آناربر
بعد عرضها لحوالي قرن من الزمن في مكتبة «جامعة ميشيغن–آناربر»، تبين أن «مخطوطة غاليليو»، التي كان يعتقد أنها كتبت بيد عالم الفلك الشهير غاليليو غاليلي في أوائل القرن السابع عشر، ما هي إلا وثيقة مزورة قام بتزييفها مزوّر محترف في القرن العشرين.
وبحسب الجامعة، فإن الوثيقة المكونة من صفحة واحدة، والتي وصفت بأنها إحدى جواهر مجموعتها، أخضعت للفحص من قبل أستاذ التاريخ بـ«جامعة جورجيا ستايت»، نيك ويلدينغ، الذي ألّف سيرة ذاتية عن غاليليو،
وقد أعرب مراراً عن شكوكه بصحة الوثيقة التي قيل إنها كتبت بيد غاليليو عام 1609.
ورجحت الجامعة أن تكون الوثيقة المزيفة قد كتبها المزور الإيطالي غزير الإنتاج طوبيا نيكوترا، وقالت إن نيكوترا أمضى عامين في السجن عام 1934 بتهمة التزوير، بما في ذلك تزوير وثائق للعالم غاليليو.
ويلدينغ الذي كشف سابقاً وثائق مزورة أخرى تنسب إلى غاليليو، شكك على وجه التحديد في علامتها المائية ومصدرها، وقالت الجامعة إن أدلته كانت مقنعة، وتوصلت إلى استنتاج مماثل، ولم يعثر المسؤولون على أية وثائق أخرى تحمل نفس العلامة المائية التي تنسب إلى مدينة بيرغامو الإيطالية، قبل عام 1770، بالإضافة إلى ذلك لم يعثروا على أي أثر لوجود المخطوطة قبل عام 1930.
وتحتوي الوثيقة على مسودات تشير إلى تقديم غاليليو لتلسكوب جديد إلى دوق البندقية في 24 أغسطس 1609، وملاحظاته عن كوكب المشتري باستخدام التلسكوب في يناير 1610، كانت تلك الملاحظات هي التي أدت إلى اكتشافه لأقمار كوكب المشتري، مما يشير إلى بيانات الرصد لأول مرة، لأجرام سماوية تدور حول جسم آخر غير الأرض.
واستخدم هذا الاكتشاف لدحض القول بأن كل شيء في الكون يدور حول الأرض، مما وضع الأساس لعلم الفلك الحديث، وكتبت الجامعة عن الوثيقة: «إنها تعكس لحظة محورية في حياة غاليليو ساعدت في تغيير فهمنا للكون».
وقالت الجامعة إن المخطوطة المزورة حصل عليها رجل الأعمال وجامع التحف في ديترويت، تريسي ماكغريغور، في مايو 1934 من شركة المزادات آرت أندرسون، وكان كتالوج المزاد قد أشار إلى أن رئيس أساقفة بيزا الكاردينال بيترو مافي (1858–1931)، قد صدّق عليه بعد مقارنته بمخطوطات أخرى لغاليليو.
بعد وفاته، قام ورثة ماكغريغور بإهداء المخطوطة إلى «جامعة ميشيغن» في عام 1938، حيث حُفطت هناك منذ ذلك الحين.
Leave a Reply