حسن عباس – «صدى الوطن» – تحظى رياضة الفنون القتالية المختلطة MMA، بمكانة خاصة لدى شريحة واسعة من الشباب العربي الأميركي في منطقة ديترويت، وقد برز خلال السنوات الماضية عدد متزايد من الملاكمين المحليين من أصول عراقية ويمنية ولبنانية ممن تمكنوا من تحقيق انتصارات كبيرة على حلبات المنافسة، ومن بين هؤلاء سطع مؤخراً نجم الملاكم اللبناني الأصل أيب الصغير، الذي كسب خمس نزالات متتالية من دون أية خسارة في اللعبة التي تعتبر من أكثر الرياضات شعبية في الولايات المتحدة.
وكان أيب البالغ من العمر 21 عاماً، والمعروف داخل أقفاص القتال بلقب «ذا كيلر» (القاتل)، قد حسم أربع مباريات في الجولة الأولى، منهياً اثنتين منها بالضربة القاضية واثنتين أخريين بإجبار الخصم على الاستسلام، وذلك في المباريات التي خاضها ضمن منافسات XFC وWXC، ما دفعه إلى التطلع لخوض غمار البطولة الأشهر في عالم الفنون القتالية، ألا وهي UFC.
ويُضاف تألق أيب إلى منجزات الملاكمين العرب الأميركيين، سواء المولودين في الولايات المتحدة أو القادمين الجدد من أمثال الصغير الذي هاجر إلى الولايات المتحدة مع عائلته في عام 2014، وهو في سن الرابعة عشرة.
ووصف أيب فوزه بالمباريات الخمس التي كان آخرها في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، «بالأمر المدهش الذي يتعدى حدود الواقع»، وقال: «إن تحقيقي لهذا السجل بفوزي في خمس نزالات، وكذلك فوزي ببطولة WXC للوزن الخفيف يبدو لي أمراً سريالياً»، مشيداً بمدربيه الذين «وضعوا قدميه على المسار الصحيح»، بحسب تعبيره.
ويبلغ وزن أيب 155 باوند وطوله 5.9 قدم، وهو المصنف رقم واحد في ميشيغن، بين المقاتلين الهواة ضمن فئة الوزن الخفيف.
وكان أيب (إبراهيم) قد تخرج من «ثانوية فوردسون» عام 2019، ثم التحق بالخدمة العسكرية لمدة ثلاث سنوات، ليعود بعدها إلى تدشين مسيرته الرياضية في أولى نزالاته، في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، مستلهماً شخصية مدرّب الفنون القتالية، وضابط الشرطة لدى شرطة ديربورن، علي حمقة، المعروف بلقب «الجزّار».
وأفاد أيب لـ«صدى الوطن»، قائلاً: «لقد أخذني حمقة تحت جناحه، ووضعني على الطريق الصحيح»، منوهاً بأنه يتطلع إلى مواصلة مسيرته القتالية لتحقيق حلمه في اللعب بسنّ مبكر في بطولة UFC.
وأشار إلى أن سنوات التدريب التي قضاها تحت إشراف العديد من المدربين اللامعين في نادي «ديترويت جت جتسو» تؤتي ثمارها في حلبات القتال، وقال: «لولا هؤلاء المدربين المخضرمين، ما كنت في المكان الذي أنا فيه الآن»، لافتاً إلى تنوع مهاراتهم وأساليبهم في الملاكمة والمصارعة والعراك التي أفادته في تحقيق التكامل الذي يحلم به لاعبو الفنون القتالية.
وذكر أيب أن أسلوبه في اللكم والركل هو «امتداد للكمات وركلات حمقة داخل الحلبة»، وأنه مهاراته في الصراع والعراك هي امتداد لمهارات المدرب والشريك في ملكية صالة «ديترويت جت جتسو»، أنتوني فواز.
كما عزا أيب مهارات اليدين في الضرب والصد والخنق والإفلات من الخصم إلى المدرب توني كولينو، معرباً عن «امتنانه الأبدي» لمن أسماه «الرأس المدبر» في النادي، داني آغيمي، إلى جانب العديد من شركاء التدريب الآخرين. وقال: «أنا مدين بخبراتي ومهاراتي إلى هؤلاء المدربين جميعاً، وسوف أظل ممتناً لهم إلى الأبد».
ولم يستثن أيب دور عائلته في النجاح الذي حققه خلال فترة قصيرة من مسيرته الرياضية، وقال: «عندما أفكر بأنني هاجرت مع أمي وأخي إلى هذا البلد بدون أي شيء، لا يسعني سوى الإعراب عن تقديري وحبي لعائلتي التي دعمتني ووقفت إلى جانبي في جميع الظروف».
وأضاف: «لم يكن لدي أية فكرة عن الفنون القتالية المختلطة عندما جئت إلى هنا، وها أنا الآن أعمل لكي أواصل فيها سيرتي المهنية. إضافة إلى أنني أمتلك مع أخي شركة لأعمال البناء».
وأعرب أيب عن حبه وشكره العميق لأخيه، وقال: «أحب أخي كثيراً، وأشكره على الدعم الذي أتاح لي مواصلة التدريب في الصالة ومعسكرات الاستعداد للمباريات.. لم يجعلني لمرة أشعر بأنني أفرض أحلامي وطموحاتي الشخصية على عائلتي».
وبعد تحقيق انتصاراته الخمسة، عاد أيب إلى مواصلة التدريب الشاق والمضني وهو يضع نصب عينيه تحقيق حلمه الاستراتيجي بالقتال في حلبات النزالات التي تنظمها «يو أف سي»، المنظمة الأشهر في ألعاب الفنون القتالية حول العالم.
Leave a Reply