نيويورك – تقع ناطحة السحاب الغامضة Long lines Building (مبنى الخطوط الطويلة) على شارع تشرش في مانهاتن. وهو مبنى أقل ما يُوصف به بأنه غريب الأطوار، يضم 29 طابقاً وتُخزّن فيه كافة مستلزمات الحياة الضرورية ما يكفي لإبقاء 1500 شخص على قيد الحياة مدة أسبوعين دون الحاجة للخروج أو الحصول على إمدادات خارجية. كما يُخزّن المبنى حوالي 250 ألف غالون من الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية… لكن لماذا كل هذا؟
يُعتبر «مبنى الخطوط الطويلة» مركزاً لحفظ خطوط الاتصالات الدولية والكابلات، حيث يحتوي على نظام أساسي يُستخدم للمسافات الطويلة، وهو بمثابة بوابة التبديل الرئيسية التي تصل بين الولايات المتحدة الأميركية والعالم.
بالنسبة للتصميم، فهو من بنات أفكار المهندس المعماري كارل وورنيك، وصممه بهذه الطريقة بلا نوافذ لحمايته من خطر آثار الهجوم النووي المحتمل في فترة الحرب الباردة بين روسيا وأميركا. ما يعني أن الهدف من بنائه بهذه الطريقة ليس حماية البشر، إنما حماية أجهزة الاتصال والتواصل والكابلات الطويلة، حتى أن البعض صنّفه بالمبنى الأكثر حمايةً في الولايات المتحدة.
وتم بناء المبنى في عام 1969 وافتُتح في عام 1974، ويصل ارتفاعه إلى 167.5 متراً، بارتفاع 5.5 متر للطابق الواحد. وبقي المبنى على حاله منذ تشييده حتى اليوم باستثناء تغيير واحد فقط، وهو تحويل بعض الأماكن المتوافرة فيه إلى مركز لحفظ المعلومات المهمة.
وعلى الرغم من أن المبنى مُعتم وغير ظاهر أمام المباني الأخرى، إلا أنه لفت الكثير من الأنظار إليه. وقد وصفه الناقد المعماري بول غولدبرغر في مقالة نشرها بصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية: «لهذا المبنى سحره الخاص فهو ليس كباقي مباني شركات الاتصالات التي أعرفها والتي تكون غالباً عبارة عن صناديق تحوي أجهزة إلكترونية؛ بل هو بما فيه لديه جاذبية مميزة تجعلك تراه وبنفس الوقت لا تراه».
Leave a Reply