الشرطة تحول دون اصطدام النازيين الجدد بمتظاهرين مناوئين خلال مهرجان المثليين في ديترويت
ديترويت – في ظهور نادر لهم في ميشيغن، تظاهر عدد من «النازيين الجدد» ضد مهرجان المثليين في ديترويت، خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، مما استدعى تدخل شرطة المدينة للفصل بين الطرفين تفادياً لوقوع أية مواجهة محتملة بينهما.
وفيما اكتفى النازيون الجدد بتمزيق علم المثليين والتبول على علم إسرائيل، قال قائد الشرطة جيمس كريغ إن وجود عناصر الدائرة حال دون تحقق ما كان يخطط له هؤلاء، بإثارة مواجهة دامية وأعمال شغب مماثلة لما حدث في مدينة شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا صيف 2017، حين دهس أحد العنصريين البيض حشداً من المتظاهرين المناوئين للعنصرية، متسبباً بمقتل امرأة وإصابة 28 آخرين. وقد أدين في الحادثة جيمس فيلدز (20 عاماً)، بتهمة القتل وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
وقال كريغ في مؤتمر صحفي عقده في مقر الشرطة: «لقد أرادوا حدثاً أكثر راديكالية من شارلوتسفيل بحسب معلومات استخبارية موثوقة تلقيناها».
وأقيم مهرجان فخر المثليين والمتحولين جنسياً في ساحة «هارت بلازا» وسط ديترويت يومي السبت والأحد الماضيين بمشاركة آلاف اللوطيين والسحاقيات والمتحولين وثنائيي الميول وغريبي الأطوار الجنسية LGBTQ. وكان لدى الشرطة إشعار مسبق بأن المجموعة النازية، (الحركة الاشتراكية الوطنية) تعتزم الاحتجاج على الحدث يوم الأحد.
وقال رئيس المهرجان دايف وايت «إنه لأمر سيء للغاية أن يأتي 10 إلى 12 شخصاً، معظمهم من خارج المدينة، ليتحدثوا بخطاب الكراهية ويعكروا ما أراده خمسون ألف شخص فرصة للاحتفال الإيجابي وقضاء وقت ممتع».
وكان أعضاء المجموعة النازية يحملون أسلحة نارية بشكل علني –وهو أمر قانوني في ميشيغن– بينما كانوا يتبادلون المناوشات الكلامية مع مجموعة من المتظاهرين اليساريين المتشددين المنتمين لمجموعة «أنتيفا» (الفوضوية الشيوعية).
وقال كريغ إن عناصر شرطة ديترويت تمكنوا بنجاح، من الفصل بين المجموعتين «ولم يصب أحد بأذى»، لافتاً إلى أن خمسة من المتظاهرين العنصريين كانوا مسلحين؛ اثنان منهم ببندقيات وثلاثة معهم مسدسات مكشوفة.
وأضاف أن المصادر الاستخبارية أشارت إلى أن النازيين الجدد كانوا يخططون لإثارة «شارلوتسفيل 2.0» و«لذلك كنا نعلم بأن علينا أن نكون مستعدين بشكل صحيح، وكنا كذلك».
ولفت قائد الشرطة إلى أن متظاهرين من كلتا المجموعتين المتواجهتين استهدفوا ضباط الشرطة بعبارات عنصرية، مشيراً إلى أن تعداد «النازيين الجدد» كان 15 شخصاً، مقابل 15 إلى 20 متظاهراً مناوئاً من «مناهضي الفاشية» الذين كانوا ملثمين ويشيرون إلى عناصر الشرطة السود بعبارات غير لائقة تتهمهم باستهداف أبناء جلدتهم لحساب الرجل الأبيض.
في المقابل، أصدر النازيون أصوات قردة لاستفزاز الأفارقة الأميركيين المتواجدين في المكان.
وتلقت شرطة ديترويت انتقادات لقيامها بمرافقة وتأمين أفراد المجموعة النازية، غير أن كريغ أكد أن الهدف كان الحفاظ على السلامة العامة، لافتاً إلى أن «مجموعة واحدة كانت مسلحة.. ولم نكن نرغب في أن تهاجمهم المجموعة المعارضة فيردون بطريقة عنيفة».
وأوضح قائلاً «لم نتحيز لأي طرف؛ لقد تواصلنا مع المجموعتين، ولم تحدث مواجهة»، معرباً عن سعادته بطريقة تعامل الشرطة مع الموقف.
وقال كريغ إن أعضاء المجموعة النازية هددوا بحرق علم ألوان الطيف، الذي يرمز لمجتمع المثليين لكن ضباط الشرطة هددوهم بالاعتقال في حال قاموا بذلك، فاكتفوا بتمزيق العلم.
كذلك وضع النازيون الجدد، العلم الإسرائيلي على الأرض وتبول أحدهم عليه، فيما رفعوا الأعلام النازية ذات الصليب المعقوف.
وأضاف كريغ بما أن العلم كان ملكاً لهم، فقد كانوا ضمن حقوقهم تدميره، طالما أنهم لم يشعلوا النار فيه، لافتاً إلى أن النازيين كان معهم محامٍ وكاميرات لحفظ حقوقهم.
وقال: «لكل شخص الحق في حرية التعبير، لكن ليس لك الحق بالانخراط في سلوك غير قانوني» مؤكداً أن النازيين «فشلوا في كل ما حاولوا فعله»، سواء في استدراج الشرطة لانتهاك حقوهم الدستورية بحمل السلاح أو في إثارة مواجهة مع متظاهرين مناوئين.
Leave a Reply