حسن خليفة – «صدى الوطن»
بعد ست سنوات قضاها النائب الديمقراطي جورج ديراني متبوئاً مقعد ديربورن (الدائرة 15) في مجلس نواب ولاية ميشيغن، تحتدم المنافسة هذا الصيف بين ستة مرشحين ديمقراطيين راغبين بخلافة «النائب الوسطي» الذي لم يعد بإمكانه الترشح لولاية رابعة على التوالي بحسب ما ينص دستور ميشيغن.
المرشحون الخمسة خلال مشاركتهم في ندوة «رابطة الناخبات في ديربورن وديربورن هايتس».(صدى الوطن) |
والفائز من هؤلاء في جولة الانتخابات التمهيدية المقررة في الثاني من آب (أغسطس) القادم، يكون قد حسم التنافس الحزبي بين الديمقراطيين وقطع معظم الطريق نحو تولي مقعد الدائرة 15 التي تضم كامل مدينة ديربورن باستثناء بعض الأحياء الواقعة في شمال شرقي المدينة، حيث الكثافة العربية. إذ أن الكفة في هذه الدائرة الانتخابية تميل بوضوح لصالح الديمقراطيين فيما هناك ثلاثة مرشحين يتنافسون على ترشيح الحزب الجمهوري لتحقيق المفاجأة والفوز بالمقعد نفسه.
والجدير بالذكر أن الناخبين في ديربورن وفي كافة أنحاء ميشيغن سوف ينتخبون في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل كافة أعضاء مجلس نواب الولاية الذي يتألف من 110 مقاعد. ويتولى هذا المجلس -الذي يسيطر عليه الجمهوريون حالياً- سن القوانين والتشريعات على مستوى الولاية بالاشتراك مع مجلس الشيوخ الذي يضم 38 عضواً يمثلون جميع سكان ميشيغن.
أسباب الترشح
وفي ندوة نظمتها «رابطة الناخبات في ديربورن وديربورن هايتس»، ضمت خمسة مرشحين من الحزبين، توالى المتنافسون على مقعد «الدائرة 15» على عرض برامجهم الانتخابية ورؤاهم السياسية حول عدد من القضايا التي تهم الناخبين في ديربورن.
وشارك في الندوة التي أدارتها الناشطة في الرابطة، بولا بومان، أربعة مرشحين لنيل بطاقة الحزب الديمقراطي، وهم روكسان ماكدونالد وعبدالله حمود وجاكلين زيدان وبراين ستون، إضافة الى المرشح عن الحزب الجمهوري بول صوفيا.
المرشحون استعرضوا في البداية، وبشكل مقتضب، الأسباب التي دفعتهم إلى خوض المنافسة لهذا المنصب، وتطرقوا إلى أبرز الشعارات في حملاتهم الانتخابية.
وقدم ستون نفسه على أنه المرشح الوحيد الذي يقدم أجندة انتخابية على مستوى ولاية ميشيغن، حيث قال إنه وفور عودته من الخدمة العسكرية وقراره مواصلة التعليم الجامعي تفاجأ بأن المحاربين القدامى الذين يعودون الى ميشيغن يضطرون الى دفع أقساط جامعية مرتفعة كتلك التي يدفعها الطلاب الوافدون من خارج الولاية، وهو ما دفعه الى إعداد تعديل دستوري يلزم جامعات وكليات ميشيغن بتغيير سياستها حول الأقساط الجامعية المترتبة على الطلاب من المحاربين القدامى.
من ناحيته، أشار المرشح الجمهوري صوفيا -وهو عضو سابق في «لجنة ميشيغن للشؤون الشرق أوسطية الأميركية» التي شكلها الحاكم ريك سنايدر- إلى أنه سيوظف خبرته كرجل أعمال لأكثر من ثلاثة عقود من أجل استثمار مقدرات مدينة ديربورن حتى الحد الأقصى، مضيفا أن أجندة عمله في لانسنغ ستركز على التنمية الاقتصادية وفرص التعليم والسلامة العامة.
أما ماكدونالد التي تمضي سنتها الخامسة والأخيرة في عضوية مجلس ديربورن التربوي، فقالت إن إشرافها على صرف ميزانيات تربو على ربع مليار دولار خلال الأعوام الخمسة الماضية، وخبرتها لأكثر من 20 عاماً في خدمة مجتمع ديربورن، ليسا مجرد إشارة إلى مؤهلاتها، وإنما أكثر من ذلك يمثلان «طريقة حياة».
المرشح العربي الأميركي عبد الله حمود الذي يعمل مستشارا صحياً لدى «مستشفيات هنري فورد»، أدرج في مقدمة مؤهلاته أنه -وعلى خلاف المرشحين الآخرين- هو الوحيد الذي ولد وعاش في ديربورن طيلة حياته، وأن حملته الانتخابية تركز على المسائل التي تهم سكان المدينة، وعلى رأسها التعليم والنظام الصحي والبيئة والاقتصاد والطرقات.
بدورها، شددت المرشحة العربية الأميركية جاكلين زيدان -وهي صاحبة مؤسسة تجارية وناشطة في القطاع التربوي- على أنها المرشح الوحيد الذي رسخ حضوره في المدينة من خلال عملها، طوال عقدين من الزمن، كوسيطة بين مدارس ديربورن العامة ومجتمع المدينة مما مكنها من التغلغل في جذورها وفهم ثقافة الناس ومعرفة احتياجاتهم. وأضافت أن خبرتها في النشاط الشعبي ومعرفتها للفئات العاملة في المدينة يزودها بتصور فريد من نوعه إن تمكنت من تمثيل ديربورن في لانسنغ.
البنى التحتية
تعاني البنى التحتية في ولاية ميشيغن من شح التمويل اللازم لإعادة صيانتها، حيث تنتشر الحفر والمطبات على الطرقات فيما شبكات المياه والصرف الصحي والغاز أصبحت في حالة يرثى لها، وباتت تشكل مصادر خطر كبيرة على السكان.
صوفيا، ذو التوجهات المحافظة، قال: إن سكان ديربورن يحصلون على الصفقات الأسوأ مع المقاولين، بالإضافة إلى رداءة الطرقات، وأشار إلى أن التمويلات المرصودة للصيانة يتم توزيعها بالتساوي على مقاطعات ميشيغن الـ83، في الوقت الذي تخدم فيه طرقات مترو ديترويت حوالي 40 بالمئة من سيارات الولاية، وبالتالي فبدلا من أن تكون حصة المنطقة 40 بالمئة من مجمل التمويلات المرصودة فإنها تحصل على أقل من 15 بالمئة. وطالب صوفيا بوضع خطة عادلة طويلة الأمد لمعالجة الموضوع.
وبدوره، قال حمود إن الأموال المخصصة للبنية التحتية غير كافية مشيراً إلى أن أحد عناوين حملته الرئيسية هو إنجاز نظام نقل عام موثوق، وهو من شأنه أن يقلل كثافة الحركة المرورية على الشوارع.
وقال ستون إن أفضل طريقة لمعالجة مشكلة الطرقات والبنى التحتية في الولاية تكون عبر وضع خطة متكاملة تتضمن تحسين معايير البناء، وضمان مساءلة المقاولين، وتحديد الأنابيب المهترئة واستبدالها. وأضاف بأن تخفيض أوزان القاطرات والمركبات الضخمة سوف يساعد في الحفاظ على ضمان الحالة الجيدة للطرقات. وفيما يخص التمويل شدد بالقول: «إن فرض الضرائب على الديزل، وليس البنزين، هو أكثر عدالة».
وأبدى عدد من المرشحين اهتمامهم بالحماية البيئية، حيث عارض ماكدونالد وصوفيا بشدة التنقيب عن الغاز والنفط الصخري بأسلوب التصديع الهيدروليكي كونه يشكل مصدر خطر على البيئة. فيما قالت زيدان إنها ليست على اطلاع على آلية التنقيب هذه ولكنها أكدت اهتمامها بالحفاظ على البيئة.
التعليم
وعلق المشاركون في الندوة، التي أقيمت في مبنى بلدية ديربورن، على مشكلة عدم كفاية وتكافؤ تمويل المناطق التعليمية، وطالبت زيدان -التي عملت مع مدارس ديربورن العامة لمدة ثماني سنوات- ببذل الجهود لزيادة تمويل المدارس من مرحلة الحضانة الى الثانوية، وقالت إن إقرار «المقترح أي» في تسعينات القرن الماضي أدى إلى توزيع التمويل الحكومي بشكل غير عادل على مدارس ميشيغن، وشددت في أنه «علينا الحرص على ألا يتحول التعليم إلى صناعة لجني الأرباح». ووافق ستون منافسته زيدان فيما ذهبت إليه، وقال إن «المقترح أي» ساهم في جعل نصيب الطلاب في المدن الغنية أكبر من أقرانهم في المدن الفقيرة داعيا إلى المساواة في التعامل مع جميع أطفال الولاية، ومضيفا بالقول: «إن الجمهوريين الذين اقترحوا القانون -وهم يشكلون أغلبية في مجلس النواب الحالي- لن يوافقوا على إلغائه».
من ناحيته، عارض حمود الآراء التي تقول بعدم وجود حلول واضحة بسبب سيطرة الجمهوريين على حكومة الولاية، وقال إن أفضل طريقة لإصلاح النظام التعليمي هو تعزيز تحالف بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، إضافة إلى توعية المشرعين والمعلمين والطلاب التي من شأنها أن تساهم في حل هذه المعضلة.
ارتفاع تكاليف التأمينات
كانت صحيفة «صدى الوطن» قد نشرت العام الماضي تقريرا حول ارتفاع تكاليف التأمين على السيارات في ديربورن وتشكيلها عبئا ماليا على السكان الذي يضطر بعضهم إلى المخاطرة وقيادة سياراتهم غير المؤمنة، لاسيما في منطقة الرمز البريدي ٤٨١٢٦ (شرق ديربورن).
واقترح حمود الذي يعمل والداه كعميلين لأحد شركات التأمين المحلية أن تعزيز نظام النقل العمومي يمكن أن يكون أحد الحلول الناجعة لهذه المشكلة، مؤكدا أن ذلك سيؤدي الى خفص أسعار التأمين على السيارات.
واقترح حمود -وكذلك ستون- زيادة التمويل لرجال الإسعاف والإطفاء مما سيترك أثره في تعزيز السلامة ويقلل بالتالي من أسعار التأمين. وأبدت ماكدونالد رغبتها في إيجاد حل يمكن جميع أفراد العائلات من شراء التأمين، لاسيما وأن أكثرهم لا يرغبون بتجاوز القانون ولكنهم يغامرون بعدم التأمين على سياراتهم لأنه ليست لديهم أية خيارات أخرى.
وأجمع المرشحون على دعم مقترح نظام النقل العمومي (المقترح للتصويت هذا الصيف) لأنه يساهم في الحفاظ على جودة الطرقات، فيما أبدى صوفيا قلقه على مستقبل قطاع السيارات المستعملة، جراء مثل هذا الاقتراح الذي سيموله دافعو الضرائب في مقاطعة وين («صدى الوطن» سوف تنشر تفاصيل المقترح في العدد القادم).
الشرطة
وفيما تشهد البلاد موجات من الغضب العارم في الفترة الأخيرة بسبب وحشية الشرطة ضد السود واستهداف رجال الشرطة البيض، أشاد المرشحون بشرطة ديربورن وسرعة تلبيتها لنداءات المواطنين، إلا أن بعضهم طالب بإجراء إصلاحات كبيرة في قسم شرطة المدينة. وتوجه ستون بتساؤل للمصوتين قائلا: «علينا أن نأخذ بعين الاعتبار فيما إذا كنا نطالب رجال الشرطة بأكثر من طاقتهم»؟ وقال إن الشرطة اليوم مطالبة بأن تقوم بدور الإخصائيين بالصحة العقلية واستشاريي الزواج إضافة إلى التعامل مع مختلف أشكال النزاعات، في الوقت الذي يجب فيه على رجال الشرطة أن يحتفظوا بابتساماتهم، وأن يقبضوا رواتب لا يتعدى معدلها الـ36 ألف دولار في السنة.
وقال حمود إنه سيعمل لتخفيض عسكرة الشرطة وضمان تدريب أفرادها لاعتماد تكتيكات أكثر سلامة.
أما صوفيا، وهو من دعاة تمكين الشرطة، فقال إنه سيعمل من أجل الحصول على تمويل طويل الأجل للبحوث والتنمية من أجل حماية رجال الشرطة في الولاية.
Leave a Reply