ديترويت
أصدرت محكمة مقاطعة وين –مؤخراً– أحكاماً بالسجن لا تقل عن 15 سنة بحق ثلاثة أفارقة أميركيين ضالعين في مقتل الشابة العراقية سجى الجنابي، التي لقيت حتفها بحادثة إطلاق نار أمام منزل عائلتها في ديربورن، يوم السادس من أيلول (سبتمبر) 2019.
وكان المدانون الثلاثة قد ارتكبوا جريمتهم وهم في سن المراهقة، حيث كان المدعو ديماوريو ديسميوك يبلغ من العمر 14 عاماً وجمال فيلسون، 17 عاماً. أما المدان الثالث فقد كان في سنّ الثالثة عشرة، ولم يتم الكشف عن هويته لعدم بلوغه السنّ القانوني.
وكان الثلاثة قد قاموا بقتل الجنابي ضمن سلسلة جرائم سطو مسلح استهدفت أحياء شرق ديربورن في غضون ساعات قليلة، قبل أن تتمكن شرطة المدينة من التعرف عليهم واعتقالهم بعد يومين من التحقيقات المركزة.
وحكم على ديسموك وفيلسون بالسجن من 16 إلى 30 سنة بتهمة القتل العمد من الدرجة الثانية. فيما سيتعين على ديسميوك قضاء سنتين إضافيتين خلف القضبان لحيازته مسدساً أثناء ارتكاب الجريمة.
أما المراهق الثالث فقد تمت مقاضاته باعتباره حدثاً ولكن حُكم عليه بالسجن كبالغ بعقوبة لا تقل عن 15 سنة وقد تصل لمدى الحياة كحد أقصى، وذلك بعد إدانته بتهمتي سطو مسلح وارتكاب جناية مسلحة، فيما أسقطت عنه تهمة القتل.
وكانت الجنابي (29 عاماً)، وهي من سكان مدينة وورن، قد هاجرت مع عائلتها إلى ميشيغن هرباً من الصراعات المسلحة في الشرق الأوسط وسعياً وراء الحلم الأميركي، قبل أن تقع ضحية عنف المراهقين الثلاثة الذين ارتكبوا سلسلة جرائم سطو مسلح وإطلاق نار، ليلة السادس من سبتمبر 2019.
وقام المراهقون بالسطو على امرأة تبلغ من العمر 49 عاماً عند الساعة 9:35 مساءً على شارع ستيدمان (الكتلة 7000). وبعد أقل من 20 دقيقة، تم العثور على الجنابي غارقة بدمائها قرب سيارتها المركونة أمام منزل العائلة على شارع بينغهام (الكتلة 7840)، بعد إصابتها بعيار ناري في الرأس، وقد فارقت الحياة وهي في طريقها إلى المستشفى.
وبعد قتل الجنابي وسرقتها، فرّ الثلاثة من المكان ليواصلوا عملياتهم الإجرامية، حيث قام ديسميوك بإطلاق النار على رجل يبلغ من العمر 56 عاماً لكنه لم يصب بأذى، بحسب الادعاء العام.
وأثارت حادثة مقتل الجنابي، الحزن والغضب في أوساط المجتمع المحلي، مما دفع شرطة ديربورن إلى التحرك بسرعة للقبض على الجناة، لاسيما وأن هذا النوع من الجرائم العشوائية نادر الحدوث في المدينة.
وبحسب أقارب الضحية، كانت الجنابي قد حازت لتوها على رخصة القيادة وكانت تستعد لإجراء اختبار الجنسية لتصبح مواطنة أميركية، قبل أن تُزهق أحلامها على يد المراهقين الثلاثة، وفق تصريح شقيقها علي، لصحيفة «ديترويت نيوز».
وأضاف علي بأن شقيقته كانت تساعد أي شخص محتاج، مرجحاً أنها كانت ستساعد هؤلاء المراهقين لو طلبوا منها المساعدة في تلك الليلة، «لكن للأسف، اتخذ أحدهم القرار السيء بإنهاء حياتها».
وأردف أنه سمع دويّ عيار ناري، ثم دخل شقيقه محمد غرفته باكياً ليخبره بأن سجى قد أصيبت برصاصة. على أثر ذلك حاول علي إنعاش قلب ورئتي شقيقته الغارقة بدمائها، لكن دون جدوى.
وأشار للصحيفة إلى أنه منذ وفاة سجى، تغيرت حياة أسرتهم «عاطفياً ومالياً وعقلياً»، لافتاً إلى أنه في كل مرة يذهب فيها إلى المقبرة لزيارة شقيقته، ينفجر بالبكاء. وختم بالقول إنه ما زال يشعر وكأنها قُتلت بالأمس، مضيفاً: «سنفتقدك دائماً وستظلين دائماً محبوبة».
Leave a Reply