حضور سياسي ورسمي وشعبي حاشد .. والتنافس على حاكمية ميشيغن يحتدم مبكراً
أقامت «اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي» (أيباك) –الثلاثاء الماضي– حفلها السنوي العشرين في «نادي بنت جبيل الثقافي الاجتماعي» بمدينة ديربورن، وسط حضور حاشد زاد عن 600 شخص، تقدمهم مسؤولون رسميون ومرشحون في الانتخابات.
وفي بداية الاحتفال الذي افتتح بالنشيد الوطني الأميركي، دعت رئيسة «أيباك» المحامية منى فضل الله الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الضحايا الذين قضوا في «حادث مانهاتن»، الثلاثاء الماضي.
كما شرح رئيس «لجنة الدعم» الفرعية في «أيباك»، المحامي علي حمود، آلية حصول المرشحين على دعم اللجنة، وقال «إن الحصول على دعم «أيباك» يشترط تقدم المتسابقين لمختلف المناصب الإدارية والحكومية والقضائية بطلب خطي للجنة»، مشيراً إلى أن «أيباك» تجري مقابلات معمقة معهم «لمعرفة برامجهم ورؤاهم ومدى قدرتها على معالجة المشاكل والتحديات المطروحة». وأفاد حمود بأن حصول المرشح على دعم «أيباك» يشترط نيلَهُ أصوات ثلثي أعضاء اللجنة على الأقل. (يمكن الاطلاع على أسماء المرشحين المدعومين من قبل «أيباك» في انتخابات ديربورن وديربورن هايتس وهامترامك وديترويت، ص ٥)
وعدّد حمود في كلمته أبرز المرشحين الذين نالوا دعم «أيباك» خلال العقدين الماضيين، مورداً أسماء العشرات منهم، في إشارة إلى أهمية موقع «أيباك» على الخارطة السياسية في ميشيغن بسبب التفاف الجالية العربية حول قراراتها.
وأشار رئيس بلدية ديربورن جاك أورايلي إلى الفرق الذي أحدثته «أيباك» في مدينة ديربورن منذ تأسيسها عام 1998، مؤكداً على دورها الهام في «التثقيف الانتخابي وتشكيل مستقبل مجتمع ديربورن».
أورايلي –الذي يعد من أبرز المرشحين الحائزين على دعم «أيباك»، هذا الموسم– أعاد التذكير بشعار حملته الانتخابية الأولى لرئاسة بلدية ديربورن عام 2007، وقال «لقد كان شعاري في الحملة الانتخابية الأولى هو «ديربورن واحدة»، واليوم ونحن على أبواب الانتخابات العامة.. ما أزال ملتزماً بقوة، بهذا الشعار».
وختم أورايلي كلمته المقتضبة بالتأكيد على أن «ما يجعل ديربورن عظيمة حقاً، هي وحدة المجتمع».
وفي معرض تقديمه للمتحدث الرئيسي في الحفل، نائب حاكم ولاية ميشيغن براين كالي، قال ناشر «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني «لقد وقفت وراءَ هذا المنبر قبل 20 عاماً ولم أكن أتصور –آنذاك– أن مجتمعنا سيخطو هذه الخطوات الكبيرة وأنه سينجز هذه الإنجازات العظيمة»، وتساءل «أين سنكون بعد 20 سنة أخرى؟»، في إشارة إلى إصراره على مواصلة دعم مسيرة اللجنة لتحقيق المزيد من الإنجازات.
ووصف السبلاني، كالي بـ«الإنساني والقائد العظيم القادر على صنع القرارات وإبرام الاتفاقات»، وقال «كالي هو أصغر نائب حاكم ولاية في البلاد»، مضيفاً «إنه يحرص على زيارة جميع مدن الولاية لكي يستكشف طبيعة التحديات التي تواجهها مجتمعات ميشيغن، وفي مقدمتها مجتمع العرب الأميركيين».
وأشار إلى أن كالي «أعاد تشكيل العلاقة بين العرب الأميركيين والحزب الجمهوري» على نحو إيجابي، بعدما تأزمت في عهد المحافظين الجدد والرئيس السابق جورج بوش، والتي ازدادت تعقيداً مع وصول الرئيس دونالد ترامب إلى سدة الحكم.
وأشاد السبلاني بانفتاح الجمهوريين على الجالية العربية مجدداً في ظل إدارة سنايدر/كالي، ولفت إلى أن «الجمهوريين عينوا قاضيين عربيين أميركيين في محكمة مقاطعة وين، هما مريم بزي وعادل حرب، إضافة إلى تعيين كثيرين آخرين في هيئات حكومية أخرى، كما قاموا بإعادة إحياء «هيئة الشرق أوسطيين» الاستشارية التي تقدم المشورة للحاكم وتضم أعضاء عرباً وكلداناً.
ومازح السبلاني المسؤولين الديمقراطيين الحاضرين قائلاً «إذا وصلتم إلى حاكمية ميشيغن، فإنكم تدينون لنا بتعيين ثلاثة قضاة».
تنافس مبكر على حاكمية ميشيغن
كالي، الذي يدرس إمكانية ترشحه لمنصب الحاكم في ٢٠١٨، شدد في كلمته على الحاجة الملحة لتحسين اقتصاد ميشيغن من خلال الاستفادة من الموهوبين من كافة مكونات الولاية، بضمنهم أصحاب الاحتياجات الخاصة والمدمنون وأصحاب السوابق.
وسرد نائب الحاكم قصة عن شخص مصاب بالتوحد –في العشرينات من عمره– حصل بعد فترة تدريب قصيرة في إحدى الشركات على وظيفة نجح من خلالها في توفير ما يزيد عن مليون دولار لتلك الشركة.
وحث كالي مسؤولي الولاية في التركيز على العمل المنتج بدلاً من الانشغال في المنافسات والصراعات الانتخابية والحزبية.
المرشح الديمقراطي لحاكمية ميشيغن، العربي الأميركي عبد الرحمن (عبدول) السيد، ألقى خطاباً ملهماً نال من بعده تصفيقاً حاداً من الجمهور، معرباً عن أمله بإمكانية فوزهِ في انتخابات الحاكمية في 2018.
وأشار السيد، وهو ابن مهاجر مصري وأم أميركية، إلى أن المدارس الأميركية تركز في تعليم النشء والطلاب على أن المجتمعات والثقافة الأميركية تفضل «المبادئ على الهويات»، مشدداً على التزامه بهذا المبدأ خلال مسيرته العلمية والعملية.
وقال إنه نجح في ذلك من خلال توليه دائرة الصحة في بلدية ديترويت، مشيراً إلى إنه ألزم المصانع بالتزام تطبيقات تقلل من التلوث البيئي، كما أجبر المدارس وروضات الأطفال على فحص المياه والتأكد من خلوها من مادة الرصاص السامة.
وأضاف «إن العمل على إيجاد حلول للمشاكل يمكننا من الالتقاء معاً»، مشدداً «أننا أمام خيارات ملحة، وعلينا.. إما التنحي جانباً أو العمل على اختيار مرشحين كفوئين.. يجب أن نكون في الخطوط الأمامية وأن نكون مصدر إلهام للآخرين».
ومن جهتها، أضاءت المرشحة الديمقراطية الأبرز لحاكمية ميشيغن غريتشن ويتمر، على إنجازات الناشطين والمؤسسات العربية الأميركية، من ضمنها «أيباك» و«الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية» التي «كافحت بفعالية ضد قرار ترامب بحظر السفر»، وفقاً لويتمر.
وأضافت زعيمة الديمقراطيين السابقة في مجلس شيوخ الولاية: «هذه الليلة أعتقد أنه من الهام جداً أن نتحدث حول أهمية تضامننا مع بعضنا البعض في نضالاتنا» مشيرة إلى أن «لدينا رجل في البيت الأبيض حاول مرتين أن يحظر السفر على أناس بسبب دينهم».
واعتبرت السناتور السابقة، أن الأعمال التجارية الصغيرة، التي يتميز بها العرب الأميركيون، تشكل الحجر الأساس في نجاح ولاية ميشيغن».
تكريم
في ختام الحفل، قدمت «أيباك» جائزة «الخدمة العامة» لكل من عضو مجلس هامترامك البلدي، اليمني الأميركي سعد المسمري، وعضو مجلس ديربورن التربوي فدوى حمود، كما منحت جائزة «الخدمة المجتمعية» لكل من الناشط اليمني وليد فدامة وصاحب «قاعة بيبلوس» جو بزي.
وخلال تكريمه، قال المسمري «إن المجتمع العربي الأميركي هو جزء عظيم من مجتمع ولاية ميشيغن، وأعتقد أنه بحاجة لتمثيل عادل على مستوى كونغرس الولاية، وبهذه المناسبة أود الإعلان عن نيتي بالترشح لمجلس نواب ميشيغن (عن الدائرة الرابعة) في انتخابات 2018».
أما حمود، فقد عبرت عن فخرها بانتمائها لـ«أيباك» التي شكلت أرضية خصبة لخبرتها، وقالت «لقد تعلمت من هذه اللجنة وقياداتها الكثير، وإنني أتطلع لاستثمار ما تعلمته في خدمة مجتمعي».
وبدوره، دعا فدامة الحاضرين إلى حث حكومة الولايات المتحدة على التوقف عن دعم السعودية التي تشن عدواناً عسكرياً ضد اليمن منذ عامين.
وكان السبلاني قد وصف فدامة –في إطار تقديمه لنيل الجائزة– بأنه «واحد من قيادات المجتمع العربي الأميركي، وبأنه يمثل أفضل ما في مجتمعنا»، مشدداً «فدامة.. ليس خجولاً ولا متردداً في شجب العدوان وإدانة دعم الإدارة الأميركية لحكام السعودية المستمرين في سفك دماء الأبرياء على مرأى ومسمع العالم دون أن يحرك أحد ساكناً».
على هامش الحفل
تجدر الإشارة إلى أن الحفل السنوي العشرين لـ«أيباك» قد تضمن عرض فيديو، مدته 5 دقائق، تمحور حول أبرز المحطات الانتخابية في مسيرة «أيباك» وأبرز المرشحين الذين دعمتهم خلال العقدين الماضيين، كما تضمن تعريفاً باللجنة وآليات عملها وأهدافها التي تركز بالدرجة الأولى على تفعيل الحياة السياسية في أوساط الجالية العربية، ودعم المرشحين العرب الأميركيين لمختلف المناصب الإدارية والحكومية والقضائية، إضافة إلى دعم المرشحين الأصدقاء للمجتمع العربي الأميركي.
وتعتمد «أيباك» -بحسب الفيديو- مبادئ لا تحيد عنها، عند اختيار مرشحيها، مثل الكفاءة والنزاهة وتكافؤ الفرص، إضافة إلى المؤهلات العلمية والعملية التي تؤهل أصحابها للقيادة وإحداث التغيير المنشود من قبل الناخبين.
وكما في المواسم الانتخابية السابقة، أصدرت «أيباك» منشوراً صحفياً باللغتين العربية والإنكليزية تضمن تعريفاً بالمرشحين للانتخابات البلدية في ديربورن وديربورن هايتس وهامترامك وديترويت، ومؤهلاتهم وبرامجهم لمعالجة المشاكل والتحديات المطروحة في مختلف المواقع البلدية.
قائمة «أيباك» في ديربورن شملت دعم إعادة انتخاب رئيس البلدية الحالي جاك أورايلي، وجورج ديراني لمنصب «كليرك» المدينة، إضافة إلى دعم المرشحين لعضوية المجلس البلدي: سوزان دباجة ومايك سرعيني وليزلي هيريك وأرين بايرنز وندى الحانوتي وفيروز بزي ورامز حيدر .
أما قائمة الدعم في ديربورن هايتس، فقد شملت رئيس البلدية الحالي دان باليتكو، إضافة إلى دعم المرشحين لعضوية المجلس البلدي، وهم: عضو المجلس الحالي روبرت كونستان والعرب الأميركيون بيل بزي ومو بيضون وجيف مقلد.
قائمة هامترامك شملت دعم كارين ماجاوسكي لإعادة انتخابها لرئاسة البلدية، إضافة إلى دعم المرشح العربي الأميركي فاضل المرسومي لعضوية المجلس البلدي.
قائمة «أيباك» في ديترويت ضمت دعم عضو المجلس البلدي الحالي عن الدائرة 7 غايب ليلاند، والعضوة الحالية راكيل كاستانيدا لوبيز، إضافة إلى دعم إعادة انتخاب جانيه آيرز عن عموم المدينة.
تجدر الإشارة إلى أنّ «أيباك» قد طبعت آلاف النسخ من المنشور الذي حمل عنوان «جالية واحدة .. صوت واحد»، وقد تم توزيعه خلال الحفل السنوي الـ20، الثلاثاء الماضي، كما تم إرساله عبر البريد إلى عناوين الناخبين في المناطق المحتدمة انتخابياً في ديربورن وديربورن هايتس وهامترامك وديترويت.
ويوم الثلاثاء القادم، 7 نوفمبر سيتوزع متطوعون عرب أميركيون على مراكز الاقتراع، لمساعدة وتشجيع الناخبين على التوجه إلى مراكز الاقتراع، ومساعدتهم في الادلاء بأصواتهم.
Leave a Reply