أين العدالة والإنسانية؟
بثت عائلة أردنية شكواها لـ«صدى الوطن» معربة عن مرارتها الشديدة جراء تعنت السفارة الأميركية في عمّان ورفضها المتكرر بمنح روان أبو راجوح تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة لمعالجة طلفها المريض، حسام (٤ سنوات)، الذي يحمل الجنسية الأميركية.
وفي رسالة إلى الصحيفة، أفادت الأم بأنها وضعت طفلها حسام في أحد مستشفيات مدينة سيراكيوز بولاية نيويورك، وكان قبل ذلك قد حدث خطأ طبي خلال الولادة أسفر عن إصابة الوليد بأمراض عصبية تتطلب العلاج المكثف والمتقدم.
وقالت: «لقد تقدمت إلى السفارة الأميركية لمنحنا الإذن بالسفر إلى أميركا لمعالجة ابننا، ولكنني تفاجأت برفض طلبي، علماً أنه كان ما يزال شهر كامل على انتهاء صلاحية تأشيرتي».
أضافت: «كانت لدي تأشيرة مدتها 5 سنوات، وقد عشت في الولايات المتحدة مع زوجي المستشار الدبلوماسي نافذ أبو اصليح لعدة أشهر في مدينتي ديترويت وسيراكوز، ولم نرتكب خلال إقامتنا هناك أية أخطاء قانونية، وكنا ملتزمين بالقوانين الأميركية».
وأشارت إلى أن عدة مستشفيات أردنية وأميركية قد شخصت حالة الطفل بأنه يعاني من شلل دماغي يسترعي الرعاية المكثفة، ما دفع العائلة إلى التفكير بالعودة إلى الولايات المتحدة لمعالجة حسام. وقالت «عندما تقدمت بطلب تجديد الفيزا، فوجئت برفضهم وإلغاء التأشيرة التي بحوزتي من الأساس، إذ أبلغني أحد القناصل في السفارة الأميركية بأنني غير مؤهلة لنيل التأشيرة، طالباً مني التقدم بطلب جديد».
وبالفعل، تقدمت الأم بطلب جديد لنيل التأشيرة، ولكن طلبها قوبل بالرفض 6 مرات، بحسب ما قالت لـ«صدى الوطن»، مضيفة «في إحدى المرات طلبوا منا عرض الطفل على اللجنة الطبية المعتمدة من قبل السفارة لتشخيص حالته الصحية وتقدير المدة الزمنية لدخول الطفل إلى الأراضي الأميركية.. ومع أن حسام يحمل الجنسية الأميركية، ورغم حيازتنا على التقرير الطبي المطلوب، فوجئنا مرة أخرى برفض الطلب، من دون الاطلاع على التقرير».
وأكدت «ولأن حالة ابني الصحية سيئة للغاية، فقد واصلت محاولاتي الدؤوبة لنيل التأشيرة والتي أسفرت عن طلب القنصل العام في السفارة، واسمه ديرن، أن نحجز سريراً للطفل في أحد المستشفيات الأميركية المتخصصة بمعالجة الأمراض العصبية، وقمنا على أثر ذلك بمراسلة بعض المستشفيات في كاليفورنيا وبنسلفانيا، وحصلنا على موافقة من مستشفيين باستقبال الطفل، وتم إرسال نسخ من الموافقتين للسفارة».
لكن لم تثمر جهود العائلة الأردنية في تحصيل التأشيرة، حيث أكدت الأم «كل المحاولات باءت بالفشل، فقد واصلوا إصرارهم على أنني غير مؤهلة لنيل الفيزا، وطلبوا مني التقدم مرة آخرى، من دون أن إظهار أدنى تعاطف أو تفهم لحالة ابني الحرجة التي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم».
وتساءلت بمرارة: «أين هي العدالة الأميركية التي يتحدثون عنها، حيث يشددون على أن المواطن الأميركي –سواء أكان طفلاً أو شيخاً، ذكراً أو أثنى– مشمول بحماية الدولة الأميركية ورعايتها، فوق أي أرض وتحت أي سماء»، مضيفة «أين هي الإنسانية.. في تجاهل مرض طفل لن يتمكن من العيش بشكل طبيعي بسبب خطأ ارتكب في مستشفياتهم».
وناشدت الأم كل من يستطيع مساعدتها في علاج ابنها، ألا يدخر جهداً في ذلك، فقد ضاقت السبل وأوصدت الأبواب في وجه العائلة التي تتطلع إلى علاج طفلها المريض!
Leave a Reply