ديربورن – عيّنت محكمة ميشيغن العليا القاضي العربي الأميركي سالم سلامة رئيساً لمحكمة مدينة ديربورن خلفاً للقاضي جين هانت، وقد باشر مسؤولياته القضائية مع بداية العام الجديد.
وبذلك، يعود سلامة لرئاسة «المحكمة 19»، وهو المنصب الذي شغله بين عامي 2013 و2018، مباشرة بعد انتخابه كأول قاض عربي في المحكمة التي تعتبر ثاني أكبر المحاكم الأولية في مقاطعة وين –بعد محكمة ديترويت– وتضم ثلاثة قضاة.
وكان سلامة، اللبناني الأصل، قد اُنتخب لأول مرة في عام 2012 بعد مسيرة قانونية ناجحة، وأُعيد انتخابه بالتزكية لولاية إضافية في عام 2019. وخلال توليه رئاسة «المحكمة 19» نجح سلامة في إصلاح موازنة المحكمة وإرساء قواعد مهنية صارمة بعد سنوات من العجز المالي والتنافر بين قضاة المحكمة.
إلى جانب ذلك، وقّع سلامة أوامر بإنشاء محكمتي علاج المحاربين القدامى والعلاج من الإدمان على المواد المخدرة، كما أرسى عملية إعادة تنظيم الموظفين التي أدت إلى رفع الكفاءة التشغيلية للمحكمة وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للجمهور.
وبحسب القانون، يتولى رئيس القضاة، سلطة الإشراف الإداري والرقابي على جميع قضاة وموظفي المحكمة، كما تشتمل مسؤولياته أيضاً على إدارة القضايا والشؤون المالية وغيرها من المهام الحيوية في المحكمة.
وتضم محكمة ديربورن حالياً ثلاثة قضاة منتخبين، هم سلامة (63 عاماً) وهانت (67 عاماً) ومارك سومرز (64 عاماً)، وتنظر المحكمة سنوياً بما يربو على 75 ألف قضية بحسب الموقع الرسمي لبلدية المدينة.
وعقب قرار تعيينه في رئاسة المحكمة، أعرب سلامة عن التزامه بضمان استمرار الروح التعاونية بين القضاة، على حد تعبيره.
وقال سلامة، المنخرط في العديد من المنظمات المدنية والمجتمعية بمنطقة ديربورن: «لدينا علاقات قوية بين القضاة في هذه المحكمة، وإنني أتطلع إلى الاستمرار في التشاور مع الأعضاء الآخرين لرسم اتجاه أكثر كفاءة لعملنا».
من جانبه، أنهى هانت فترة رئاسته لقضاة المحكمة، بعدما شغل المنصب لثلاث فترات متتالية منذ عام 2018، مفضلاً التنحي لمتابعة دوره القضائي في التركيز على محكمتي علاج المحاربين القدامى والعلاج من الإدمان على المخدرات، حيث نجح خلال فترة ترؤسه للقضاة في تأمين منح فدرالية لتمويل وتوسيع المحكمتين آنفتي الذكر.
وفي هذا الصدد، قال هانت: «إن نجاحنا مؤخراً في تأمين تمويل إضافي للمنح لكلتا المحكمتين يوفر فرصة رئيسية للنمو، وأريد التأكد من أننا نعمل على الاستفادة من هذه الفرصة إلى أقصى حد».
وخلال رئاسته، لعب هانت دوراً أساسياً في تحديث المحكمة وتزويدها بأحدث الوسائل التكنولوجية إبّان وباء كورونا، وأنشأ برامج عبر الإنترنت لحل النزاعات وإصدار أوامر التفتيش والملاحقة وتسوية المخالفات المرورية.
وكان هانت قد اُنتخب قاضياً في «المحكمة 19» عام 2016، بعد فوزه بفارق ضئيل على المرشحة العربية الأميركية –آنذاك– سوزان دباجة، التي تشغل حالياً منصب قاض في محكمة مقاطعة وين.
Leave a Reply