يلقى استقبالاً حافلاً في الهند .. ويعود بصفقة عسكرية محدودة ولا اتفاق حول التجارة
في زيارة رسمية استمرت يومين برفقة السيدة الأولى ميلانيا ترامب، حل الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضيفاً فوق العادة على الهند، حيث أقام له رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي استقبالاً جماهيرياً حاشداً في مدينة أحمد آباد حيث عقدت عدة لقاءات بين مسؤولي البلدين، إضافة إلى جولة سياحية شملت أحد أبرز المعالم السياحية في البلاد.
ولم يتمكن ترامب من إبرام اتفاق تجارة مع الهند في نهاية زيارته التي تخللتها فعاليات احتفالية ولكنها خلت من أي إنجاز حقيقي وشابتها أعمال شغب دموية على صلة بقانون الجنسية، وفق تقرير لوكالة «فرانس برس».
وعقب محادثات في نيودلهي مع رئيس الوزراء ناريندرا مودي، اكتفى ترامب بالقول إنهما أحرزا «تقدماً هائلاً» باتجاه التوصل إلى اتفاق شامل، وأنه «متفائل بأننا سنتمكن من التوصل إلى اتفاق».
ورغم أن خلاف واشنطن التجاري مع نيودلهي لا يصل إلى مستوى خلافها مع بكين، إلا أن ترامب فرض رسوما جمركية على واردات الفولاذ والألمنيوم من الهند وأوقف الإعفاء من الرسوم على سلع معينة.
ويسعى ترامب إلى تأمين دخول أكبر إلى سوق الهند البالغ عدد سكانها 1.3 مليار شخص لبيع منتجات الألبان الأميركية والمعدات الطبية ودراجات هارلي ديفيدسون.
إلا أن مودي، الذي يتبنى شعار «صنع في الهند» المشابه لشعار ترامب «أميركا أولاً»، رد بفرض رسوم جمركية مرتفعة على سلع أميركية معينة مثل لوز كاليفورنيا البالغة قيمة واردات البلاد منه 600 مليون دولار. واكتفى مودي بالقول إن الجانبين «اتفقا على بدء التفاوض على اتفاق تجارة كبير».
وفي ختام الزيارة، عقد ترامب، يوم الثلاثاء الماضي، مؤتمراً صحفياً تناول فيه العديد من القضايا الدولية.
وطالب الرئيس الأميركي، روسيا وإيران والعراق ببذل المزيد من الجهود لمواجهة الإرهاب، مشيراً إلى أن وجود القوات الأميركية في سوريا هو لحماية النفط من الإرهابيين. وأن واشنطن تقترب من توقيع اتفاق سلام مع طالبان في أفغانستان. وأضاف أن الولايات المتحدة هي من قتلت أبو بكر البغدادي وقاسم سليماني وحمزة بن لادن، ناهيك عن استعادة الأراضي التي كان يسيطر عليها «داعش» في سوريا والعراق.
وحول وجود قوات أميركية في سوريا، أكد أنها هناك لحماية النفط في البلاد، داعياً الدول الأوروبية إلى القيام بدورها في إعادة رعاياها المنتمين إلى داعش من أجل محاكمتهم، خاصة في ظل وجود العديد من أسرى التنظيم الإرهابي.
وأعلن ترامب قرب توقيع اتفاق مع طالبان، مشيراً إلى أن الهند تدعم هذا الاتفاق الذي يجلب السلام إلى المنطقة. وأضاف أن الولايات المتحدة خفضت عدد قواتها في أفغانستان إلى 8,600 جندي، وبعد 19 عاماً من الحرب لا بد من إعادة الجنود الأميركيين إلى بلادهم.
وظهر مودي وترامب في تجمع حافل حضره أكثر من 100 ألف شخص، يوم الاثنين الماضي، بمناسبة افتتاح أكبر استاد للعبة الكريكيت الأكثر شعبية في الهند، بمدينة أحمد آباد.
وفي كلمته أمام الحشود الضخمة، أشاد ترامب بـ«النجاح الهائل» الذي حققته الهند واصفاً مودي بأنه «زعيم استثنائي» و«صديق حقيقي».
وأعلن ترامب أن البلدين سيوقعان اتفاقية دفاعية تشتري نيودلهي، بموجبها، مروحيات أميركية ومعدات عسكرية أخرى بأكثر من ثلاثة مليارات دولار.
كما أكد استمرار العمل مع باكستان من أجل القضاء على الإرهاب، معبراً عن أمله في تخفيف حدة التوتر في المستقبل بين كافة دول جنوب آسيا.
يؤكد اتخاذ الإجراءات الضرورية لمواجهة «كورونا» .. رغم الانتقادات
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال مؤتمر صحفي الأربعاء الماضي أن إدارته اتخذت الإجراءات الضرورية لمواجهة فيروس «كورونا» المستجد، وأعلن تعيين نائبه مايك بنس على رأس فريق مكلف بالملف.
وأعلن ترامب خلال المؤتمر الذي خصّصه للحديث عن الفيروس أنه سيفرض «في الوقت المناسب» قيوداً جديدة على السفر للولايات المتحدة لمكافحته.
وجاء المؤتمر في أعقاب انتقادات من مشرعين للإدارة بأنها «لا تبذل» جهوداً كافية لمكافحة الفيروس، وبأن مبلغ 2.5 مليار دولار التي طلب البيت الأبيض تخصيصها للملف «لا تكفي»، وقال ترامب خلال المؤتمر إنه منفتح إزاء تخصيص أموال إضافية.
وقال الرئيس إن خطر تفشي الفيروس في الولايات المتحدة «متدنٍ جداً» بفضل الإجراءات التي اتخذتها إدارته ولا سيما القيود التي فرضتها على المسافرين الصينيين.
وأكد أن الولايات المتحدة في المرتبة الأولى عالمياً من حيث الاستعداد للفيروس، و«نحن مستعدون لأي شيء لو أصبح الفيروس وباء عالمياً».
وقال إن الجهات الصحية تعمل على تطوير لقاحات و«سنساعد دولاً أخرى في ذلك».
وعيّن ترامب، الأربعاء الماضي، نائبه مايك بنس مسؤولاً عن ملف مكافحة فيروس كورونا المستجد، مضيفاً خلال المؤتمر أن بنس «سيعمل مع الاختصاصيين والأطباء وكل أفراد فريق العمل».
وقال بنس: «سنواصل العمل مع الجهات الصحية لمواجهة انتشار الفيروس» الذي أكد أنه «لا يزال منخفضاً».
وأعلن وزير الصحة أليكس عازار رصد 15 حالة إصابة مؤكدة بينها إصابة واحدة حدثت خلال الأسبوعين الماضيين. وحذر الوزير من أنه على الرغم أن الفيروس في الولايات المتحدة يتم احتواؤه إلا أن خطره قد «يتغير بسرعة» وتحدث إصابات جديدة. كما حذر مسؤولون في «مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها» (سي دي سي)، من أن تحول «كورونا» إلى وباء عالمي لم يعد احتمالاً وإنما هو مسألة وقت.
شدد مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الاثنين الماضي، أن على العالم أن يبذل المزيد من الجهود لاحتواء تفشي فيروس كورونا المستجد وأن عليه الاستعداد لـ«وباء عالمي محتمل».
وكانت حصيلة الوفيات الناجمة عن كورونا في الصين ارتفعت إلى نحو ثلاثة آلاف شخص، بينما ارتفع عدد الإصابات إلى أكثر من 77 ألف إصابة. وباتت كوريا الجنوبية ثاني أكبر بؤرة للوباء بعد الصين، التي ظهر فيها الفيروس لأول مرة في أواخر ديسمبر الماضي.
كما جرى تسجيل انتشار الفيروس في أكثر من 25 بلداً، على رأسهم إيران التي سجلت أعلى وفيات بعد الصين، وهو ما يثير مخاوف من فقدان السيطرة على انتشار المرض.
يرغب برؤية مصالحة روسية أوكرانية
تمنى الرئيس دونالد ترامب، قبل سفره إلى الهند الأحد الماضي، أن تتوصل روسيا وأوكرانيا إلى مصالحة، معرباً عن اعتقاده بأن ذلك سيخدم مصلحة العالم أجمع.
وتعليقاً على تصريحات نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، الذي اعتبر أن ثمة دولاً مهتمة في تحسين العلاقات السيئة بين موسكو وكييف، قال ترامب: «أود لو أنهما (روسيا وأوكرانيا) تتوصلان إلى وئام. وإذا تم التوافق بينهما سيكون ذلك أمراً رائعاً بالنسبة للعالم أجمع». وأضاف ترامب وهو يتحدث أمام الصحفيين في فناء البيت الأبيض: «لو تمكنت أوكرانيا وروسيا من وضع اتفاق للمصالحة فيما بينهما، فيبدو لي أن ذلك سيكون شيئاً جيداً جداً».
وفي وقت سابق، قال بوتين في مقابلة مع وكالة «تاس» إن أي جمع لجهود روسيا وأوكرانيا وجمع إمكاناتهما ومزاياهما التنافسية سيحمل كل ذلك في طياته ظهور قوة منافسة كبيرة في أوروبا والعالم»، مضيفاً: «لا أحد يريد ذلك، لذا فإنهم سيفعلون كل ما في وسعهم لإبعاد بعضنا عن البعض»، دون أن يذكر دولا محددة.
استطلاع يرجّح فوزه بولاية ثانية
قال 68 بالمئة من الناخبين الأميركيين المحتملين في انتخابات 2020، إنهم يعتقدون أن الرئيس دونالد ترامب سيفوز «بالتأكيد أو على الأرجح» بولاية رئاسية ثانية، وفق استطلاع أجرته شبكة «سي بي أس نيوز».
ورجح أكثر من ثلث الديمقراطيين فوز ترامب في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، بينما بدا الجمهوريون متفائلين بشكل كبير إذ قال أكثر من تسعة من بين كل 10 منهم إن مفاتيح البيت الأبيض ستبقى بيد الرئيس الذي ينتمي إلى حزبهم.
ورأى 35 بالمئة من الناخبين المشاركين في الاستطلاع الذي نشرت نتائجه الأحد الماضي، أن ترامب لن يفوز «بالتأكيد أو على الأرجح».
وأظهر الاستطلاع أن المنافسة بين ترامب وأي من متصدري مرشحي الحزب الديمقراطي، بيرني ساندرز وجو بايدن وإليزابيث وورن، ستكون متقاربة بغض النظر عمن يفوز بتمثيل حزبه في الانتخابات الرئاسية.
Leave a Reply