رغم مقاطعة سباقي الرئاسة ومجلس الشيوخ .. التصويت بكثافة يبرز الثقل العربي في منطقة ديترويت لجنة «أيباك» العربية الأميركية تصدر قائمة المرشحين المدعومين في انتخابات نوفمبر المقبل: لا لهاريس ولا لترامب
ديربورن
للمرة الأولى منذ تأسيسها عام 1998، توصي «اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي» (أيباك) بعدم التصويت لأيٍّ من المرشحين في سباق البيت الأبيض ضمن الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وذلك بسبب «الدعم الأعمى» الذي يقدمه كل من المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس، والمرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب، لدولة الاحتلال الإسرائيلي التي تواصل حربها الغاشمة في قطاع غزة ولبنان، للشهر الثالث عشر على التوالي.
وأصدرت «أيباك» الأسبوع الماضي قائمة المرشحين الذين تدعمهم في انتخابات نوفمبر المقبل، والتي تبنّتها صحيفة «صدى الوطن» بسبب معايير الشفافية والديمقراطية لدى اللجنة السياسية التي تتوخى تفعيل وحماية الدور السياسي للعرب الأميركي في منطقة ديترويت.
ومع احتدام السباق الرئاسي في ولاية ميشيغن، حيث الكثافة العربية المرجحة، أوضح بيان لـ«أيباك» الأسبوع الفائت بأن اللجنة ترفض تأييد هاريس أو ترامب، في انتخابات نوفمبر، بسبب تأييدهما لـ«مجازر الإبادة الجماعية في قطاع غزة ولبنان»، ودعمهما المتواصل لـ«الحكومة الإسرائيلية، التي يقودها يمينيون متطرفون، مجرمون وقتلة»، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ولفت البيان إلى أن أعضاء اللجنة عقدوا اجتماعات مطوّلة ومستفيضة لاختيار المرشحين المفضلين في مختلف السباقات التنفيذية والتشريعية والقضائية، بالإضافة إلى السباق الرئاسي «المحتدم بشدة»، وانتهى بهم المطاف إلى استبعاد هاريس وترامب من قائمة المدعومين لهذا الاستحقاق الانتخابي. وقال البيان: «إننا نواجه هذا العام خيارين يضرّان بمجتمعاتنا العربية الأميركية، وكذلك بعائلاتنا وشعوبنا في أوطاننا الأم، ولا يمكننا –بكل بساطة– منح أصواتنا للديمقراطية كامالا هاريس أو الجمهوري دونالد ترامب، اللذين يدعمان بشكل أعمى، الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل».
وأشار البيان إلى أن «أيباك» توصي لأول مرة منذ تأسيسها في عام 1998 بعدم التصويت لأي مرشح رئاسي في سباق البيت الأبيض، وقال: «منذ تأسيسها قبل نحو عقدين ونصف، أيدت أيباك، العديد من المرشحين الجمهوريين والديمقراطيين لمختلف المناصب العامة، بما في ذلك منصب الرئاسة الأميركية، ولكن في هذه الانتخابات، لا يمثل أي من المرشحين الرئاسيين آمالنا وأحلامنا كعرب أميركيين».
وأضاف بأن هاريس وترامب يشكلان «تهديداً لمبادئنا، ولا يمكن أن يعهد لأي منهما بقيادة سياساتنا الداخلية والخارجية»، محذراً من أن الولايات المتحدة تقف عند «مفترق طرق» خلال هذه المرحلة العصيبة في تاريخ البلاد.
وقال البيان: «لقد شهدنا في لجنة أيباك بألم شديد طوال الأشهر الاثني عشر الماضية، الإبادة الجماعية التي ما زالت ترتكب ضد الفلسطينيين الأبرياء في غزة ولبنان، ولسنا على استعداد للتضحية بمبادئنا من أجل المرشح الأقل شراً»، مؤكداً بأن التصويت لهاريس أو ترامب سوف «يبدو وكأنه دعم للسياسات التي تتعارض مع قيمنا وبوصلتنا الأخلاقية ومستقبل أميركا والعالم».
وبحسب البيان الذي استقطب اهتماماً إعلامياً لافتاً وتناقلته وكالات الأنباء العالمية، فقد رفضت هاريس الدعوة إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في فلسطين ولبنان، وأنها أدارت ظهرها لمطالب شرائح واسعة من الأميركيين بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيل التي لا تتورع عن «انتهاك القوانين الأميركية والشرعية الدولية».
وذكّر البيان بمواقف هاريس التي حرمت العرب الأميركيين ظلماً من فرصة التحدث خلال المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي بمدينة شيكاغو في شهر تموز (يوليو) المنصرم، وقال إن نائبة الرئيس تواصل بلا خجل، الأكاذيب المفضوحة حول عمليات الاغتصاب الجماعي التي تُنسب لكوادر المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر الفائت، مضيفاً بأن تكرارها تلك الأكاذيب يسهم «في نزع الصفة الإنسانية عن شعبنا».
وعرّج البيان على تعهدات هاريس بتقديم الدعم المالي والعسكري لكيان الاحتلال الذي يمعن في جرائم الإبادة الجماعية في الأراضي المحتلة، وقال إن المرشحة الديمقراطية–كجزء من إدارة بايدن– وقفت مكتوفة أمام استخدام الولايات المتحدة لحق النقض ضد قرارات وقف إطلاق النار في الأمم المتحدة.
وعلى نفس المنوال، حثّ البيان على عدم التصويت للمرشح الجمهوري الذي لا يفوّت فرصة للتعبير عن دعمه اللامحدود لإسرائيل، وقال إن ترامب قد شجّع نتنياهو مراراً وتكراراً على ما يسميه بـ«إنهاء المهمة» في قطاع غزة، كما توعد بترحيل المؤيدين للقضية الفلسطينية الذين تظاهروا في حرم الكليات والجامعات الأميركية خلال الأشهر الماضية.
ونوّه البيان بتصريحات الرئيس السابق الذي يصف نفسه بـ«حامي إسرائيل”، وتعليقاته التي تزعم بأن الدولة العبرية «صغيرة جداً» على الخريطة ويجب أن «تتوسع»، إلى جانب تساؤلاته الدائمة عما إذا كانت توجد طريقة لجعلها «أكبر». وقال البيان إن إدارة ترامب كانت داعمة لحكومة نتنياهو «بلا تردد»، ودافعت عن شرعية المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، بالإضافة إلى اعترافها بضم الدولة العبرية لمرتفعات الجولان السورية، وقيامها كذلك بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة.
وفي الإطار، أكد ناشر «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني بأن امتناع اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي عن تأييد أي من المرشحين الرئاسيين في نوفمبر القادم لا يعني «التزام الصمت»، بقدر ما يعني توجيه رسالة واضحة وقوية مفادها بأن «أيباك» «ترفض دعم المرشحين الذين لا يهتمون بنا أو بمخاوفنا، والذين يستمرون في تقسيم أميركا، فضلاً عن كونهم متواطئين في دعم جرائم الإبادة الجماعية المستمرة في الشرق الأوسط».
كذلك، امتنعت اللجنة السياسية عن تأييد أي من المرشحين في سباق مجلس الشيوخ الأميركي بولاية ميشيغن، والذي يضم النائبة الحالية عن ميشيغن في مجلس النواب الأميركي إليسا سلوتكين والنائب السابق عن ميشيغن في مجلس النواب الأميركي، الجمهوري مايك رودجرز، مطالباً الناخبين العرب الأميركيين بعدم التصويت لأي منهما بسبب دعمها اللامحدود لإسرائيل أيضاً.
وقال البيان بأن سلوتكين تؤيد سياسات نتنياهو بـ«قوة»، مذكراً بمعارضتها في الكونغرس الأميركي لمطالبات النائب الفلسطينية الأصل رشيدة طليب بوقف الحرب في الأراضي المحتلة، وقال البيان إن يدي سلوتكين التي عملت مع وكالة المخابرات المركزية في العراق في خلال إدارتي بوش وأوباما، ملطختان بالدماء.
وعلى شاكلة سلوتكين، يحفل تاريخ منافسها الجمهوري في تأييد دولة الاحتلال ودعم الحروب، بما فيها الغزو الأميركي للعراق عام 2003، بحسب بيان «أيباك» الذي ذكر أن رودجرز صوّت لصالح قرار في الكابيتول للحرب على العراق، مضيفاً بأن تلك «الحرب كانت قائمة على الأكاذيب والخداع».
وطالب السبلاني، الناخبين العرب والمسلمين الأميركيين بعدم التصويت لسلوتكين ورودجرز الذين لا يستحقان «أصواتنا» بحسب تعبيره، مضيفاً بأن كلا المرشحين في سباق مجلس الشيوخ بولاية ميشيغن «من دعاة الحروب، ومن مؤيدي إسرائيل».
وأردف السبلاني قائلاً: «بدون أصواتنا لن يتمكن أي مرشح من تحقيق نصر كامل، وبهذه الطريقة نجعل أصواتنا مسموعة»، مستدركاً بالتأكيد على أهمية أن يقترع الناخبون العرب والمسلمون الأميركيون في ولاية ميشيغن بكثافة خلال الانتخابات الحالية، وأن يلتزموا بقائمة المدعومين من قبل «أيباك» التي «تضم العديد من المرشحين الذين يستحقون أصواتكم».
وأوضح السبلاني بأن اللجنة السياسية ستقوم خلال الأيام القليلة المقبلة بإرسال منشورات بريدية تتضمن قائمة المدعومين من قبل «أيباك» إلى منازل الناخبين في منطقة مترو ديترويت، ولاسيما الناخبين العرب الأميركيين، وقال: «من الآن وحتى يوم الانتخابات، يرجى المشاركة في التصويت والتأكد من إخبار عائلتكم وأصدقائكم وجيرانكم بأن يصوتوا للمرشحين المؤهلين في بطاقة الاقتراع الذين يستحقون تصويتكم ويحتاجون إلى دعمنا».
من ناحيته، أفاد مسؤول لجنة الدعم في «أيباك» حسين سعد لـ«صدى الوطن» بأن قرار اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي باستبعاد كلا المرشحين الرئاسيين من قائمة المدعومين في انتخابات نوفمبر المقبل قد يكون القرار «الأهم» في تاريخ المنظمة السياسية التي قررت عدم التغاضي عن جرائم الإبادة الجماعية في لبنان وقطاع غزة من أجل المكتسبات أو المصالح السياسية.
وأوضح سعد بأن نائبة الرئيس، وكذلك الرئيس السابق، «يتخذان نفس الموقف عملياً» بشأن الحرب المستعرة في الشرق الأوسط، وقال: «ليس لدى العرب الأميركيين الوقت لإضاعته وهم يدفنون أحباءهم ويشاهدون تدمير بلدانهم الأصلية»، مضيفاً «لقد توصلنا إلى استنتاج مفاده بأن كلا المرشحين الجمهوري والديمقراطي يفتقد للرؤى التي تحقق التغيير الهادف، وعليه فإننا نوصي بعدم التصويت لأي منهما في نوفمبر المقبل».
واستدرك سعد بالتأكيد على أن اللجنة السياسية تحث الناخبين العرب والمسلمين الأميركيين على التصويت بكثافة في الانتخابات الرئاسية الحالية التي تتضمن بالإضافة إلى السباق الرئاسي، العدديد من السباقات المحلية الحاسمة.
وكانت قائمة المرشحين المدعومين قد اتخذت بموافقة غالبية أعضاء اللجنة التي تعقد في كل موسم انتخابي اجتماعات ومقابلات مكثفة لتحديد المرشحين الذين يستحقون أصوات الناخبين العرب الأميركيين في ولاية ميشيغن بناء على برامجهم الانتخابية ووعودهم بدعم قضايا العرب الأميركيين وحماية مصالحهم وتمثيلهم في الوظائف الحكومية والرسمية بمختلف المجالات.
ووفقاً للوائح المنظمة السياسية، لا يتم اعتماد المرشحين إلا بعد تقدمهم بطلب خطي وحصولهم على أغلبية ثلثي أعضاء اللجنة. وأما المرشحون الذين حصلوا على تأييد «أيباك» في دورات انتخابية سابقة، فيتم إدراجهم تلقائياً ضمن قائمة المدعومين، من دون الحاجة إلى إعادة مقابلتهم وتقييم برامجهم، خاصة أولئك الذين أظهروا التزامهم بالوعود التي تعهدت بدعم قضايا ومصالح العرب الأميركيين، وتعميق أواصر الصداقة مع المجتمع العربي الأميركي في كافة أرجاء الولاية.
وأشارت رئيسة «أيباك»، المحامية فرح حب الله، إلى أن اللجنة تعوّل على مواصفات «الانفتاح والصدق وتحديد الأهداف» لدى المرشحين، بغض النظر عن خلفيات المرشحين. وقالت: «إن أحد أهم الأسئلة التي نطرحها على المرشحين تتعلق بما يرونه ضرورياً لمناصبهم، وحول أولويات المجتمع، وخططهم لتلبية أهداف الناخبين».
وأكدت حب الله بأن المنظمة اختارت دعم المرشحين «الأكثر تأهيلاً وكفاءة»، مهيبة بالناخبين العرب الأميركيين أن يقبلوا «بكثافة» على صناديق الاقتراع في جميع الدورات الانتخابية، وقالت إن التصويت هو «حق» يجب على جميع الأفراد الاستفادة منه. وتابعت بالقول: «إن من أهم الأشياء التي تحاول أيباك القيام بها، هو دفع جاليتنا إلى المشاركة الفعالة، بغض النظر عما إذا صوّتوا للمرشحين الذين تدعمهم أيباك أو للمرشحين الآخرين»، موضحة بأن التصويت «يمكن أن يحدث فرقاً، ويمكن أن يغيّر حياة الأجيال القادمة، إذا كان المرشحون يمثلون المجتمع ويحملون مخاوف الناس وتطلعاتهم».
وفي ما يلي قائمة المرشحين الذين تدعمهم «أيباك» في انتخابات نوفمبر المقبل:
■ سباق الرئاسة الأميركية
– لا أحد. لا تصوّتوا للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس ولا للمرشح الجمهوري دونالد ترامب
■ مجلس الشيوخ عن ولاية ميشيغن
– لا أحد. لا تصوتوا للمرشحة الديمقراطية إليسا سلوتكين ولا للمرشح الجمهوري مايك رودجرز.
■ مجلس النواب الأميركي
– رشيدة طليب (الدائرة 12)
– ديبي دينغل (الدائرة 6)
■ مجلس نواب ولاية ميشيغن
– العباس فرحات (الدائرة 3)
– إرين بيرنز (الدائرة 15)
■ محكمة ميشيغن العليا
– كيرا هاريس بولدن
■ محكمة الاستئناف بميشيغن
– لاتويا ويليس
■ مجلس حكام جامعة «وين ستايت»
– رشا دمشقية
■ المدعي العام بمقاطعة وين
– كيم وورذي
■ شريف مقاطعة وين
– رافايل واشنطن
■ أمين خزانة مقاطعة وين
– أريك سابري
■ مسجل العقود بمقاطعة وين
– برنارد يونغبلود
■ مجلس مفوضي مقاطعة وين
– سام بيضون (الدائرة 13)
– ديفيد كنيزيك (الدائرة 8)
■ المدعي العام بمقاطعة ماكومب
– كريستينا هاينز
■ أمين خزانة مقاطعة ماكومب
– مات تشرشل
■ محكمة مقاطعة وين
– لورنس العسل
– عادل حرب
■ محكمة مقاطعة وين
(مقعد مفتوح لمرشحين من خارج المحكمة)
(صوّت لمرشح واحد فقط)
– لورنس العسل
■ محكمة الإرث والوصايا بمقاطعة وين
– ماسي جاينز
■ محكمة مقاطعة أوكلاند
– نيكول هدليستون
■ محكمة مقاطعة واشطنو
– جنان حمود
■ محكمة ديربورن (المحكمة 19)
– سام سلامة
■ محكمة ليفونيا (المحكمة 16)
– روبن بيرسكوني
■ محكمة ساوثفيلد (المحكمة 46)
– روبن ديلارد روساو
■ محكمة روتشستر هيلز (المحكمة 52/3)
– لورا بوليزي
■ محكمة بليموث (المحكمة 35)
– مايكل ووديارد
■ مجلس ديربورن التربوي
– جمال الجهمي
– عامر زهر
■ مجلس كريستوود التربوي
في ديربورن هايتس
– نجاح شامي–جنون
■ مقترح انتخابي بإصدار سندات دين لمدارس كريستوود
– التصويت بـ«نعم»
■ الكليرك في بلدة كانتون
– مايكل سيغريست
Leave a Reply