بعيدا عن أعين الاستخبارات وسيطرة الحكومات، تمكن القائمون على التنظيمات الإرهابية من التواصل بسرية تامة. ومن المؤكد أن التواصل بين هؤلاء الأشخاص لن يتم عبر حسابات «تويتر» و«فـيسبوك»، التي يمكن ببساطة اختراقها وتحديد مواقعهم أينما كانوا، وإنما لجأوا إلى الجانب المظلم من الانترنت الـ«دارك ويب» (الشبكة السوداء)، حيث يمكنهم العمل بعيداً عن الأنظار.
ولا تستخدم «الشبكة السوداء» المتصفحات العادية التي تعرض من محتوى الانترنت القشرة الخارجية فقط، بل تسخر أنظمة معقدة تسمح لمستخدمها أن يسرح ويمرح دون حسيب أو رقيب.
ففـي هذا العالم المظلم يتم استخدام برامج ومتصفحات خاصة مثل Onion Tor، التي يدخل عبرها المستخدم عالماً مرعباً، والجزء الأكثر إثارة للرعب هو الـ«ديب ويب» Deep Web، أو «الانترنت العميق»، الذي يحوي كل ما يخطر على البال من الممنوعات.
ويمكن لأي شخص الولوج إلى عالم الـ«دارك ويب»، ولا يمكن نفـي الجوانب الإيجابية له، حيث يؤمن تواصلا كامل السريّة للمستخدمين الذين يعيشون فـي بلدان تحكمها أنظمة قمعية، وذلك من أجل التواصل وتبادل المعلومات مع الخارج. ويرتبط الجانب المظلم من الـ«دارك ويب» بكل ما هو غير قانوني، إذ يمكن الحصول على أيّ شيء.
وتعيش فـي قاع الإنترنت كذلك مواقع مرتبطة بالطقوس الشيطانية وجرائم القتل، وصولا للأكثر بشاعة، وهي مواقع التحرش بالأطفال، والتي ينشط أصحابها ويطالبون من قبل القائمين عليها بأن ينشروا ممارساتهم ضمن الموقع. ويعتبر الـ«دارك ويب» متطورا لدرجة أنه يمتلك عملة خاصة يمكن أن تشترى وتتبادل وتسمى الـ«بيت كوين». وتتم التعاملات المالية المرتبطة بالحسابات البنكية للمستخدمين بصورة سرية، وتعتبر موثوقة إذا كان الموقع على الـ«دارك ويب» الذي يتعامل معه المستخدم.
وحاليا يعج موقعا «فـيسبوك» و«تويتر» بحسابات وهمية وحقيقية لإرهابيين و«جهاديين» وتنظيمات مسلحة، إلى جانب منتديات متنوعة، لكن التواصل بين التنظيمات فـي مختلف أنحاء الأرض لا يتم عبرها، أو على البريد الالكتروني والوسائل «التقليدية»، بل تلجأ التنظيمات إلى مواقع ومنصات خاصة بها تقوم بتغييرها بانتظام أو قرصنتها. إلا أن تنظيم «داعش»، وبعد إغلاق الموقع، غيّر النطاق الذي يستخدمه، بل ونشر تعميما على الـ«دارك ويب» يفـيد بتغيير الموقع الجديد ومعلومات التواصل بعنوان «إصدارات الخلافة» وتم تعميم الموقع الجديد.
وحسب الكثير من التصريحات والأبحاث، هناك قسم خاص فـي تنظيم «داعش»، مسؤول عن التواصل واستخدام الـ«دارك ويب» بصورة احترافـية تحمي تنظيم «داعش» من الملاحقة والاختراق وتأمين تبادل المعلومات والتمويل، وهذا ما تحاول الاستخبارات التصدي له.
Leave a Reply