مرشحاً للبرلمان اللبناني عن المقعد الشيعي في البقاع الغربي وراشيا
مع إغلاق باب الترشح للانتخابات النيابية في لبنان، منتصف ليل الثلاثاء 6 آذار (مارس)، وصل عدد المرشحين إلى 976 مرشحاً يحدوهم الأمل في الوصول إلى قبة البرلمان في الدورة الانتخابية الجديدة التي ستجري في ٦ أيار (مايو) القادم، وفقاً للقانون النسبي مع الصوت التفضيلي.
القانون الانتخابي الجديد ولّد حمى غير مسبوقة للترشح إلى مجلس النواب، وصلت أصداؤها إلى مدينة ديربورن الأميركية، حيث أعلن المغترب اللبناني الدكتور علي صبحي صبح عن ترشحه للمعقد الشيعي في ،البقاع الغربي وراشيا، ضمن قائمة «المجتمع المدني»، واكتسب ترشيحه حماسة لافتة بين أبناء منطقته المغتربين في الولايات المتحدة، على خلفية ترشيح «حركة أمل» لأحد كوادرها الجنوبيين لتمثيل المقعد الآنف الذكر.
ويوم الخميس الماضي، أقامت الحملة الانتخابية للدكتور صبح حفلاً انتخابياً في قاعة «بيبلوس» بمدينة ديربورن، حضره ممثلون عن الأندية والجمعيات والفعاليات الاقتصادية والاجتماعية إضافة إلى حشد كبير من أبناء الجالية اللبنانية في منطقة مترو ديترويت.
الحفل الذي افتتح بالنشيدين الوطنيين اللبناني والأميركي تخللته عدة كلمات أكدت على جدارة ابن بلدة عين التينة في الوصول إلى المجلس النيابي، حيث أكد الحاج محمد حمود على أن الدكتور صبح هو «صوت المغتربين اللبنانيين» وأنه الأجدر بتمثيل أهالي منطقته، على قاعدة أن «أهل مكة أدرى بشعابها». وقال حمود، وهو من أبناء بلدة مشغرة «إنه من البديهي أن يكون ممثلنا في المجلس النيابي من أحد أبناء منطقتنا، فبلداتنا غنية بالطاقات الواعدة والشخصيات المحترمة»، مؤكداً أن موقفه لا ينطوي على أي «تعصب مناطقي».
من جانبه، أعرب ناشر «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني عن فخره واعتزازه بالجالية اللبنانية في منطقة ديترويت التي «أعطى أبناؤها الكثير لوطنهم الأم لبنان»، وقال «لقد شعرت بالسعادة عندما علمت بترشح الدكتور صبح لمجلس النواب.. لقد أعطت الجالية هنا الكثير للوطن ولم تأخذ منه شيئاً، لأننا بطبعنا نعطي الوطن الذي نحبه ولا نتنظر أن نحصل منه على أي شيء بالمقابل.. لقد أعطينا لبنان قبل سنوات النائب علي بزي ونحن فخورون بهذا الإنتاج واليوم نعطيه مرشحاً نفخر به هو الدكتور علي صبح».
أضاف «فيما يتعلق بالمقاومة اللبنانية لا أحد يستطيع المزايدة علينا في هذا الموضوع.. إننا نقف ونقول بكل فخر واعتزاز: المقاومة هي تاج رؤوسنا.. وأنا على يقين بأن الدكتور صبح في هذا الصف وبالتالي لا أحد بمقدوره أن يصنف الناس بين من يقدر على حماية المقاومة ومن يعجز عن ذلك.. لأن الذين دافعوا عن لبنان هم أبناء الشعب اللبناني وليس الزعماء»، وتساءل «هل رأيتم أحداً من المسؤولين أو النواب اللبنانيين قد ضحى أو استشهد من أجل لبنان».
وأعرب السبلاني عن أسفه حول الإجحاف الذي يلحقه الزعماء السياسيون اللبنانيون بأهل جلدتهم، وتساءل: «هل يستحق الشعب اللبناني الذي قاتل التكفيريين وانتصر عليهم وقاتل إسرائيل وانتصر عليها وخاض حرباً أهلية من أجل الحفاظ على عروبة لبنان وكرامته.. هل يستحق هذا الشعب أن يظل بلا ماء ولا كهرباء ولا خدمات» واستخلص قائلاً «الشعب اللبناني العظيم ما بيستحق هيك طبقة سياسية».
أضاف «السيد حسن نصر الله أشار في خطابه الأخير إلى أن لبنان يتجه نحو الإفلاس الكبير بسبب الهدر»، وقال «لبنان يصرف 150 بالمئة من إنتاجه الوطني على إيفاء فوائد الديون، فأين هي مقدرات البلاد؟ نحن بحاجة لشخص مثل الدكتور صبح لكي يكون في المجلس النيابي ليخبر أعضاءه عن التجربة الأميركية ولكي يخبرهم عن نجاح اللبنانيين عندما يقيمون خارج لبنان».
وانتقد السبلاني القانون الانتخابي الجديد الذي «قسم لبنان إلى دوائر ومحافظات»، وقال «أنتم قسمتم لبنان إلى دوائر فلماذا تأتون بشخص وترشحوه في منطقة لا علاقه له بها؟ ألم يبق أحد في البقاع قادراً على حمل السلاح وحماية المقاومة؟».
وشدد «مع كل الاحترام للمرشح الآخر.. أقول إن البقاع هو خزان المقاومة.. أنا لا أنتقد المرشح الآخر ولكنني أنتقد الأسلوب لأنه ينطوي على الاستهزاء بالناس والاستهتار بمطالبهم».
وأكد على أن أفضل طريقة للتغيير في لبنان هي ممارسة اللبنانيين لحقهم الانتخابي والمشاركة بكثافة في الانتخابات واختيار من يمثلهم ويوصل أصواتهم ويحفظ مصالحهم وحقوقهم، وختم: «في هذا السياق فإن خيارنا من أجل التغيير والتمثيل الصحيح هو النائب علي بزي في الجنوب والمرشح علي صبح في البقاع الغربي».
وفي كلمته، أعلن المرشح صبح أن ترشحه ضمن قائمة المجتمع المدني لا يندرج ضد الثنائي الشيعي («حزب الله» و«حركة أمل») وإنما لرغبته في تمثيل أبناء منطقته التي تعاني من الإهمال لعقود طويلة، وقال «منذ سنين لم أعد أقوى على النظر إلى بقاعنا وهو يتلوى صارخاً من وجع الحاجة لإنماء متوزان، لقرانا وهي تئن من وطأة الإهمال وأهلها الذين يرزحون تحت أسوأ أشكال النسيان واللامبالاة يفقتدون العيش الكريم حيث لم يشفع لهم ما يختزنه البقاع الغربي من طاقات إبداعية وإنتاجية».
أضاف «لقد مرت عقود طويلة على الواقع المأساوي لبقاعنا الغربي وراشيا، لم نحصد خلالها سوى مرارة العوز والفقر.. كل ذلك على مرأى ومسمع الدولة وبتجاهل واضح من قبل من توالى من نواب المنطقة الذين اخترناهم من أجل تحقيق أحلامنا لكنهم وقفوا بكل تعجرف عند طموحاتهم الشخصية غير آبهين بتطوير المنطقة وإنماء بناها التحتية والخدماتية».
وتساءل «ما الذي قدمه لنا هؤلاء الذين ادعوا على مدى عشرات السنين تمثيلنا في البرلمان؟ لقد أهملونا وأفقرونا منطلقين من نزعة المكاسب الشخصية».
وشدد «إننا نطالب ونؤكد كمغتربين منتشرين في أصقاع الأرض على أن نكون شركاء فاعلين وأساسيين في صناعة القرار السياسي على شتى الصعد لأن التجربة قد أثبتت أن المغترب كان مدماكاً معنوياً واقتصاديا في كل المحن التي مرت على لبنان».
ووصف الإهمال المتعمد لقرى وبلدات البقاع الغربي وراشيا بأنه سلوك «كيدي» يندرج ضمن سياسات «التهجير القسري والتشريد الإجباري لطاقات شباب المنطقة»، وقال «أليس تهميش المنطقة وإسقاطها من حزمة المشاريع التنموية والإنتاجية يعد مسخاً واستهزاء بمواطنيتنا؟ أليس من حقنا بعد طول معاناة وقهر أن يكون لنا صوتنا في المجلس النيابي الذي يحمل صورتنا الحقة ويرفع صرختنا الموجعة المدوية تحت قبة البرلمان؟».
وتابع «اليس الإتيان بممثلين عن البقاع الغربي وراشيا من خارج أبناء المنطقة إمعاناً في سياسة الإهمال والقهر والحرمان، أليس من سخرية الأقدار أن يأتي من غير أبناء المنطقة من يدعي حمل أوجاعنا وهمومنا ومطالبنا.. ينصّب علينا بغير وجه حق، وهل بقاعنا قاصر ليكون عليه وصي؟».
وختم «من أجل هذا.. عزمت على الترشح ضمن قائمة المجتمع المدني التي ولدت من مخاض الألم والحرمان وقد آليت مع بقية الزملاء في القائمة على تحدي الصعاب ورفع الغبن (عن أهالي المنطقة) ووضع حد لنوبات الاستهتار بأبنائها».
Leave a Reply