سان دييغو - حذر عالم بيولوجي من ان أطفال الأنابيب يمكن أن يعيشوا عمراً أقصر ويكون وضعهم الصحي ضعيفاً فـي المراحل اللاحقة من حياتهم، لأن الانجاب بمساعدة التلقيح الاصطناعي يتجاوز عملية اصطفاء طبيعي ذات أهمية حاسمة فـي الجسم.
وقال البروفـيسور باسكال غاغنو من «جامعة كاليفورنيا» فـي سان دييغو إن مشكلة اطفال الأنابيب شبيهة بالقنبلة الموقوتة للوجبات السريعة التي لم تُعرف آثارها المدمرة على الصحة إلا بعد مرور أكثر من 50 سنة.
وأكبر شخص مولود بتقنية التلقيح الاصطناعي هو البريطانية لويز براون التي ما زالت فـي السابعة والثلاثين من العمر، وبالتالي لا يُعرف ما إذا كانت ستواجه مشاكل صحية فـي حياتها اللاحقة.
ويعتقد الدكتور غاغنو أن مشاكل يمكن ان تحدث لأن الحيوانات المنوية الأقوى ليست هي التي تُختار فـي الانجاب بمساعدة التلقيح الاصطناعي.
والمعروف فـي الانجاب الطبيعي أن ملايين الحيوانات المنوية تتسابق على تلقيح بويضة المرأة الى أن يبقى منها مئات هي الأصلح للقيام بهذه المهمة وفـي النهاية يصل الحيمن الأقوى بينها الى البويضة.
ولكن البويضة فـي التلقيح الاصطناعي توضع فـي محلول مع ملايين الحيوانات المنوية بصورة عشوائية أو أن فنياً فـي المختبر يختار واحداً منها لتلقيح البويضة به دون أن تحدث أي عملية اصطفاء طبيعي لاختيار الأصلح.
وأعلن الدكتور غاغنو فـي المؤتمر السنوي للجمعية الأميركية من أجل تقدم العلم انه لا يستبعد ان يكون عمر أطفال الأنابيب الذين يولدون بهذه الطريقة أقصر. «فنحن نجري تجربة نشوئية».
وأضاف غاغنو ان التلقيح الاصطناعي قد تكون له نتائج بيولوجية واجتماعية لم يفكر فـيها العلماء تفكيراً كافـياً. وأعرب عن قلقه من أن تقنيات التلقيح الاصطناعي تتجاوز العمليات التي تجري فـي جهاز المرأة التناسلي بحيث لا تسمح إلا للحيوان المنوي الأقوى باختراق غشاء البويضة وتلقيحها.
وكان أول طفل أنابيب ولد فـي بريطانيا عام 1978، ومنذ ذلك الحين ولد خمسة ملايين طفل فـي انحاء العالم بتقنية التلقيح الاصطناعي ويولد نحو ١٧ ألف طفل سنوياً بمساعدة هذه التقنية فـي بريطانيا وحدها.
وعقد غاغنو مقارنة بين هذه المشاكل والتركة الموروثة من جيل الوجبات السريعة فـي الولايات المتحدة قائلا إن هذه التركة تبدت بعد 50 عاماً فـي جيل من الأميركيين أقصر قامة وأثقل وزناً ويموتون مبكراً.
ويشير غاغنو الى وجود مخاطر على صحة أطفال الأنابيب، بسبب قابليتهم للإصابة بأمراض مثل السكري والضغط والموت المفاجىء.
كما وجدت دراسة أُجريت فـي سويسرا أن صحة القلب والأوعية الدموية تكون أضعف فـي الأطفال المولودين بتقنية التلقيح الاصطناعي.
Leave a Reply