ديربورن – ضمن جولة فنية في الولايات المتحدة، أحيى النجم اللبناني راغب علامة يوم السبت الماضي، «ليلة من ليالي العمر» في «كازينو موتور سيتي» بوسط مدينة ديترويت، مستعيداً ألق العلاقة بين المجتمع العربي الأميركي والغناء الشرقي في دلالة راسخة على تمسّك المهاجرين بثقافاتهم وأوطانهم الأصلية.
وجاءت حفلة ديترويت التي بيعت جميع تذاكرها بعد حفلة مماثلة أحياها «السوبر ستار» في العاصمة واشنطن، على أن يستكمل جولته في أربع أمسيات أخرى تشمل على التوالي كلاً من ميامي (فلوريدا) وهيوستن (تكساس) ولوس أنجليس (كاليفورنيا) ونيويورك، حيث سيختتم الجولة مساء 16 أيلول(سبتمبر (الجاري.
وينظم جولة الفنان راغب علامة في الولايات المتحدة، شركة «ميغا إيفنت» للإنتاج الفني لصاحبيها طارق جرور وعقيلته رانيا.
وكما في واشنطن وديترويت، من المتوقع أن تجتذب حفلات راغب علامة المتبقية، جمهوراً عريضاً من محبي وعشاق النجم اللبناني الذي دخل الساحة الفنية منذ حوالي أربعة عقود.
على هامش جولته الأميركية، أجرت «صدى الوطن» حواراً مع صاحب أغنية «علّمتِيني أحب الدنيا»، تمحور حول انطباعاته عن الجاليات العربية في الولايات المتحدة، لاسيما في ولاية ميشيغن، وحول تطور فنون الغناء والموسيقى، إضافة إلى تردي الأوضاع السياسية والمعيشية في لبنان.
وأفاد علامة بأنه أحيى حفلة استثنائية في مدينة ديترويت من تنظيم المتعهد سامر زهر صاحب شركة «لاكجري لايف»، معرباً عن تقديره للجالية العربية الأميركية في ولاية ميشيغن وإنجازاتها «التي ترفع الرأس». وقال: «لقد كانت الحفلة بمنتهى الروعة والأكابرية، ما اضطرني إلى التحايل على الوقت المخصص لي ومواصلة الغناء لحوالي 30 دقيقة إضافية، لأنني لم أحبذ أن أعكر سعادة وفرح الجمهور الذي ملأ الصالة».
وأشار النجم اللبناني إلى أنه يرتبط بـ«علاقة خاصة» مع الجمهور العربي الأميركي الذي مايزال محافظاً على ذائقته الفنية، وشغفه بالموسيقى والألحان العربية رغم سرعة وتعقيدات الحياة الأميركية، منوهاً بأن هذه الذائقة تنتقل من المهاجرين الأوائل إلى الأجيال الجديدة، بشكل يعكس حرص الشباب على حب أوطانهم الأم وارتباطهم بثقافتها العريقة.
ورفض علامة التهم الموجهة للفن العربي بالتدهور والابتذال، مؤكداً بأن الغناء والموسيقى يخضعان للتطور الطبيعي مثل بقية الأشياء الأخرى. وقال: «إن الذائقة الفنية تتأثر بالتطور التكنولوجي، ففي البداية كان شريط الكاسيت، ثم ظهرت الإسطوانات المدمجة (سي دي) ثم جاءت الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، ومن الطبيعي أن تتبدل عادات الناس وطباعهم بمرور الزمن». وأردف بالتأكيد على حرصه في مواكبة التطورات التقنية والفنية لكي لا يجد نفسه خارج الساحة الفنية.
يشار إلى أن أحدث أعمال راغب علامة أغنية «يلّا» التي طرحها قبل أسبوع على قناته عبر موقع «يوتيوب» وهي أغنية راقصة إيقاعية تناسب أجواء الحفلات والمهرجانات.
وأبدى النجم اللبناني فخره بإنجازات الجالية العربية الأميركية في منطقة ديترويت وما تحققه من تقدم وازدهار في كافة الميادين السياسية والاجتماعية والثقافية. وقال: «إن سعادتي لا توصف بنجاحات العرب الأميركيين وارتباطهم بجذورهم وهويتهم وبما يحققونه من شغل مناصب مرموقة سواء على مستوى مدينة ديربورن أو مقاطعة وين أو عموم ولاية ميشيغن».
وأشار علامة إلى مزايا الشخصية اللبنانية التي تمكنها من النجاح في جميع أرجاء العالم، وفي كافة الميادين. وقال: «إن اللبناني مثقف ومتعلم ومبدع وخلاق وذو ذوق وطموح، ويستطيع إثبات جدارته أينما حل، بما في ذلك دور الأزياء العالمية».
كما أثنى «السوبر ستار» على إنجازات العرب الأميركيين في باقي الولايات، لافتاً إلى الطبيعة الخاصة التي تتسم بها الجالية العربية في منطقة ديربورن، معرباً عن أمله في أن تسهم نجاحات اللبنانيين في المهجر الأميركي بمساعدة وطنهم الأم، وإنقاذه من المشاكل الاقتصادية والسياسية المتراكمة التي تلعب دوراً متزايداً في هجرة الشباب اللبناني من بلد الأرز.
لا يحبذ «السوبر ستار» وصفه بـ«الفنان السياسي» على خلفية تعليقاته على مجريات الأحداث السياسية في لبنان، مشدداً على أن انخراطه في النقاش العام ينبع من موقف إنساني بالدرجة الأولى. وقال: «أنا لست فناناً سياسياً ولا أحب الكلام في السياسة. أنا إنسان وأريد الأمان والكرامة لأولادي وعائلتي وجمهوري وجميع الناس.. ولا أريد لأحد أن يعيش تحت رحمة السياسيين الفاسدين».
وشدد علامة على أنه ضد الطائفية التي «دمّرت بلدي وهجّرت أبنائي وأطاحت بمستقبل جميع اللبنانيين»، نافياً بشكل قاطع ما يتردد عن علاقاته ببعض السياسيين اللبنانيين، حيث قال: «ليس عندي أصدقاء من الزعماء اللبنانيين في الوقت الحالي، عندما كان لبنان مزدهراً كان لدي بعض الأصدقاء، أما الآن فأنا لا أدخل بيوتهم ولا أدعهم يدخلون بيتي».
ونفى علامة مسؤولية الشعب اللبناني في تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية في بلد الأرز، محملاً كامل المسؤولية للطبقة السياسية التي تعمل بكل قوتها لارتهان اللبنانيين من خلال مصالح ومحسوبيات ضيقة، مؤكداً زيف الأقاويل التي تحاول تحميل مسؤولية الانهيار الكامل في لبنان للمواطنين الذين يعيدون انتخاب الزعماء السياسيين. وقال: «لا أحد يعيد انتخاب هؤلاء السياسيين، والانتخابات التي تبقيهم في مراكز القرار مزورة وغير حقيقية».
وأوضح علامة بأنه لا توجد إحصاءات دقيقة تبين حجم المتحزبين في لبنان، وقال: «إن الطبقة الصامتة هي الأغلبية، ولكننا لا نسمع صوتها لأنه ليس لديها تبعية للخارج».
ولفت علامة إلى أن المستقبل سيكون لمصلحة الشعب اللبناني في نهاية المطاف، إذ لم يعد لدى السياسيين ما يقدمونه بعدما سرقوا أموال المودعين في البنوك اللبنانية ومعظم مقدرات لبنان، معرباً عن حسرته لما ألت إليه الأوضاع في وطنه الأم، حيث قال: «إن الشعب اللبناني شعب عظيم وخلاق عند مقارنته بالشعوب الأخرى، ولكنه ابتلي بطبقة سياسية فاسدة»، على عكس بعض الدول العربية الأخرى، مثل دولة الإمارات العربية التي «تحولت من صحراء إلى جنة» بفضل شيوخها وحكامها الذين تربوا على الأخلاق والكرم ومد يد العون إلى جميع أفراد الشعب.
Leave a Reply