شيكاغو – حذرت دراسة أميركية حديثة من أن إدمان الكحول يسهم في زيادة فرص إصابة الأشخاص بمرض ألزهايمر.
الدراسة أجراها باحثون بكلية طب جامعة إلينوي الأميركية، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية (Journal of Neuroinflammation) العلمية.
وتشمل العلامات البيولوجية لمرض ألزهايمر، تراكم لويحات لزجة وسامة في الدماغ، تسمى بروتين «أميلويد بيتا»، وتتراكم قبل عقود من ظهور أعراض المرض، الذي يسبب فقدان الذاكرة، ومشاكل في الإدراك.
وبروتين «أميلويد بيتا» يعتبر عنصراً أساسياً للترسبات التي يعثر عليها في أدمغة مرضى ألزهايمر.
وكانت أبحاث سابقة رصدت تأثير الكحول على فرص الإصابة بمرض ألزهايمر، لكن لم تقم أي من الدراسات برصد الجينات التي تتأثر بها بشكل مباشر.
وكان الهدف من الدراسة الجديدة تحديد الجينات التي تتأثر بالكحول والمستويات العالية من الالتهاب في الخلايا الدبقية الصغيرة، التي تدعم الخلايا العصبية في الدماغ وفي أماكن أخرى من الجسم.
وأوضح الباحثون أن أحد وظائف الخلايا الدبقية الصغيرة هي التخلص من لويحات «أميلويد بيتا»، لكن الباحثين اكتشفوا أن بعض الجينات التي تتأثر بشرب الكحول والالتهاب تتورط أيضاً في عمليات تراكم بروتين «أميلويد بيتا» ما يسهم في ظهور مرض ألزهايمر.
وأجرى الفريق دراسته على مجموعة من الفئران التي أدمنت الكحول، وكشفوا عن الخلايا الدبقية الصغيرة لديها، لرصد تأثير الكحول على تراكم لويحات «أميلويد بيتا».
ووجد الباحثون أن الكحول ساهمت بإحداث تغيير في 312 جيناً في الدماغ.
وقال الدكتور دوغلاس فاينشتاين، قائد فريق البحث، إن «الكحول تعوق قدرة الخلايا الدبقية الصغيرة على الحفاظ على الدماغ ويمكن أن يسهم في تطوير مرض ألزهايمر».
ووفقا لتقرير جمعية ألزهايمر الأميركية لعام 2016، فإن المرض يصيب نحو 47 مليون شخص في أنحاء العالم، ويكلف أنظمة الرعاية الصحية أكثر من 818 مليار دولار.
وأضاف التقرير أن ألزهايمر هو خامس سبب رئيسي للوفاة بين كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً.
وحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، فإن تعاطي الكحول يتسبب في 4 بالمئة من حالات الوفاة على مستوى العالم سنوياً.
كما يُعد إدمان الخمر من العوامل التي تهدد بضياع سنوات من عمر الإنسان جراء المرض والإعاقة، ويشكل التهديد الأكبر لحياة البشر في الدول ذات الدخل المتوسط، التي يعيش فيها نحو نصف سكان العالم.
Leave a Reply