اختارتها «سي أن أن» بين الشخصيات الـ16 الأكثر عطاءً وتفانياً في أميركا
نِك ماير – «صدى الوطن»
يضم المجتمع العربي الأميركي بمنطقة ديترويت الكبرى، العديد من المنظمات الخيرية التي تُعنى بتقديم الخدمات الاجتماعية والإنسانية للفقراء والمعوزين من جميع الأعراق والإثنيات والأديان، والتي ساعدت –على نطاق واسع– في تصحيح صورة العرب الأميركيين داخل المجتمع الأميركي بمختلف مكوناته وشرائحه.
والشهر الماضي، استقطبت جمعية «زمان إنترناشيونال» ومؤسِّستها نجاح بزي، اهتمام شبكة «سي أن أن» الإخبارية التي تعد برنامجاً مصوراً بعنوان «أبطال سي أن أن» (CNN Heroes)، للاحتفاء بالشخصيات الأكثر عطاء وتفانياً وتأثيراً في الولايات المتحدة.
وكانت «زمان» قد انطلقت بمبادرة فردية من الناشطة اللبنانية الأصل لجمع التبرعات ومساعدة المحتاجين عام 1996، وبحلول 2014 تمكنت المؤسسة من شراء مبنى كبير في مدينة إنكستر، بمساحة تزيد عن أربعين ألف قدم مربع، لاستيعاب خدماتها المتواصلة والمتنامية للنساء والأطفال الذين يعيشون تحت وطأة الفقر والفاقة.
ونشرت «سي أن أن» شريطاً مصوراً عبر صفحة الشبكة على «فيسبوك»، حظي بما يزيد عن 1.3 مليون مشاهدة، وأوصل رسالة مؤثرة لشريحة عريضة من الأميركيين حول المؤسسة الخيرية وبرامجها المصممة لتقديم الخدمات الاجتماعية والإنسانية للمحتاجين والمعوزين.
وعزت بزي حبها لعمل الخير ومساعدة الآخرين إلى عقيدتها الدينية كامرأة مسلمة، وقالت: «في صلب عقيدتي، هنالك قول مأثور يقول: صلّ من أجل جارك قبل أن تصلي من أجل نفسك، وهذا يعني أن الآخرين يجب أن يكونوا ضمن حساباتنا واهتماماتنا».
وأشارت إلى أن الأسباب التي دفعتها إلى تأسيس الجمعية تعود إلى معايشتها مأساة أسرة عراقية مهاجرة فقدت طفلها ابن الثلاثة شهور بسبب المرض، وكانت بزي حينها تقدم المساعدة الطبية والثقافية للأسرة العربية، بوصفها أخصائية في التمريض العابر للثقافات والتشخيص السريري.
وقالت لقد أصبت بالصدمة بسبب ظروفهم المعيشية الضنكة ومواردهم الشحيحة، إذ امتلكت الأسرة «براداً» للنزهات بدل الثلاجة، وموقد غاز محمول للطهي، وسلة غسيل كدست فيها المناشف لكي تستخدم كسرير للطفل المريض، وكان طعامهم يفتقد إلى الحد الأدنى من العناصر الغذائية التي يتطلبها جسم الإنسان. وأضافت بحرقة: «لقد دمرني ذلك.. وقررت أن ذلك لن يتكرر أبداً في حياتي».
وبعد وفاة الطفل الرضيع، بدأت بزي بجمع الأموال لكي تؤمن له دفناً لائقاً، وكانت تلك بداية تجربتها الخيرية في توفير الاحتياجات الإنسانية للمهمشين داخل الولايات المتحدة وخارجها.
انطلاقة الجمعية لم تكن سهلة، فقد واظبت بزي لعدة سنوات على جمع التبرعات عبر التنقل بسيارتها، قبل أن تتمكن من تأسيس منشأة «أمل من أجل الإنسانية» في مدينة إنكستر، التي تقدم الطعام واللباس والمأوى و«الكثير الكثير من الحب» للفقراء.
ومنذ تأسيسها، قبل نحو ثلاثة عقود، خدمت «زمان إنترناشيونال» ما يزيد عن مليوني شخص، وباتت في جعبتها مشاريع متعددة في أكثر من 25 دولة حول العالم، وينصب تركيزها على خدمة النساء والأطفال الذين يعيشون في فقر مدقع.
قناة «سي أن أن»، شجعت مشاهديها على التبرع لـ«زمان إنترناشيول»، عبر صفحة خاصة أنشئت على موقع CrowdRise، حيث ستذهب الأموال المتبرع بها لتمويل البرامج المتعددة التي تديرها المنظمة.
وفي هذا السياق، أكدت بزي أن 94 سنتاً من كل دولار تم التبرع به، سينفق على احتياجات الفقراء، لافتة إلى أن هذا الأمر «هو مصدر فخر لها ولجميع العاملين في المؤسسة».
وقالت: «إننا حقاً نشجع الناس على تصفح موقعنا والتبرع بأي مبلغ، مهما كانت قيمته، أي شيء مهما كان قليلاً فسوف يساعد».
وكان برنامج «سي أن أن هيروز» قد اختار 16 شخصاً وبث مقاطع تعريفية بهم وبإنجازاتهم، وبحلول نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، سيتأهل عشرة منهم إلى الجولة الثانية، وسيحصل كل واحد منهم على مبلغ مقداره عشرة آلاف دولار. وبعد ذلك، سيتم إجراء تصويت لتحديد الفائز بجائزة «بطل العام» وقيمتها 100 ألف دولار، والتي ستمنح ضمن حفل يقدمه الإعلامي في قناة «سي أن أن» أندرسون كوبر.
وفي هذا السياق، أعربت بزي عن أملها بالتأهل للجولة الثانية، لافتة إلى أنه في حال نيلها جائزة «بطل العام»، فإن المئة ألف دولار ستذهب بأكملها إلى مؤسسة «زمان» الخيرية.
وفي حديث مع «صدى الوطن»، أفادت بزي أن حضورها في برنامج «أبطال سي أن أن»، كان «مؤثراً للغاية»، لافتة إلى أن الكثير من المشاهدين تواصلوا معها عبر الرسائل النصية والإلكترونية، من جميع أنحاء العالم.
وأشارت إلى أنها لم تكن تتطلع أبداً إلى نيل جوائز شخصية، وأنها –بدلاً عن ذلك– امتلكت «رؤية مختلفة تماماً». وقالت: «لقد كانت لدي رؤية تتمثل بإطعام العالم، كانت تلك هي رؤيتي التي تعتصر قلبي.. كانت رؤية يومية أستيقظ معها كل صباح وأنا أفكر في كيفية إطعام الناس، وفي كيفية حماية النساء والأطفال».
وأعربت بزي عن إيمانها بأن الأبطال الحقيقيين ليسوا دائماً من هم في دائرة الأضواء، وقالت: «كل شخص كان جزءاً من حياتي ومن حياة زمان هو بطل». وأضافت: «الأبطال الحقيقيون.. هم النساء اللاتي يعشن في الفقر، يستيقظن كل يوم ويواصلن صمودهن، أعتقد أن تلك النساء هن البطلات الحقيقيات».
لمشاهدة الفيديو، يمكن زيارة الموقع الإلكتروني لقناة «سي أن أن»، وللراغبين بالتبرع لـ«زمان إنترناشيونال»، يمكن زيارة الموقع الإلكتروني للمؤسسة:
ZamanInternational.org
Leave a Reply