ديربورن – قدّم رئيس بلدية ديربورن عبدالله حمود ورئيس بلدية ديربورن هايتس بيل بزي إحاطة بأهم منجزات إدارتيهما في إطار الحفل السنوي الذي تقيمه «غرفة التجارة بمنطقة ديربورن» تحت عنوان «حكاية مدينتينا»، والذي يُقام بالتناوب بين المدينتين الجارتين اللتين تضمان مجتمعاً متداخلاً على كافة الصعد.
وفي الحفل الأخير الذي أُقيم بـ«مركز فورد للفنون» في ديربورن، 7 شباط (فبراير) الجاري، شغلت معضلة الفيضانات المتكررة حيزاً واسعاً من خطابي حمود وبزي، اللذين أطنبا في الحديث عن الخطط المستقبلية لحماية السكان من أضرار السيول الناجمة عن فيضان نهري الروج وإيكورس كريك، والتي تتسبب سنوياً بخسائر فادحة لعشرات آلاف المقيمين.
حمود
حمود، كان أول المتحدثين بوصفه رئيس البلدية المضيف، حيث استهل خطابه ممازحاً الحضور بالقول: «في العام الماضي، لم يكن لديّ الكثير لأقوله، ولكن هذه المرة لدينا بعض الإنجازات العظيمة».
وكان رئيس البلدية اللبناني الأصل قد قدّم –في حفل العام المنصرم– موجزاً قصيراً حول أداء إدارته التي لم يكن مضى على تشكيلها أكثر من خمسة أسابيع، بعد توليه مهام رئاسة بلدية ديربورن رسمياً، في الأول من كانون الثاني (يناير) 2022، خلفاً لرئيس البلدية السابق جون أورايلي.
وأوضح حمود بأن المدينة التي تضم زهاء 108 آلاف نسمة قد شهدت «تحولات كبيرة» في ظل الإدارة الجديدة، لافتاً إلى أن التغييرات لم تقتصر على شؤون البلدية وإنما طالت أيضاً حياته الشخصية. وقال: «لقد تسلمت منصب رئيس البلدية بعدما أصبحت أباً بفترة قصيرة» لافتاً إلى أنه رزق بمولوده الأول قبل شهر واحد من توليه المنصب. وأضاف حمود ممازحاً: «إذا كنت تعتقد بأن منصب رئيس البلدية هو أمر مخيف، فإن الأبوّة مخيفة أكثر، إذ يمكنك أن تخطئ كرئيس بلدية ولكنك كأب لا يمكنك ذلك حقاً، لأنك قد لا تحظى بالفرصة لتصحيح ذلك الخطأ».
وأكد حمود بأن ديربورن بات لديها الكثير لتحتفل به خلال هذا العام، لافتاً إلى عودة مهرجان «هومكانينغ» إلى منتزه «فورد فيلد» بغرب المدينة، بعد أن تم نقله –العام الماضي– إلى «مركز فورد للفنون» تفادياً للفيضانات المحتملة لنهر الروج.
وقال حمود: «لقد اضطررنا السنة الماضية إلى نقل المهرجان إلى مركز فورد للفنون بسبب ارتفاع منسوب مياه النهر، ولكننا أنجزنا بعض الأعمال التي من شأنها أن تقلل من مخاطر الفيضانات هذا العام».
ولفت حمود إلى أن إدارته عكفت على تحديد نقاط الاختناق التي تعيق تدفق المياه وتتسبب بانسداد المجرى ما يؤدي إلى طفح السيول والفيضانات، مؤكداً بأن أعمال إصلاح النهر تضمنت تحديد 49 اختناقاً في منطقة ديربورن.
وأشار حمود إلى أن العام 2023 سيشهد أيضاً إعادة افتتاح ملعب «ديربورن هيلز» للغولف، الذي كان مغلقاً خلال الموسم الماضي بسبب الفيضانات، مشدداً على أن معالجة الفيضانات في ديربورن هي «القضية رقم 1»، بالنسبة له وبالنسبة لجميع سكان المدينة.
وقال: «بمجرد الانتهاء من معالجة معضلة الفيضانات، فلن يكون منتزه فورد فيلد أفضل فحسب، وإنما كذلك ملعب «ديربوبورن هيلز» للغولف، نحن متحمسون للغاية ومتفائلون في حل هذه المشكلة التي تقض مضاجع المقيمين منذ سنوات عديدة».
واستدرك حمود قائلاً بأن الحلول لمعالجة هذه المعضلة لا يمكن أن تنجز بين ليلة وضحاها، منوهاً بأن البلدية كلفت لجنة لدراسة ورصد أحوال النهر، وقال: «لن نحصل على نتائج الدراسة حتى عام 2024 ولكن ذلك لن يمنعنا من مواصلة التخطيط والبدء ببعض الإصلاحات الكفيلة بالحد من آثار هذه الفيضانات المحتملة».
وتسعى بلدية ديربورن إلى «تخضير» أكبر قدر ممكن من مساحة المدينة، بهدف توسيع المسطحات العشبية لرفع معدلات امتصاص المياه، فضلاً عن تنظيف وفتح قنوات لاستجرار المياه الفائضة عن الأمطار والسيول.
كذلك، أكد حمود بأن إدارته تنجز كافة الخطط والمهام الملقاة على عاتقها، بينما تضع مسألة الصحة العامة دائماً فوق كل اعتبار.
حمود الذي بادر إلى إنشاء قسم للصحة العامة ببلدية ديربورن بعد شهور قليلة من توليه منصب رئيس البلدية، أوضح بأن إعادة تصنيف المناطق (زونينغ) يندرج ضمن «أدوات تعزيز الصحة العامة»، في إشارة إلى قيام البلدية بشراء بعض العقارات الصناعية في منطقة الساوث أند (حي ديكس)، تمهيداً لإزالتها بغية تقليص مصادر الانبعاثات الغازية السامة في جنوب المدينة.
وفي هذا السياق، نوّه حمود بأن منطقة الساوث أند تعج بالمصانع والمعامل الملوثة للهواء والمياه، ما يجعلها سبباً رئيسياً في رفع معدلات الربو لدى سكان الطرف الجنوبي من المدينة إلى أعلى المستويات. وقال: «لقد بدأنا بشراء الأراضي الصناعية تمهيداً لخفض التصنيع في منطقة الساوث أند من أجل المساعدة في خفض معدلات الربو لدى السكان».
كما تطرق حمود بشكل مقتضب إلى مواضيع أخرى، من بينها أموال المنح، وسوق العقارات، ونمو الأعمال في المدينة ذات الكثافة العربية.
بزي
الفيضانات كانت –أيضاً– على رأس أولويات رئيس بلدية ديربورن هايتس بيل بزي، الذي استهل خطابه بالتأكيد على الأضرار الفادحة للسيول الناجمة عن فيضان نهري الروج وإيكورس كريك، واصفاً فيضانات العام المنصرم بـ«المدمرة».
ولفت رئيس البلدية اللبناني الأصل إلى أن عدد المنازل التي تضررت من جراء الفيضانات الأخيرة بلغ زهاء ألفي منزل، مضيفاً: «لقد كان الأمر محبطاً للغاية أن تكون على الأرض خلال موسم الفيضانات، إذ توجب عليّ أن أعتمر قبعة البحرية الأميركية وأن أتجول ميدانياً على المناطق والأسر المنكوبة».
وألمح بزي إلى «بعض الأخبار السعيدة» بخصوص حل هذه المعضلة المستعصية، من دون الكشف عن أية تفاصيل، ومكتفياً بالقول إنه من المحتمل أن يعلن عنها في شهر آذار (مارس) المقبل.
وأشار بزي إلى إن إدارته تعمل في الوقت الحالي للاستحصال على منحة «ضخمة» عبر مجلس مفوضي مقاطعة وين، والتي من شأنها أن تساعد –بشكل كبير– في معالجة الفيضانات الناجمة عن نهر إيكورس.
وقال: «لقد نجحنا في الحصول على طائرة مسيرة (درون) قامت بالتحليق على طول مجرى النهر من إنكستر إلى ساوثفيلد، ما مكّننا من تحديد جميع العقبات التي تعيق تدفق المياه، وسوف نكون جاهزين لإزالة تلك العراقيل بمجرد الحصول على المنحة التي نسعى لتأمينها من المقاطعة أو الولاية أو الحكومة الفدرالية».
في سياق آخر، أكد رئيس البلدية بأن هدفه النهائي يتمثل في جعل ديربورن هايتس مدينة ذات «مواصفات عالمية»، منوهاً بأنه يعمل على تحقيق هذا الهدف منذ توليه رئاسة البلدية أواخر العام 2020.
وأوضح بزي بأن فريقه يحرص على إنجاز أعمال البلدية «بشكل داخلي» بدلاً من التعاقد مع جهات من خارج الحكومة المحلية، في إشارة إلى تعيينه محامياً متفرغاً للمدينة لأول مرة، إلى جانب تعيين مدير لقسم تكنولوجيا المعلومات. وقال: «كل هذه الأمور كان يتم إنجازها في الماضي على أساس تعاقدي».
ومع وجود محام بدوام كامل في البلدية، بدأت مدينة ديربورن هايتس بمراجعة المراسيم واللوائح المتقادمة التي لم يتم تحديثها منذ تم اعتماد ميثاق ديربورن هايتس في ستينيات القرن الماضي، والتي لم يعد الكثير منها منسجماً مع قوانين المدينة أو الولاية، بحسب بزي الذي قامت إدارته –العام الماضي– بمسح شامل للقوانين المحلية، حيث تم العثور «على بعض الانتهاكات التي لن تحدث مجدداً بعد الآن».
وبخصوص تنظيف المدينة من الآفات والنفايات، أكد بزي بأن طواقم النظافة العامة في إدارته «تنتقل من بيت إلى بيت لإزالة وترحيل المخلفات والأعشاب والحشائش المتطاولة.
كما أكد بأن رئاسة البلدية تسعى بكل ما أوتيت من قوة لجعل المدينة «صديقة» للأعمال التجارية، بعد أن كانت لعقود طويلة مصنفة كمدينة «للنوم والراحة».
وقال بزي إن تعزيز الأعمال التجارية في المدينة يشكّل «مصدر قلق» بالنسبة له، مؤكداً بأن إنشاء الأعمال التجارية كان يواجه الكثير من الروتين والتعقيدات التي عرقلت نمو ديربورن هايتس لسنوات طويلة.
واستدرك قائلاً: «لكن في العامين الماضيين، تم افتتاح 180 عملاً تجارياً، ما جعل الكثير من الناس في مدينتنا يشعرون بالسعادة».
بزي تطرق أيضاً إلى تشكيله «لجنة أعمال» جديدة، والتي ستعقد اجتماعها الأول في غضون أسابيع قليلة لبحث سبل تطوير الفرص التجارية في المدينة التي يقطنها أكثر من 63 ألف نسمة، لافتاً إلى أن إدارته تتطلع إلى إنشاء «هيئة لتطوير وسط المدينة (داونتاون)»، وهي هيئة تمتلكها معظم المدن في المنطقة منذ سنوات.
كما تحدث بزي بشكل موجز حول تطوير شارع فان بورن التجاري، أو ما يعرف باسم مشروع «فان بورن كوريدور»، وهو مشروع يتوخى إصلاح وتطوير شارع فان بورن الحدودي بين مدينتي ديربورن هايتس وتايلور، حيث عملت المدينتان على اعتماد مراسيم وتصورات للأعمال التجارية المستقبلية التي يُتوقع إنشاؤها على جانبي الشارع خلال السنوات المقبلة.
Leave a Reply