أجرى الحوار: طارق عبد الواحد وعلي منصور
زار الإعلامي اللبناني المخضرم جورج قرداحي مدينة ديربورن في إطار مشاركته في الحفل السنوي لـ«مؤسسات الإمام الصدر» الخيرية، وقد تضمنت الزيارة جولات للنجم العربي على عدد من فعاليات الجالية في منطقة مترو ديترويت، والتي كانت من بينها زيارة مقر صحيفة «صدى الوطن»، حيث التقى الناشر
الزميل أسامة السبلاني الذي أطلعه على ظروف تأسيس الصحيفة في ديربورن قبل ما يزيد عن ثلاثة عقود من الزمن، كما أطلعه على أبرز محطاتها في الدفاع عن حقوق العرب الأميركيين في وطنهم الجديد.
قرداحي الذي أثنى على «التجربة المميزة والعريقة» لصحيفة «صدى الوطن»، كان على موعد مع محرريها لإجراء حوار موسع معه بشأن مواقفه السياسية حول لبنان وسوريا والمنطقة، وصولاً إلى قراره خوض الانتخابات النيابية القادمة.
■ بداية، كإعلامي معروف بتوجهك القومي العروبي، كيف تنظر إلى التحولات الأخيرة في العالم العربي، والتي يبدو أنها قد أخرجتنا من العروبة إلى دهاليز المذهبية والطائفية والفئوية وغيرها؟
– هذا السؤال يحتاج إلى مجلدات عديدة للإجابة عنه. لقد وضعت إصبعك على الجرح فعلاً، وما جرى خلال السنوات الأخيرة في العالم العربي، وبعد ما سُمِّي بـ«الربيع العربي» تبين لنا بكل وضوح كم كان شعار العروبة شعاراً فارغاً ومبنياً على أسس غير موجودة. نحن قبائل ودول ولكننا لسنا أمة ولا يمكن أن نكون أمة. العروبة ليس لها معنى.. هذا ما أثبته لنا «الربيع العربي» المزيف. أسمّيه مزيفاً لأنني منذ البداية لم أقتنع به واعتبرت فعلاً أنه لا يمكن أن يكون ربيع الثورات العربية الحقيقية التي ستغير الأنظمة والمجتمعات العربية نحو الأفضل وتغير واقع الإنسان العربي وتحصّل له حقوقه المشروعة.
منذ البداية اعتبرت هذا الربيع موجهاً وأن أياد خارجية كانت تنشط وراءه وتحركه، لأنه بالمنطق من غير المعقول أن ترى ربيعاً عربياً يظهر هكذا فجأة لمجرد إحراق بوعزيزي نفسه في تونس ثم تنطلق ثورات سميت بالثورات العربية. الثورة الفرنسية استغرقت قرنين من الزمن من الكفاح الفكري والثوري والاجتماعي حتى وصلت إلى خواتيمها واستطاعت أن تقصي الأسرة الحاكمة في فرنسا وتحقق قيم العدالة والحرية والمساواة. ولهذا أقول إن ما جرى خلال هذا الربيع العربي من تشتت وتشرذم عربي، ومن تخندق عربي مقابل تخندق عربي آخر.. يكشف لنا في النهاية أن العروبة كانت كذبة كبيرة وأننا قد «شربنا المقلب» بكل أسف.
■ وهل نستسلم لهذا الواقع؟
– بكل بصراحة، لقد صرت أستحي أن أقول إنني عربي..
■ إذن، ما البديل؟ ومن نحن؟
– نحن دول وأقاليم. لقد أثبتت الحروب التي حصلت على الساحة العربية بأننا لسنا سوى أقاليم.. يوجد إقليم بلاد الشام وإقليم الخليج وإقليم المغرب العربي وهكذا.. وبين تلك الأقاليم لا توجد الروابط التي كنا نحلم بها وإلا لكانت الوحدة العربية قد تحققت. لا تقل لي توجد مؤامرات ولذلك فشلنا بتحقيق الوحدة العربية، لو كانت لدينا عزيمة وإرادة لاستطعنا تحقيق الوحدة رغم جميع المصاعب.
■ نحن نتكلم عن الانتماء الفكري والثقافي والحضاري.. وإذا لم نكن عرباً فهل نحن لبنانيون، هل نحن فينيقيون وكنعانيون وآشوريون وفراعنة؟
– نحن كل ذلك. هذا النقاش يطول كثيراً ولن نصل فيه إلى نتيجة قاطعة، وإذا كنت تعتبر العروبة قومية فهي ليست كذلك.
■ أليست هوية؟
– ممكن. كانت هوية جامعة، ولكن بعدما حصل الذي حصل تمزقت هذه الهوية. اليوم كيف ستقنع السوري أو اللبناني أو غيرهما بأن هذه القومية هي هوية.. أنت عندما تخرج سوريا من الجامعة العربية، وهي من مؤسيسها، وهي التي منذ زمن الأمويين حاملة لواء العروبة وتلقب بـ«قلب العروبة النابض» كما وصفها الراحل جمال عبد الناصر، فكيف تقنعني اليوم بأنها هوية.
■ إذن.. نحن ملل ومذاهب؟
– طوال عمرنا كنا كذلك! كانت العروبة كذبة كبيرة. لقد كان عبد الناصر رمز العروبة.. لكن ألم يكن هناك عرب كثيرون ضده؟ ألم يحاربوه؟ إذن دعونا نكن واقعيين قليلاً. لقد عدنا أقاليم وهذا جيد. اعتبر بلاد الشام إقليماً وبلاد المغرب إقليما ومصر والسودان إقليماً.. دعونا ننظم هذه الأقاليم.. أنا لا أدعو للتقوقع، ولكن الانفلاش الذي كان حاصلاً في السابق لم يكن له مبرر ولم يكن واقعياً، إذ.. ما الذي يجمع العروبي المصري مثلاً بالعروبي السعودي، أو العروبي اللبناني بالعروبي المغربي؟
■ هل تتبنى الفكر القومي السوري الاجتماعي؟
– لا أتبناه ولكنني أحبه. لقد اطلعت عليه ولست ملتزماً به ولا أنتمي له، أو لأي حزب آخر، لكنني أحترم فكر (مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي) أنطون سعادة الذي كان عبقرياً بفهمه وإدراكه للواقع الاجتماعي والسياسي والجيوبوليتيكي.
■ كإعلامي بارز في العالم العربي، ما الذي يدفعك لخوض غمار العمل السياسي الذي قد يجلب لك الكثير من الخصومات والعداوات؟ لقد أحبك الناس كنجم تلفزيوني ولكن ترشحك لعضوية البرلمان اللبناني قد يجلب لك أمام الكثير من المناوئين..
– دخولي إلى عالم السياسة لا يعني أنني سأتخلى عن انتمائي الإعلامي ونجوميتي الإعلامية، وهو ليس لهدف شخصي ولا لمصلحة شخصية. نيتي بالترشح لعضوية البرلمان سببها القرف من الحالة السياسية في لبنان. لقد تعبنا. كل مرة كنا نتأمل ونحلم (بالتغيير).. ولكننا نجد أنفسنا مرة أخرى أمام القذارة السياسية نفسها، لذلك فأنا سأحاول. إن مهنتي الإعلامية قدمت لي الشهرة ولكنني بالمقابل لم أقدم شيئاً لبلدي، ولذلك سأحاول استنادا لهذه الشهرة وثقة الناس ومحبتها لي أن أستثمر تلك الشهرة في السياسة عسى أن أستطيع تغيير شيء نحو الأفضل.
لدي أفكار ثابتة لا أساوم عليها.. أفكار لها علاقة بالعدالة الاجتماعية وبالمصالح الوطنية الحقيقية، والصدق والنزاهة والشفافية. لكن هناك مدرسة ثانية سائدة في لبنان، وهي مدرسة «حارة كل مين إيدو إلو» أو «علي بابا والأربعين حرامي».
أعتقد أن هناك جانباً مشرقاً ومشرّفاً في خدمة الناس، ولهذا السبب قررت خوض غمار السياسة.. إذا نجحت.
■ كيف ترى حظوظك في الانتخابات النيابية؟
– ممكن أن يمتنع الناس عن منحي ثقتهم، لكن حسب الأصداء الحالية في مجتمعي الضيق، في كسروان وجبيل، أشعر بأن الناس يكنون لي الحب والتقدير وألمس منهم كل تشجيع للاستمرار بقرار ترشحي للبرلمان.
■ هل تأكد ترشيحك بشكل رسمي من «التيار الوطني الحر»؟
– أنا لست عضواً في «التيار الوطني الحر»، وكنت في العام 2013 قد التقيت بالجنرال ميشال عون الذي طلب مني حينها الترشح، أما في الأونة الأخيرة فأنا لم أتكلم مع أحد بهذا الخصوص. لقد أعلنت ترشحي وأنا مستمر بقراري حتى النهاية، وإذا تبنى التيار ترشيحي فأنا حاضر، وفي حال العكس أنا مستمر بالترشح..
■ إذن، منذ 2013 لم يحصل تأكيد على ترشيحك للمجلس النيابي، من قبل «التيار الوطني الحر»؟
– أنا على علاقة جيدة بالجنرال عون، وبيني وبين التيار محبة كبيرة كما يجمعنا خط سياسي واحد، لكن إذا أرادوا في التيار تشكيل لوائح انتخابية تقتصر على المحازبين لهم، فهذا موضوع آخر..
■ ولكن، لنكن واقعيين، في لبنان توجد محادل و«بوسطات» انتخابية، ولم يحصل خلال الدورات الانتخابية السابقة أن نجح المرشحون المستقلون بالوصول إلى مجلس النواب؟
– هذا يتوقف على طبيعة القانون الانتخابي.. ونحن اليوم ننتظر الاتفاق على قانون انتخابي عادل، فالنظام الانتخابي الأكثري انتهى. «قانون الستين» لم يعد مناسباً ويجري اليوم بتوجيه من الرئيس ميشال عون البحث عن سياقات مختلفة، ولكن في النهاية الكل يتجه نحو اعتماد النسبية وفقاً لمشروع رئيس الحكومة (السابق) نجيب ميقاتي، وهو النسبية في 13 دائرة انتخابية.. ممكن أن يغيروا عدد الدوائر إلى 9 أو 15.. حتى الآن لا أعرف، وفي العموم هذا بحث آخر، ولكننا كما سبق وقلت فإننا في لبنان نتجه نحو النسبية وفي هذه الحالة فالمحادل لن تؤثر كثيراً.. سوف نرى كيف ستؤول الأمور، ولكن الأرجحية أنني سأكون مع التيار إلا أذا ارتأى أنه سيشكل لائحة من محازبيه فقط..
■ هل تعتقد أن شعبيتك كإعلامي كفيلة بإيصالك إلى البرلمان من دون برنامج سياسي محدد؟
أنا لدي برنامج سياسي ولست مترشحاً لأنني نجم إعلامي فقط. عندي حيثية والناس يحيونني على مواقفي المعروفة والثابتة من المقاومة اللبنانية وسوريا والقضية الفلسطينية وكل القضايا العادلة الأخرى.. عندي مواقف واضحة أدافع عنها علناً، وإذا تم اعتماد قانون النسبية فمن الممكن أن أشكل لائحة انتخابية إذا لم أكن ضمن لائحة «التيار الوطني الحر».
■ هل كان من الممكن لمواقفك الوطنية والقومية الداعمة للمقاومة وسوريا والقضية الفلسطينية أن تشكل رافعة انتخابية، في كسروان مثلاً، لولا التحولات التي جاء بها الجنرال عون إلى المجتمع المسيحي اللبناني؟
كلامك صحيح بكل تأكيد. أنا لا أنكر ذلك، ولكنني أود القول إنني كنت في ذلك الطريق قبل ميشال عون. عندما عاد الجنرال إلى لبنان (في 2005) كنت في الخط الداعم للمقاومة، وقد حصل نقاش بيني وبينه وكان لي دور كبير في تقريب وجهات النظر بين «التيار الوطني الحر» و«حزب الله»، وما من شك في أن الجنرال بتياره وشعبيته، خاصة في المناطق المسيحية، قد مهد لي الطريق، وهذا سوف يساعدني كثيراً فلولاه ما كانت توجد هذه الأرضية الواسعة لتقبل أفكار كهذه في المناطق المسيحية.
■ هل كان لك دور في تفاهم 6 شباط بين التيار والحزب؟
– بكل تأكيد، لقد كنت من أوائل الأشخاص الذين شجعوا الجنرال على وضع يده بيد السيد حسن نصر الله، وقبل ذلك لم يكن عون يعرف السيد نصر الله..
■ خلال السنوات الست الماضية، وعلى خلفية ما يحصل في سوريا ودخول حزب الله إليها، هل تغير موقفك من المقاومة؟
– على الإطلاق، مواقفي لم تتغير وإنني أقدر وأثمن كل التضحيات التي تبذلها المقاومة دفاعاً عن لبنان واللبنانيين بكل طوائفهم. كنت أفضل ألا يضطر حزب الله إلى التدخل في سوريا ضنّاً بأرواح الشباب الذين يضحون بحياتهم من أجل أرضهم ووطنهم وكرامتهم، ومن واجبي كلبناني وبغض النظر عن الطائفة التي أنتمي إليها أن أنحني أمام دماء أولئك الأبطال الشهداء الذين لا يدافعون عن سوريا فقط وإنما يدافعون عن لبنان واللبنانيين، وهذا الأمر زاد من احترامي للمقاومة ومن ثقتي بها..
■ وكيف ترى الوضع في سوريا، كيف تتوقع أن يكون الحلّ فيها؟
– لقد كانت قناعتي منذ البداية أن سوريا لا تقبل التقسيم والفوضى والتفتت، وأنا على يقين في أن الجيش العربي السوري سوف يستعيد سيطرته على كامل الأراضي السورية، قد يستغرق ذلك بعض الوقت، ولكنه في النهاية سيحصل..
■ وهل ستكون سوريا سيدة قرارها الوطني في ظل التدخلات الخارجية فيها، ومشاركة إيران وروسيا الحرب إلى جانب الحكومة السورية؟
– نعم.. ستكون سيدة قرارها الوطني لأن روسيا وإيران ليس لهما أطماع بالأراضي السورية على عكس بعض الدول الأخرى مثل تركيا مثلاً التي لديها أطماع واضحة في هذا الخصوص. روسيا وإيران تتعاملان مع الرئيس بشار الأسد معاملة الند للند، وبكل احترام وتقدير، وفي المقابل طبعاً هناك مصالح اقتصادية لهاتين الدولتين ولكن هذه المصالح ستعود أيضاً بالمنفعة على سوريا والسوريين جميعاً..
■ برأيك.. «من سيربح المليون» في سوريا؟
– الذي سيربح المليون في سوريا هو الذي سيربح الحرب، وأعتقد أن الرئيس الأسد ربح الحرب في سوريا.
■ بالعودة إلى الموضوع اللبناني، تعرف أن الطبقة السياسة تعيد إنتاج نفسها، ولبنان يشهد اليوم مظاهرات احتجاجية على رفع الضرائب.. هل تعتقد أنك –بحال وصولك إلى مجلس النواب– قادر على تغيير قواعد اللعبة السياسية؟
– سأحاول تغيير قواعد اللعبة وهذا أحد أسباب ترشحي.. من الممكن أن أفشل فهذه اللعبة قد تكون أكبر مني وقد يكون اللاعبون السياسيون أقوى مني. ولكنني إذا استطعت دخول العمل السياسي فسوف أعمل مع الذين يمتلكون نفس القناعات التي أمتلكها. لدي ثقة في أن الشعب اللبناني بات يشعر بالتعب واليأس والقرف، وهذا الحراك الاجتماعي في الشارع اللبناني هذه الأيام، كان قد تظاهر ضد الفساد وأزمة النفايات، وهو اليوم يحتج على رفع الضرائب. أنا من أكبر المؤيدين لمظاهرات الاحتجاج وإنني على اتصال يومي مع المتظاهرين وهذا الحراك مرشح لأن يكبر ويتسع.. وهو طريقنا إلى الخلاص من الإقطاع السياسي الذي يكبل لبنان واللبنانيين ويمتص دماءهم وأرزاقهم..
■ الاحتجاجات المطلبية في لبنان اليوم، ليست الأولى من نوعها فقد انطلقت مظاهرات ضد أزمة النفايات ولكنها في النهاية لم تحقق شيئاً، لقد تبين أن الطبقة السياسية في لبنان أقوى من الشعب اللبناني، وهنالك من يقول إن النظام الطائفي اللبناني قوي لأنه يعكس طبيعة الشعب اللبناني، الطائفي أيضاً..
– صحيح. نحن قبائل وكل شخص منا يلتصق بطائفته، والقليلون هم المنفتحون على الطوائف الأخرى، ولكن بالعودة إلى الحراك الاجتماعي الأول الذي قلتَ إنه فشل.. أنا أقول لك: لا لم يفشل، وهو مستمر اليوم وسوف يبقى مستمراً، فهذه الشعلة التي تتوهج من حين إلى آخر هي خير دليل على ذلك، فالمظاهرات الاحتجاجية الأخيرة تكبر يوماً بعد يوم مثل كرة الثلج المتدحرجة لأنها تدافع عن وجع الناس وآلامهم، فرفع الضرائب مسَّ عصب جميع اللبنانيين ولهذا نزل الكثيرون إلى الشارع، وعندما نزل رئيس الحكومة (سعد الحريري) رشقوه بقناني المياه الفارغة…
■ إذا كنت تؤمن بشرعية الاحتجاجات في لبنان، فلماذا تنتقد الاحتجاجات التي اندلعت في بلدان الربيع العربي ضد الفساد والقمع والاستبداد والديكتاتورية؟
– أنا لم أشكك بشرعيتها ولم أكن ضدها ولكنني كنت منذ البداية متخوفاً من ألا تكون بريئة. وقد أثبتت الوقائع فيما بعد أنها لم تكن بريئة، فأين هم أولئك الذين تظاهروا من أجل العيش الكريم ورفض الديكتاتورية؟ أين هم اليوم؟ لقد كانوا مطية للجهات التي عسكرت المظاهرات وحولتها إلى أعمال مسلحة للإطاحة بالأنظمة الحاكمة كما حصل في سوريا وغيرها. الحراك الاجتماعي في لبنان لا يطالب بإسقاط النظام السياسي وإنما يطالب بإصلاحات وحقوق مشروعة وإذا تراجعت الحكومة عن قرارها برفع الضرائب فسوف يعود الناس إلى منازلهم، أما الحركات الاجتجاجية في بلدان الربيع العربي فقط كانت تطالب بإسقاط الأنظمة وكانت حركات مدبرة ومبرمجة ويوجد عقل شيطاني يقف خلفها..
■ لبنانياً، أنت مؤمن بخط الجنرال عون الإصلاحي، متى برأيك سيضرب الرئيس «يده على الطاولة»؟ الناس كانوا يتوقعون التغيير فور وصوله إلى سدة الحكم فمتى سيتحقق الإصلاح والتغيير الذي طالما وعد اللبنانيين به؟
– إن «رؤية روما من فوق تختلف عن رؤيتها من تحت».. لقد كان لدينا أمل في أن يصل عون إلى سدة الرئاسة وقد وصل واعتبرنا أن حلمنا قد تحقق. لا شك أن الجنرال يعرف ظروف البلد الذي يستشري فيه الفساد والخراب والهدر. لبنان مزرعة.. كل حزب وكل طائفة وكل مذهب وكل جهة وكل فئة لها دولة، وأعتقد أن الأمور لا يمكن إصلاحها بسهولة.. إنها تحتاج لبعض الوقت ويجب علينا أن نعطي الرئيس الوقت الكافي حتى يستطيع الإيفاء بالوعود التي قطعها للبنانيين. الرجل عنده أحلام وطموحات ويحاول تحقيقها، فهل سينجح؟ نتمنى ذلك خاصة وأن المخلصين من اللبنانيين مستعدون للتعاون معه من أجل إنجاز مهمته..
أما متى «سيضرب على الطاولة»؟.. أعتقد أنه قريباً سيفعل ذلك، وتوجيهاته بإعادة دراسة قانون الانتخاب هي أول الغيث الذي نتمنى أن يستمر حتى تتحقق أحلام اللبنانيين وتطلعاتهم بالوطن الذي ينشدونه.
Leave a Reply