لندن – أفادت دراسة حديثة بأن شركات صناعة الكحوليات تلجأ إلى الإنكار والتشويه والإلهاء لتضليل الناس بشأن مخاطر الإصابة بالسرطان جراء تناول هذه المشروبات وأنها كثيراً ما تستخدم أساليب مماثلة للتي تستخدمها صناعة التبغ.
وذكرت الدراسة التي قادها علماء في كلية لندن للصحة العامة ومعهد كارولينسكا السويدي إن صناعة الكحوليات تقدم غالباً العلاقة بين الكحول والسرطان على أنها بالغة التعقيد مما يعني أنه لا يوجد دليل واضح على وجود رابط بينهما.
ووجدت الدراسة أن من الاستراتيجيات الأخرى إنكار وجود أي علاقة أو القول دون تحري الدقة أنه لا يوجد خطر من الاعتدال في الشراب.
وقالت الدراسة إن شركات الكحول تسعى أيضاً إلى ذكر نطاق واسع من عوامل الخطر الفعلية والمحتملة الأخرى للإصابة بالسرطان في مسعى لتقديم الكحوليات على أنها واحدة من عوامل عديدة.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن شرب الكحوليات من عوامل الخطر المؤكدة للإصابة بأنواع مختلفة من السرطان بما في ذلك الفم والكبد والثدي والقولون والأمعاء. ويزيد خطر السرطان بزيادة استهلاك الكحوليات.
وحلل الفريق البحثي الذي أعد الدراسة معلومات تتعلق بالسرطان، على المواقع الإلكترونية والوثائق الخاصة بنحو 30 مؤسسة لصناعة الكحوليات في أنحاء العالم.
وقال مارك بيتيكرو أستاذ الصحة العامة بكلية لندن للصحة العامة والطب المداري والذي شارك في رئاسة الفريق المعد للدراسة «قوة الدليل العلمي واضحة… شرب الكحوليات يزيد خطر بعض الأشكال الشائعة من السرطان».
وأضاف «ثمة نقاش بأنه كلما زاد الوعي العام خاصة بخطر الإصابة بسرطان الثدي زاد التهديد لصناعة الكحوليات. تحليلنا يشير إلى أن منتجين عالميين كباراً للكحوليات ربما يحاولون التخفيف من هذا بنشر معلومات مضللة».
وحدد فريق بيتيكرو ثلاث استراتيجيات رئيسية تلجأ إليها الصناعة وهي إنكار أي صلة بالسرطان، أو حذف انتقائي للعلاقة، والتشويه بذكر بعض مخاطر السرطان مع تحريف حجمها أو التعتيم عليه والإلهاء بالسعي لإبعاد التركيز عن مخاطر الكحوليات وتوجيهها صوب مخاطر أخرى للسرطان.
Leave a Reply