نعم لتجديد التمويل الضريبي لمدارس ديربورن العامة وكلية هنري فورد
على الرغم من أن الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأميركية تبدو شبه محسومة لكل من الرئيس جوزيف بايدن على الجانب الديمقراطي والرئيس السابق دونالد ترامب على الجانب الجمهوري، يشكل الاستحقاق الانتخابي يوم الثلاثاء 27 شباط – فبراير الجاري، فرصة استثنائية للعرب الأميركيين في ولاية ميشيغن لإعلاء الصوت ضد التواطؤ الأميركي المستمر مع العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة، من خلال بلورة كتلة انتخابية وازنة للضغط على الرئيس بايدن قبل ثمانية أشهر ونيف من انتخابات الرئاسة المرتقبة في تشرين الثاني- نوفمبر القادم.
في هذا السياق، تدعو «صدى الوطن» الناخبين العرب الأميركيين في عموم ولاية البحيرات العظمى إلى التصويت الاحتجاجي ضد الرئيس بايدن، عبر الاقتراع بكثافة لخيار «غير ملتزم» Uncommitted في السباق التمهيدي الديمقراطي يوم الثلاثاء القادم، وذلك في إطار جهود موسعة تضم العديد من المنظمات والحملات الانتخابية التي يقودها عرب ومسلمون أميركيون، مثل اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي (أيباك) وحملتي «التخلي عن بايدن» و«استمع إلى ميشيغن»، فضلاً عن مسؤولين عرب أميركيين مثل عضوة الكونغرس رشيدة طليب ورئيس بلدية ديربورن عبدالله حمود وآخرين.
لقد حان الوقت لكي يفي العرب والمسلمون الأميركيون بالوعود التي قطعوها على أنفسهم خلال الشهور الأربعة الأخيرة بعدم إعادة انتخاب بايدن بسبب مواقفه المؤيدة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وإعادة الاعتبار لأصواتهم التي ساهمت بإيصال الرئيس الديمقراطي إلى البيت الأبيض في عام 2020، الذي حنث بجميع عهوده مع المجتمعات العربية والإسلامية في الولايات المتحدة، والتي كان آخرها وأكثرها إيلاماً تجاهل مطالبهم بوقف الحرب في الأراضي المحتلة، والتعامي عن آلامهم ومواجعهم المستمرة من جراء جرائم الإبادة الجماعية بحق عشرات الآلاف من الفلسطينيين العزل، من النساء والأطفال والشيوخ.
صوّتوا بـ«غير ملتزم» احتجاجاً على سياسة بايدن في غزة
.. و«نعم» لتجديد التمويل الضريبي لمدارس ديربورن العامة وكلية هنري فورد
لكن عدم التصويت لبايدن لا يجب أن يكون ارتجالياً أو عشوائياً، وإنما ينبغي أن يندرج ضمن سياق واضح الدلالة عبر التزام مجتمعنا بانتقاء خيار «غير ملتزم» على بطاقة الاقتراع الديمقراطية، تأكيداً على استيائنا من سياسات الإدارة الأميركية الداعمة للعدوان الإسرائيلي على غزة.
وغني عن القول في هذا الإطار إنه كلما ارتفع عدد الأصوات «غير الملتزمة» كلما ازدادت رسالتنا قوة ووضوحاً، ليترسخ أكثر فأكثر الثقل الانتخابي للصوت العربي والمسلم الأميركي في ولاية ميشيغن وتحديداً في منطقة ديترويت.
وبينما سيُمنح الناخبون في ولاية ميشيغن فرصة الاختيار بين ثلاث بطاقات اقتراع، إما ديمقراطية أو جمهورية أو غير حزبية، تدعوكم «صدى الوطن» –على الأقل– إلى عدم التصويت لبايدن بغض النظر عن الانتماء الحزبي، بل من المفضل الاقتراع في السباق الديمقراطي بـ«غير ملتزم» بما يضمن احتساب أصواتنا وتظهيرها كقوة سياسية في هذه الانتخابات الهامة، بدلاً من أن تذهب أدراج الرياح.
إننا ندرك بأن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل مالياً وسياسياً وعسكرياً ليس بالأمر الجديد، ولكن تأييد الإدارة الأميركية الحالية للعدوان المستمر على قطاع غزة منذ السابع من شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي يبدو فجاً ووقحاً لدرجة يمكن معها اعتبار الرئيس الأميركي والكثير من أركان إدارته شركاء في جرائم الإبادة التي أودت بحياة زهاء 30 ألف فلسطيني، وإنه من واجبنا الإنساني والأخلاقي والسياسي ألا ندع ذلك يمرّ مرور الكرام، مع معرفتنا العميقة بأننا لسنا وحدنا في المضمار، وإنما تقف إلى جانبنا وتساندنا شرائح واسعة من الشعب الأميركي، ولكن يتوجب علينا أن نكون في المقدمة.
مقترحان مهمان
إلى جانب أهمية الرسائل التي سنبعثها عبر الاستحقاق الرئاسي المرتقب يوم الثلاثاء المقبل، ستكون منطقة ديربورن على موعد مع استحقاقين محليين لا يقلان أهمية بالنسبة لمجتمعنا، وهما المقترحان الانتخابيان بتجديد الضريبة العقارية المخصصة لتشغيل كل من مدارس ديربورن العامة وكلية هنري فورد المجتمعية.
وفي هذا السياق، نحث سكان منطقة ديربورن التعليمية التي تضم كامل مدينة ديربورن وأحياء محدودة من مدينة ديربورن هايتس على التصويت لصالح المقترحين اللذين سيوفران التمويل اللازم لتشغيل مدارس ديربورن العامة لمدة عشر سنوات وكلية هنري فورد لثماني سنوات، دون أية زيادة ضريبية على كاهل أصحاب المنازل والمباني التجارية.
ولعله من الطبيعي التأكيد في هذا السياق على أن دعم التعليم العام في منطقتنا يندرج ضمن الاستثمار الضروري، على المديين القريب والبعيد، سواء من جهة أهمية جودة التعليم في تقييم مستوى المعيشة في المدن، أو من جهة إعداد أجيال المستقبل.
إن مدارس ديربورن العامة التي تضم زهاء 20 ألف طالب معظمهم من العرب الأميركيين، ساهمت خلال العقود الأخيرة في تخريج آلاف الطلبة الذين تابعوا تحصليهم الأكاديمي العالي ليثروا مجتمعنا بعديد الكفاءات العلمية والمهنية والسياسية، بمن في ذلك، الأطباء والمحامون والمهندسون، فضلاً عن المسؤولين المعينين والمنتخبين في مختلف الحقول السياسية والحكومية والقضائية والتربوية.
أما «كلية هنري فورد» فهي تخرّج سنوياً آلاف الطلبة من داخل وخارج مدينة ديربورن مما يجعلها ثالث أكبر كلية عامة في ولاية ميشيغن، ناهيك عن مزاياها الفريدة في توفير برامج تعود بالنفع العميم على منطقة ديربورن، سواء عبر إتاحة التسجيل المباشر لطلبتها في «جامعة ميشيغن–ديربورن» و«جامعة وين ستايت» بديترويت و«جامعة إيسترن ميشيغن» بإبسيلاني، أو عبر برنامج التعليم الجامعي المبكر (إيرلي كولدج) الذي يتيح التعليم العالي لحوالي 2,700 طالب سنوياً، أو عبر برامج الشراكة مع مجموعة مستشفيات «كورويل هيلث» التي تضمن وظائف مباشرة لخريجي قسم التمريض في الكلية التابعة لمنطقة ديربورن التعليمية.
إن الاستفتاء الأول في البطاقة الانتخابية التي سيصوت عليها الناخبون في 27 فبراير يقترح تجديد الضريبة العقارية المخصصة لمدارس ديربورن العامة بمقدار 4 مل كحد أقصى لأصحاب المنازل الذين يقيمون فيها، و18 مل على أصحاب الأعمال التجارية والمنازل المؤجرة لتأمين موارد إضافية تقدر بـ41 مليون دولار سنوياً، أو ما يعادل 16 بالمئة من إجمالي الموازنة السنوية لمدارس ديربورن العامة.
أما الاستفتاء الثاني فيقترح تحديد الحصة التشغيلية لكلية هنري فورد بمقدار 4 مل، مما سيوفر 20 بالمئة من مجمل ميزانية الكلية، مع الإشارة إلى أن هذا المعدل يعتبر ضئيلاً بالمقارنة مع الضرائب العقارية المخصصة لتشغيل بعض الكليات المجتمعية المماثلة، مثل كليات أوكلاند وماكومب ووين العامة.
إن كل دولار يصرف في كلية هنري فورد يعود بالنفع على المدينة بخمسة أضعاف، كما أكد رئيس الكلية راسل كافالونا في مقابلة مع «صدى الوطن» الأسبوع الماضي، موضحاً بأنها تضم 15,000 طالب، 60 بالمئة منهم مقيمون في مدن أخرى ولكنهم ينفقون أموالهم في ديربورن مما يعود بالنفع على الاقتصاد والأعمال التجارية المحلية.
في الختام، نعيد التأكيد على أهمية انتخابات 27 فبراير القادم رغم كونها انتخابات تمهيدية محسومة سلفاً، غير أن توقيتها المتزامن مع الحرب المستعرة في الأراضي المحتلة يضيف إليها بعداً فائق الحساسية، يملي علينا اتخاذ موقف وواضح وحازم بانتقاء خيار «غير ملتزم»، وعدم التصويت لأي من المرشحين الديمقراطي والجمهوري. مع التأكيد في الوقت نفسه على التصويت بـ«نعم» كبيرة لكلا الاستفتاءين الانتخابيين بتجديد الميليج لمدارس ديربورن العامة وكلية هنري فورد.
لا تترددوا في نصرة أهلنا في غزة عبر التوجه إلى أقلام الاقتراع يوم الثلاثاء القادم أو التصويت المبكر غيابياً أوحضورياً.
«صدى الوطن»
Leave a Reply