ديترويت – انشغلت ديترويت الأسبوع الماضي بأخبار، «سفاح المومسات»، المشتبه به بقتل ثلاث نساء عُثر على جثثهن داخل منازل مهجورة في شرق المدينة، إضافة إلى اعتدائه جنسياً على اثنتين أخريين، فيما تواصل الشرطة تحقيقاتها لمعرفة ما إذا كان هنالك المزيد من الضحايا.
وتم اعتقال المشتبه به ديأنجيلو مارتن (34 عاماً)، يوم الجمعة 7 حزيران (يونيو) الجاري، في محطة وقوف للحافلات العامة عند تقاطع شارعي غراشت والميل السابع، قريباً من المنازل التي اكتشفت بداخلها جثث الضحايا.
وأعلن قائد شرطة ديترويت جيمس كريغ، في مؤتمر صحفي عقده الاثنين الماضي، عن الاشتباه بمارتن في قتل النساء الثلاث، لافتاً إلى أنه قام أيضاً بالاعتداء الجنسي على امرأتين تمكنتا من مقاومته والإفلات منه.
وقال كريغ إن إحدى الضحيتين اللتين لاتزالان على قيد الحياة، قد أفادت بأنها تعرضت للاغتصاب في منزل وجدت بداخله جثة إحدى القتيلات على شارع ماك.
وأشار إلى أن الضحايا الخمس متورطات بممارسة الدعارة وتعاطي المخدرات، لافتاً إلى أن جميعهن في الخمسينات من العمر باستثناء ناجية واحدة عمرها 26 عاماً.
ودون الإفصاح عن طبيعة الأدلة المتوفرة لدى المحققين، أكد كريغ على أن الجرائم المرتكبة متشابهة وتعكس نمطاً مشتركاً، معرباً عن ثقته بأن مارتن متورط بقتل النساء الثلاث، فيما لازال المحققون ينظرون في قضية مقتل امرأة رابعة، وجدت جثتها في منزل مهجور أيضاً.
وأفادت مصادر لصحيفة «ديترويت نيوز» أن جثث الضحايا في وضعية الركوع وبجانبها أوقية ذكرية، تبين بعد فحص آثار الحمض النووي عليها، بأنها تعود للرجل نفسه.
وحتى الآن، وجه مكتب الادعاء العام في مقاطعة وين لمارتن، تهمة الاعتداء بنية القتل وأربع تهم بالسلوك الجنسي الإجرامي، على خلفية اغتصاب وطعن امرأة ظلت على قيد الحياة في هجوم وقع يوم 7 أيار (مايو) الماضي.
وبحسب الشرطة، فإن مارتن متشرّد وقد زج به في سجن مقاطعة وين من دون كفالة، بانتظار مثوله أمام محكمة ديترويت في جلسة أولية تعقد يوم 20 يونيو الجاري.
تسلسل الأحداث
عثرت الشرطة أولاً –في 19 آذار (مارس) الماضي– على جثة امرأة متحللة ونصف عارية داخل منزل مهجور على الجانب الشرقي للمدينة. واعتقد المحققون في البداية أن الوفاة ناجمة عن تعاطي جرعة زائدة من المخدرات، ولكن بحلول 20 مايو، تبين لمكتب الطب الشرعي أن الضحية قتلت جراء تعرضها لضربة قوية على الرأس.
وبعد أيام معدودة، في 24 مايو، عثرت الشرطة على جثة متحللة ثانية في منزل مهجور آخر. وفي 5 يونيو. تم العثور على مومس ميتة في منزل ثالث في المنطقة نفسها بشرق المدينة. وبعدما لاحظت الشرطة أوجه التشابه بين الجرائم سارعت إلى تحذير الجمهور من قاتل متسلسل محتمل، قبل أن يتم القبض على مارتن في غضون يومين.
وقال كريغ إن الشرطة تعتقد أن النساء ربما تم إغراؤهن بالمخدرات لاستدراجهن إلى المنازل المهجورة حيث تعرضن للاعتداء الجنسي والقتل، على الرغم من أن مكتب الطب الشرعي لم يؤكد بعد، سبب وفاة المرأتين الأخريين.
ولفت كريغ إلى أن الجثث ظلت داخل المنازل المهجورة لفترات زمنية متفاوتة، وأن تحلّلها جزئياً يؤدي إلى صعوبات في تحديد سبب الوفاة.
وتمكنت السلطات من تحديد هوية الضحايا، وهن نانسي هاريسون (52 عاماً) وتريفيسين أليس (53 عاماً) وامرأة ثالثة (55 عاماً) لم تكشف الشرطة عن اسمها بانتظار إبلاغ عائلتها أولاً.
وقال كريغ إن امرأة أخرى عُثر عليها ميتة الأسبوع الماضي قد تكون مرتبطة أيضاً بمارتن، لكن المحققين لم يجدوا بعد صلة له بالحادث، متوقعاً الإعلان عن مزيد من المعلومات خلال الأيام القليلة المقبلة.
ورجّح قائد شرطة ديترويت أن يكون لمارتن المزيد من الضحايا، لاسيما وأن النساء العاملات في الدعارة يترددن في التحدث إلى الشرطة، وغالباً ما يفتقدن التواصل المنتظم مع عائلاتهم التي قد تبلغ عن اختفائهن، وهو ما يشكل تحدياً إضافياً للمحققين في هذا النوع من الجرائم.
ولفت كريغ إلى أن «إحدى الناجيتين من مارتن قد ترددت في البداية في إعطاء معلومات للشرطة، لكن كليهما تتعاونان الآن».
آفة المنازل المهجورة
دفعت سلسلة الجرائم هذه، بلدية ديترويت إلى تكثيف جهودها لسدّ منافذ المنازل المهجورة بالأخشاب في جميع أنحاء المدينة استعداداً لترميمها أو هدمها. ولاتزال ديترويت تحتوي على نحو 2000 منزل مهجور ومشرّع أمام المتسكعين والمشردين وتجار المخدرات مما يحول تلك العقارات المهملة إلى بؤر للنشاط الإجرامي.
وشارك عشرات العناصر من شرطة ديترويت، الأسبوع الماضي، في عملية تمشيط واسعة للمنازل المهجورة في شرق المدينة بحثاً عن ضحايا محتملين آخرين، قبل أن تبدأ طواقم العمال بسد أبوابها ونوافذها بالألواح الخشبية لتأمينها من التعديات.
وقال رئيس البلدية مايك داغن إن «ما يثير القلق هو مرور أيام، وأسابيع في إحدى الحالات، قبل اكتشاف الجثث، مما يثير احتمال أن تكون هناك ضحية أخرى في منزل مهجور آخر في الجانب الشرقي»، مشيراً إلى عدم وجود دليل على ذلك «لكننا بحاجة إلى التحقق من الأمر».
يذكر أنه منذ العام 2014، تمت إزالة نحو 18 ألف منزل مهجور في جميع أنحاء ديترويت، فيما لاتزال مثلها قائمة بانتظار هدمها وإزالتها تباعاً خلال السنوات القادمة. ومن بين المنازل المهجورة القائمة، نحو ألف منزل غير مؤمن بالألواح الخشبية في أحياء شرق المدينة.
وسيتم سد منافذ تلك المنازل بحلول نهاية (يوليو) المقبل، أما بقية المنازل غير المغلقة في أنحاء المدينة فسيتم «تخشيبها» بحلول نهاية أيلول (سبتمبر) القادم، وفق داغن الذي شدد في بيان، على أن ديترويت بحاجة ماسة إلى التخلص من هذه الآفة التي نغصت أمن الأحياء لفترة طويلة جداً.
Leave a Reply