصرح بأن دائرته تعاملت مع الموقف بمنتهى الدقة واليقظة بعد تلقيها النداء الأول بشأن السرقة، لافتاً إلى أن الجرائم الثلاث التي وقعت –الجمعة الماضي– «أكثر من معقدة». وقال: «يمكنني إخباراكم، أنه منذ البداية، استخدمنا جميع مواردنا في دائرة الشرطة» للكشف عن الجناة وتقديمهم إلى العدالة.
وأضاف: «لقد وصل فنيّو الأدلة وخبراء الجريمة إلى مكان الحادث على الفور، واستمروا في العمل خلال عطلة الأسبوع، وما زالوا يعملون حتى الآن على تحليل الأدلة والفيديوهات باستخدام التكنولوجيا المتقدمة»، مؤكداً أن «الجرائم الثلاث كانت أعمال عنف عشوائية».
وكانت الشرطة قد ألقت القبض على خمسة أشخاص، بينهم ثلاثة فقط مسؤولون عن الجرائم التي ارتكبت بقصد السطو المسلح، وقال حداد إن دائرته تعرفت على هويات المشتبه بهم في وقت سابق، ولكن توجب عليها اتباع الإجراءات اللازمة والتقيد بجدول زمني صارم للقبض على القاصرين وتقديمهم إلى المحكمة.
وقال إن الجرائم المماثلة التي ارتكبت في السابق ولم يتم التعرف على مرتكبيها، سيعاد النظر والتحقيق فيها، على ضوء التوقيفات الجديدة، مضيفاً بأن عناصر قسم العمليات الخاصة لم يغمض لهم جفن، «فقد وضعناهم أمام تحد لم يسبق له مثيل، وتمكنوا من النجاح».
وكان المتهم ذو الـ17 عاماً قد ألقي القبض عليه، السبت الماضي، خلال توقيف السيارة التي نشرت الشرطة صورها في وقت سابق، بعد تجاوزها إشارة حمراء واصطدامها بسيارة أخرى، قريباً من تقاطع شارعي غراند ريفر وأفرغرين بديترويت، وقد حاول المشتبه به الفرار من مكان الحادث، لكن الشرطة تمكنت من القبض عليه.
وعند الساعة الخامسة والنصف من مساء الاثنين الماضي، قبضت الشرطة على المشتبه به ذي الـ14 عاماً، في منتزه ناردين بديترويت، بالقرب من تقاطع شارعي غراند ريفر وليفرنوي. وقال حداد إن المشتبه به لم يكن مسلحاً.
وتعليقاً على توقيف الجناة، قال الشقيق الأكبر للضحية، علي الجنابي: «أود أن أشكر شرطة ديربورن.. لقد كان بحوزتهم دليل واحد، وهو صورة سيارة بيضاء.. أشكر جميع من ساعدوا.. لقد حصل ما حصل ولكننا نأمل أن ينال القتلة عقابهم في السجن قريباً».
وكان علي يراسل شقيقته عبر الهاتف، ليلة وقوع الجريمة، حيث كانت أسرتها بانتظارها لكي تقل والدتها إلى أحد مساجد المدينة لإحياء الذكرى السنوية لاستشهاد الإمام الحسين عليه السلام، والمعروفة بليالي عاشوراء لدى المسلمين الشيعة.
وبعد انقطاع التواصل بين الاثنين، اكتشف علي أن شقيقته تعرضت لحادث اعتداء، عندما وجدها غارقة بدمائها، وهي داخل سيارتها أمام منزل العائلة.
وبعد محاولة إنقاذها، دون جدوى، فارقت الضحية الحياة أثناء نقلها بسيارة الإسعاف إلى «مستشفى هنري فورد» بديربورن.
الجنابي، هي الأخت الوسطى لستة أشقاء، لجأوا مع والدتهم إلى الولايات المتحدة قبل عشرين عاماً، بعد مقتل والدهم في العراق. وكانت سجى تعيش مع إحدى قريباتها في مدينة وورن، حيث كانت تعمل نادلة في أحد مطاعم المدينة.
ويوم الاثنين الماضي، ووري جثمانها الثرى في مقبرة «مايبل غروف» الإسلامية، بمدينة وستلاند، وسط مشاعر حزن وحداد عمت أوساط الجالية.
Leave a Reply