أقامت الجالية العربية حفل توديع تكريمي للمدعي العام الفدرالي لشرق ميشيغن باربرا ماكويد ورئيس المحكمة الفدرالية بشرقي الولاية، القاضي الفدرالي المتقاعد جيرالد روزين، الخميس الماضي، في مطعم «لا بيتا» بغربي ديربورن، بحضور نخبة من المسؤولين والشخصيات الرسمية والحكومية والقضائية والإعلامية، إضافة إلى رجال أعمال ونشطاء عرب أميركيين.
وأشار عريف الحفل، ناشر «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني، في بداية حديثه إلى أن إقامة حفل التوديع ليس مجرد مبادرة من أفراد معنيين، وإنما هو «بالنيابة عن جميع العرب الأميركيين في ميشيغن، وبالنيابة عن كامل مجتعمنا الذي يمر بظروف استثنائية بعد الانتخابات الرئاسية».
وأشاد السبلاني بمسيرة ماكويد المهنية التي امتدت لثماني سنوات، كانت خلالها وثيقة الصلة بمجتمع الجالية العربية في مترو ديترويت وهمومها ومشاكلها، وقال «ماكويد خلال الأعوام الماضية لم تكن غريبة عن مجتمعنا حيث بادرت إلى عقد أوثق الصلات به بعيد هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001»، ووصفها –بعد الإشادة بأخلاقها المهنية والتزامها بالقوانين المرعية– بأنها «أكبر من منصب الإدعاء الفدرالي العام الذي شغلته، وأكبر من أي منصب ستشغله في المستقبل».
وكانت ماكويد قد عيّنت في بداية توليها منصبها، المحامي العربي الأميركي عبد حمود في مكتب الادعاء الفدرالي بديترويت كأول عربي ومسلم يتبوأ هذا الموقع، بحسب السبلاني الذي أضاف بأن المدعي العام المستقيلة قامت قبل مغادرة منصبها بتوظيف عربيين مسلمين آخرين، كان آخرهما المحامية الشابة أماندا جواد.
كما كان لها دور حاسم في حماية الحقوق الدستورية لمسلمي ميشيغن، لاسيما لناحية تمكينهم من بناء مسجدين في بلدة بيتسفيلد ومدينة ستيرلنغ هايتس، وكان بناء كلا المسجدين قد لاقى معارضة شرسة من قبل بلديتي المدينتين انتهت في نهاية المطاف بإنصاف المسلمين وصيانة حقوقهم، وفقاً للسبلاني الذي أضاف «لقد قامت بواجبها بنزاهة، وقاتلت من أجل العرب والمسلمين ووقفت إلى جانبهم، ومع أننا لا نتفق على كل ما فعلته خلال مسيرتها المهنية.. إلا أنه لا يسعني سوى القول وبالنيابة عنهم جميعاً: شكراً لك يا باربرا».
من جانبه، عرض ديفيد جيليوس لبعض من المناقشات واللقاءات التي جمعته بماكويد و«التي كان لها أكبر الأثر في تمكينه من فهم مجتمع الجاليات العربية والإسلامية وتمكينه من مقابلة العديد من فعاليات الجاليتين لفهم مشاكلهما». وقال «لقد كان لي شرف العمل معها، وقد كنا شركاء في العديد من القضايا وأقول بكل ثقة إنها كانت نموذجاً رائعاً للعمل بالنسبة للعاملين معها، وكذلك على مستوى البلاد بأكملها».
كما أشاد جيليوس بمسيرة روزين القضائية وتعاونه المثمر مع وكالات إنفاذ القانون، وقال «عادة، لا نعرف الكثير من القضاة، ولكن عندما جئت إلى ديترويت، تعرفت على القاضي روزين عن قرب وزرته في بيته مرتين حيث قضينا أوقاتاً رائعة»، وأضاف «لكن الأهم كانت المسيرة المهنية النزيهة التي أشكره عليها».
ووصف المدير العام والمذيع في «القناة السابعة» تشاك ستوكس المكرمين، ماكويد وروزين، بأنهما شخصان يتمتعان بالمصداقية العملية والالتزام الأخلاقي والقانوني في الأوقات الصعبة والحرجة، وقال «لقد قابلتهما عدة مرات، وكانا شخصين يعنيان ما يقولان»، مضيفاً «لا يمكنكم أن تعرفوا فيما إذا كانا ديمقراطيين أو جمهوريين»، في إشارة إلى مناقبيتهما وعدم انحيازهما الحزبي.
واعتبر رجل الأعمال الكلداني جاكوب بقال تكريم ماكويد وروزين مستحقاً، مشيداً بجهودهما بالوقوف إلى أصحاب الحق والمظالم.
وقال دان ليمش، مدعي عام شرقي ميشيغن بالوكالة، إن ماكويد هي من بين المدعين الفدراليين الأبرز في الولايات المتحدة.. لقد قضت الكثير من الوقت وهي تبني الجسور في مجتمعنا”.
وأضاف أنه «بسببها تمكن مسلمو ستيرلنغ هايتس وبيتسفيلد من ممارسة شعائرهم الدينية، وإن دعمها لم يقتصر فقط على الجاليات الإسلامية بل تعداه إلى المجتمعات الأخرى، كاللاتينيين والآسيويين وغيرهم». وقال «لقد اتخذت كثيراً من القرارات غير الشعبية وغير المرغوب بها، ولكنها فعلت كل ذلك من أجل إحقاق الحق».
ووصف معرفته بالقاضي روزين «بالمفيدة»، وقال «لقد تعلمت منه الكثير فتجربته المهنية وتجربة أمثاله ممن يفقهون الدستور تجعلك تفهم أن الحكومة ليست كاملة وأنها تخطئ، ولكن في النهاية سوف يتم تصحيح الأخطاء».
وفي كلمتها، شكرت ماكويد منظمي حفل التوديع قائلة «أنتم الأقرب إلى قلبي من بين جميع المجتمعات». وأضافت «عندما كنت طفلة كان حلمي أن أصبح إما لاعبة بيسبول أو رئيسة للبلاد.. ولقد تعلمت أن أميركا خلقت من أجل تكافؤ الفرص ومن أجل العدالة الاجتماعية، ولهذا تعلمت أن أحارب من أجل تلك القيم منذ وقت مبكر».
وذكرت بمواقفها الداعمة للجاليات العربية والإسلامية كموقفها من زيارة القس المتعصب تيري جونز وتحرش بعض المجموعات الدينية المتطرفة خلال فعاليات المهرجان العربي الأميركي في مدينة ديربورن، وكذلك إلى قضية بناء مسجدي بيتسفيلد وستيرلنغ هايتس.
وتطرقت إلى علاقاتها الوثيقة بأبناء الجالية العربية وقالت «الناس الذين عرفتهم في هذا المجتمع هم أشخاص وطنيون وعظماء، وهم أطباء ومهندسون ومحامون».
وعبرت عن سعادتها بالوظيفة الجديدة في جامعة ميشيغن حيث ستقوم بتدريس القانون، وقالت «سأذهب إلى الجامعة وفي قلبي الكثير من الذكريات الرائعة عن هذا المجتمع».
ووصف القاضي روزين في كلمته ديربورن بأنها «بيته الثاني»، معتبراً «المجتمع العربي الأميركي جزءاً حيوياً من هذه المنطقة». وقال «عندما أسافر.. أتحدث عن دورهم الواضح في ازدهار المدينة وتطورها».
وعبّر عن فخره بصداقاته في مجتمع ديربورن، وقال «أنظر حولي وأرى الجميع أصدقائي سواء كشخص أو كمهني.. أشعر وكأنني في بيتي وإنني أشكركم من أعماقي».
وقدمت فعاليات رسمية وقضائية ومنتخبة دروعاً تكريمية لماكويد وروزين، وشكر رئيس بلدية ديربورن جاك أورايلي المكرمين «على مساعدتهما الرائعة لمجتعمنا»، مضيفا «لا يمكنني أن أتصور أننا سنمضي قدماً من دون التزامكما بتحقيق الأشياء الصحيحة».
وقال القاضي ديفيد آلن –في إطار التكريم– «إننا لا نملك مثل هذه المناسبة دائماً»، مشيداً بما فعله روزين وماكويد لمجتعمنا. كما أشاد المحامي نبيه عياد بشجاعة المكرمين ونزاهتهما في الأوقات الصعبة، وخاطبهما قائلا: سوف نفتقدكما.
كما قدم النائبان عبد الله حمود وسيلفيا سانتانا شهادتي تقدير لماكويد وروزين.
Leave a Reply