هامترامك – بحضور مسؤولين منتخبين وفعاليات مجتمعية، أزيح الخميس الماضي، الستار عن لوحة شارع جادة فلسطين Palestine Avenue بمدينة هامترامك تكريماً ودعماً لكفاح الشعب الفلسطيني وضحاياه الذين استشهدوا خلال الحرب الوحشية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول – أكتوبر، المنصرم.
وكان مجلس هامترامك قد وافق في شهر كانون الأول – ديسمبر، الماضي بأغلبية أربعة أعضاء مقابل ثلاثة على قرار بإطلاق تسمية «فلسطين» على شارع هولبروك ضمن حدود المدينة، وذلك لمسافة تمتد لحوالي ميلين ونصف بين شارعي بافالو وسانت أوبين، علماً بأن التسمية الجديدة هي بمثابة لفتة رمزية ولن يكون لها أي تأثير فعلي على العناوين البريدية أو التسميات القانونية الأخرى على امتداد الشارع.
واُستهل الحفل بكلمة لعضو مجلس هامترامك خليل الرفاعي الذي أكد على أن معاناة الشعب الفلسطيني من الاحتلال الإسرائيلي ليست جديدة، وأن سقوط آلاف الضحايا من النساء والأطفال في قطاع غزة ما هو إلا فصل جديد من جرائم الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، مهيباً بالسياسيين الأميركيين وفي مقدمتهم الرئيس جو بايدن أن يتخذوا قراراً حاسماً بوقف الحرب لإنقاذ المدنيين في القطاع المنكوب.
الرفاعي، وهو صاحب مشروع القرار، أكد على أن مجتمع وحكومة هامترامك سيعملان كل ما بوسعهما لفضح جرائم الاحتلال وتأييد الحقوق المشروعة للفلسطينيين، لافتاً إلى أن إطلاق اسم فلسطين على أحد الشوارع الرئيسية في المدينة، هو مجرد مثال على تعاطف السكان مع الشعب الفلسطيني. وأردف الرفاعي الذي يتحدر من أصول يمنية: «لقد كان لي الشرف بتقديم مشروع القرار، وإنني أشكر زملائي الذين ساعدوا على تمريره في المجلس».
من جانبه، أعرب رئيس البلدية أمير غالب عن اعتزازه بتمرير القرار الذي أثار الكثير من النقاشات الحادة والمواقف المتعارضة، لافتاً إلى أن أغلبية أعضاء المجلس صوّتوا في بادئ الأمر ضد إدراج المقترح ضمن جدول الأعمال، غير أنه عاد وأقنعهم بالعدول عن ذلك.
ويشكل المسلمون جميع أعضاء المجلس الستة، بالإضافة إلى رئيس البلدية الذي يترأس المجلس بموجب ميثاق هامترامك.
وقال غالب إن الأعضاء الستة انقسموا بالتساوي حول مشروع القرار، حيث صوّت ثلاثة لصالحه مقابل ثلاثة ضده، موضحاً بأن موقفه المؤيد لمشروع القرار حسم الموقف في نهاية المطاف. وأضاف: «لقد فعلت ذلك، لأنه لا يمكن لمدينة هامترامك أن تقف على الحياد إزاء الصراع في الأراضي المحتلة. وقد قررنا الوقوف بجانب السلام في مواجهة القمع، ومع الإنسانية بمواجهة الوحشية والبربرية، ومع القانون الدولي ضد الاحتلال، ومع وقف إطلاق النار ضد جرائم التطهير العرقي في قطاع غزة».
وأردف غالب: «إننا نفخر بكوننا أول مدينة أميركية تمرر قراراً يدعو إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في الأراضي المحتلة في شهر أكتوبر، كما أننا نفخر بكوننا أول مدينة تطلق اسم فلسطين على أحد شوارعها الرئيسية بعد السابع من أكتوبر».
من جانبه، أشاد نائب محافظ مقاطعة وين أسعد طرفة بالتنوع الديموغرافي الذي تزخر به مدينة هامترامك التي تضم زهاء 28 ألف نسمة، يتحدر نحو ثلثيهم من أصول بنغالية ويمنية، وقال: «في هذه المدينة المرحبة، لدينا شوارع باسم بولندا وبنغلاديش واليمن، ونحن هنا اليوم لنحتفل بشارع فلسطين».
المرشح لعضوية مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية ميشيغن ناصر بيضون، قال إن هامترامك ليست فقط المدينة الأولى في التنوع الإثني والعرقي بولاية ميشيغن، وإنما هي الأولى أيضاً في دعم القضايا العادلة حول العالم، مندداً بصمت وتواطؤ معظم السياسيين الأميركيين مع الحرب الإسرائيلية ضد سكان القطاع المحاصر.
وأكد بيضون بأن الوقت قد حان لانتخاب مسؤولين يمثلوننا «بحق» ولا يسارعون إلى الاختباء عندما نتواصل معهم وحثهم على المطالبة بوقف إطلاق النار في الأراضي المحتلة، وقال: «قبل إنهاء الاحتلال في فلسطين، علينا إنهاء الاحتلال في الكونغرس الأميركي».
وتابع قائلاً «إن مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء لا يجب أن يمر دون محاسبة في الولايات المتحدة»، مشجعاً الناخبين الأميركيين على عدم التصويت لجميع المسؤولين الذين أظهروا مساندتهم أو صمتهم حيال جرائم الاحتلال الإسرائيلي خلال الشهور الخمسة الأخيرة.
Leave a Reply