يوقف السفر مع أوروبا لمدة 30 يوماً.. ويدعو لخفض ضريبي لمواجهة آثار «كورونا» الاقتصادية
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ليل الأربعاء الماضي، منع السفر من وإلى الدول الأوروبية باستثناء بريطانيا ابتداء من ليل الجمعة 13 آذار (مارس) الجاري ولمدة 30 يوماً لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد–19».
وأوضح ترامب، في كلمة للشعب الأميركي وجهها من البيت الأبيض «من أجل منع الإصابات الجديدة من الوصول إلى شواطئنا، سوف نعلق جميع الرحلات من أوروبا إلى الولايات المتحدة للأيام الثلاثين المقبلة».
وأشار ترامب في خطابه المتلفز إلى أن الولايات المتحدة قادرة على مواجهة فيروس كورونا مشيراً إلى أن تحرك إدارته السريع ساهم في احتواء الوباء إلى حد كبير، لاسيما بعد قرار تقييد السفر من الصين.
وعبر الرئيس عن أمله في تصريح للصحفيين الخميس الماضي، في أن يلغي القيود على السفر مع أوروبا والصين في أسرع وقت ممكن، وحذر من «عواقب كبيرة» على الاقتصاد جراء حظر السفر من أوروبا، دون أن يستبعد إمكانية تمديد الحظر أيضاً.
وأكد أنه لم يبلغ القادة الأوروبيين مسبقاً بقرار حظر سفر رعاياهم لأن فعل ذلك «يستلزم وقتاً».
وتنطبق القيود على معظم الرعايا الأجانب الذين كانوا في 26 دولة في منطقة شنغن خلال 14 يوماً قبل وصولهم المخطط إلى الولايات المتحدة.
ولا تنطبق القيود على المقيمين الأميركيين أو السفر من بريطانيا. معظم أفراد عائلة المواطنين الأميركيين المباشرين معفوون.
وأوضح البيت الأبيض أيضا أن قيود السفر لن تنطبق على البضائع القادمة من الاتحاد الأوروبي. وقال ترامب في تغريدة: «القيود تمنع الناس وليس البضائع».
وبدورها، دعت وزارة الخارجية الأميركية، «المواطنين الأميركيين إلى إعادة النظر في سفرهم إلى الخارج».
وفي سياق الجهود الاقتصادية لاحتواء أثار «كورونا»، أكد الرئيس الأميركي أنه تم تخصيص أكثر من 8.3 مليارات دولار لمواجهة فيروس كورونا.
كذلك دعا ترامب في كلمته، الكونغرس إلى إقرار تخفيضات ضريبية لمواجهة تأثير فيروس كورونا على الاقتصاد بعد إغلاق أعمال كثيرة وانهيار أسواق المال، حيث انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية خلال تداولات الأسبوع الماضي لتدخل في نطاق هبوط حاد مع ارتفاع حالات الإصابة بـ«كورونا» في الولايات المتحدة لأكثر من ألف شخص وإعلان الفيروس وباءً عالمياً من قبل منظمة الصحة العالمية.
وقال ترامب: «أدعو الكونغرس إلى خفض الضرائب على رواتب الأميركيين. آمل أن يأخذوا هذا الأمر بعين الاعتبار وبقوة»، مطالباً المشرعين بالتخلي عن الانقسامات الحزبية في معالجة الأزمة.
ولفت إلى أنه سيطلب من وزارة الخزانة وضع تسهيلات على الضرائب «لبعض الشركات والأعمال الصغيرة التي تأثرت سلباً» من جراء الوباء، مما سيدعم الاقتصاد الأميركي بنحو 200 مليار دولار.
وتتضمن خطة ترامب أيضاً، اقتراحين إما بإعفاءات ضريبية للأجور تستمر حتى نهاية العام أو إعفاءات ضريبية دائمة، فضلاً عن مقترحات لحماية قطاعات الشحن والطيران والسفن السياحية.
من جانبها، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، ستيفاني غريشام، في بيان إن ترامب ألغى فعاليات كانت مقررة هذا الأسبوع في كولورادو ونيفادا منعاً لتفشي فيروس كورونا.
وكان وزير الخزانة، ستيفن منوتشين، أعلن الأربعاء المنصرم أن الإدارة الأميركية تعمل «على مدار الساعة» لوضع خطة لدعم الاقتصاد الوطني في مواجهة انتشار فيروس كورونا المستجدّ.
وأكد منوتشين أنّ وضع هذه الخطة «يمثل أولوية للرئيس» الأميركي، وذلك عقب انتهاء لقاء أجراه في الكابيتول (مقر الكونغرس) مع رئيسة مجلس النواب الديمقراطية، نانسي بيلوسي، وزعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل.
وأكد ترامب في تغريدة، الأربعاء الماضي، أنه سيتسخدم كل الصلاحيات المتاحة لدى الحكومة للمساعدة في مكافحة تفشي كورونا.
وكتب الرئيس: «أنا مستعد تماماً لاستخدام السلطة الكاملة للحكومة الفدرالية للتعامل مع التحدي الحالي».
وقال ترامب، في تصريحات بعد اجتماع عقده في وقت سابق الثلاثاء الماضي، مع كبار المسؤولين التنفيذيين في مستشفيات وشركات تأمين، إن إدارته تصرف المبالغ اللازمة وتتخذ تدابيرة عدة لحماية الأميركيين من الفيروس الذي انطلق من الصين في ديسمبر الماضي وأصبح وباء عالمياً. وأضاف «نعمل بشكل وثيق جداً مع صناعة الرحلات البحرية»، مشيراً إلى مساعدة شركات الطيران خلال هذه المحنة أيضاً.
كذلك كشف الرئيس الأميركي عن إجراءات أخرى للتخفيف من تأثيرات كورونا، وقال إن شركات التأمين الصحي الخاصة ستغطي الاختبارات المعتمدة لكشف الفيروس.
وأشاد ترامب بالعمل الذي قام به كل من نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، وفريق مكافحة فيروس كورونا، مشيراً إلى أن القرار الأفضل الذي تم اتخاذه يكمن في حظر السفر من بعض أماكن العالم، معتبراً أن ذلك أنقذ حياة كثير من الناس.
لا يعاني من أعراض كورونا
أكد الرئيس دونالد ترامب، الثلاثاء الماضي، أنه لا يحمل أياً من أعراض كورونا المستجد وأنه لا يحتاج إلى الخضوع لفحوصات، وذلك بعد إعلان عدد من أعضاء الكونغرس المقربين منه أنهم خالطوا أناساً تبين لاحقاً أنهم مصابون بالفيروس، وقرروا إخضاع أنفسهم للحجر الصحي الطوعي.
ودعا ترامب الأميركيين إلى الحفاظ على الهدوء، وقال في تصريحات صحفية عقب اجتماع مع أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ في مقر الكونغرس، إن «فيروس كورونا سيختفي حتماً. الزموا الهدوء، إنه سيختفي».
وأشار إلى تراجع حالات الإصابة في دول أخرى ما يؤشر على أن الفيروس تجري مكافحته بنجاح. وقال «نبحث التوصل لحل لهذه المشكلة. هناك أرقام جيدة قادمة من بعض البلدان حيث بدأ الفيروس بالانحسار».
وكان المشرعون، الذين قرروا فرض الحجر الصحي على أنفسهم، قد تعرضوا للفيروس خلال مؤتمر «سيباك» للمحافظين، الذي نظم بين 26 و29 شباط (فبراير) الماضي قرب العاصمة واشنطن، وشارك فيه ترامب ونائبه مايك بنس.
وصافح كل من السناتور تيد كروز والنائب بول غوسار خلال الملتقى السنوي للمحافظين شخصا مصابا بكورونا. وذكرت وسائل إعلام أميركية أن كروز التقى ترامب بعد تعرضه للفيروس.
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن مرض «كوفيد 19» الناجم عن الفيروس، ينتشر من خلال قطيرات سائلة صغيرة من أنف أو فم المصاب، ويعتقد أن فيروس «كورونا» المستجد قادر على البقاء على الأسطح من عدة ساعات حتى عدة أيام.
وقال ترامب، الثلاثاء الماضي، إنه لم يخضع لاختبار للكشف عن فيروس كورونا، موضحاً أنه لم تظهر عليه أي أعراض للمرض، كما أن طبيب البيت الأبيض راجع حالته الصحية.
وأكد أنه لا يمانع على الإطلاق إجراء تحليلات واختبارات تثبت سلامته من فيروس «كورونا»، لكنه يرى عدم وجود ضرورة لذلك.
ويوم الخميس الماضي، أعلن البيت الأبيض أن ما من داع «في الوقت الراهن» لخضوع الرئيس ترامب لفحص فيروس كورونا رغم أنه التقى قبل أيام مساعداً للرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، وتبين لاحقاً أنه مصاب بالفيروس.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، ستيفاني غريشام، إن «الرئيس ونائب الرئيس لم يختلطا عملياً بالمستشار الذي ثبتت إصابته بالفيروس وليسا بحاجة للخضوع للفحص في الوقت الراهن».
وفي مسعى منه لتهدئة الشعب الأميركي، أكد ترامب أن الإنفلونزا العادية تقتل أشخاصاً أكثر بكثير من فيروس كورونا وأن عددهم في الولايات المتحدة يصل لعشرات الآلاف سنوياً، لكن هذا الأمر لا يؤدي لاتخاذ إجراءات عاجلة. وقال ترامب، في تغريدة نشرها الاثنين الماضي على حسابه الرسمي في موقع «تويتر»: «في العام الماضي توفي 37 ألف أميركي بسبب الإنفلونزا العادية. وهذا الرقم يتراوح بين 27 ألفاً و70 ألفاً سنوياً».
يختار عضواً في الكونغرس لمنصب كبير موظفي البيت الأبيض
أعلن الرئيس دونالد ترامب، الجمعة الماضي، تعيين عضو مجلس النواب، الجمهوري مارك ميدوز، في منصب «كبير موظفي البيت الأبيض»، خلفاً لميك مولفيني الذي تولى المنصب بالوكالة منذ أكثر من عام.
وجاء في إعلان ترامب عبر «تويتر» أنه عمل مع ميدوز لفترة طويلة وعلاقته به «جيدة». وأشار إلى أن مولفيني سيتولى منصب مبعوث الولايات المتحدة لأيرلندا الشمالية.
وسيصبح ميدوز رابع شخصية تتولى منصب كبير موظفي البيت الأبيض في إدارة ترامب. وكان ميدوز، الذي يمثل الدائرة الـ11 لولاية نورث كارولاينا، كان قد أعلن العام الماضي أنه لن يسعى لإعادة انتخابه.
ويأتي قرار ترامب في إطار سلسلة من التعيينات جاءت بعد تبرئته في مجلس الشيوخ.
ولعب مولفاني دوراً بارزاً في تبرير قضية حجب مساعدات عن أوكرانيا التي كانت محور مساءلة ترامب في مجلس النواب.
يحمّل السعودية وروسيا و«الأخبار الكاذبة» مسؤولية هبوط أسعار النفط
اعتبر الرئيس دونالد ترامب، أن سبب هبوط سوق الطاقة العالمية، يعود إلى الخلاف بين السعودية وروسيا حول أسعار النفط وما وصفه بـ«الأخبار الكاذبة».
وقال ترامب، في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي في موقع «تويتر»، الاثنين الماضي: «السعودية وروسيا تختلفان حول أسعار وتدفق النفط. هذا الأمر والأخبار الكاذبة سبب هبوط السوق».
ومع ذلك شدد الرئيس الأميركي، في تغريدة أخرى، على أن «تراجع أسعار البنزين أمر جيد بالنسبة إلى المستهلك».
وشهدت أسعار النفط تراجعاً مستمراً خلال الأيام الأخيرة على خلفية الزيادة الملموسة للعرض مقابل الطلب، تعمقت بسبب المخاوف من تفشي النوع الجديد لفيروس كورونا.
وصدمت سوق الطاقة العالمية، الاثنين الماضي، بهبوط حاد لأسعار النفط وصل إلى نسبة 30 بالمئة، على خلفية الفشل في تمديد اتفاق «أوبك+» الخاص بالحد من الإنتاج النفطي، فيما قالت تقارير إعلامية إن هذا الأمر سببه خلاف بين روسيا والسعودية حول الموضوع.
ومن المتوقع أن يتم رفع القيود على إنتاج النفط اعتباراً من 1 أبريل المقبل، فيما قررت السعودية زيادة الاستخراج وتقليص الأسعار لتعزيز مواقعها في السوق العالمية على الرغم من تراجع الطلب.
وناقش ترامب «أسواق الطاقة العالمية» مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وفق ما أعلن البيت الأبيض الثلاثاء الماضي، بعدما هز الهبوط الكبير في أسعار النفط الأسواق العالمية حيث انخفض سعر البرميل إلى نحو 35 دولاراً.
وأفاد بيان البيت الأبيض أن ترامب تحدث مع الأمير محمد الاثنين الماضي قائلاً «ناقش الرئيس وولي العهد أسواق الطاقة العالمية وغيرها من المسائل الإقليمية والثنائية المهمة».
ولم يقدم البيت الأبيض تفاصيل إضافية بشأن المسائل التي تمت مناقشتها. لكن حديث ترامب مع ولي العهد السعودي يأتي إثر اندلاع ما صار يعرف بـ«حرب أسعار» في النفط كرد سعودي على رفض روسيا وشركاتها اتفاق تخفيض إضافي في إنتاج النفط 1.5 مليون برميل يومياً، بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.
ونتيجة لهذا التصعيد بين دول الأوبك انهارت أسعار النفط على مدار الساعات الماضية بنسبة 20 بالمئة، حتى وصل لأقل سعر له منذ حرب الخليج 1991.
Leave a Reply